أكدت مصادر مطلعة في مدينة عدن المحتلة أن قوات أمريكية انتشرت، أمس، في المدينة وفرضت طوقا على المطار. جاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من وصول قوات أمريكية إلى محافظة حضرموت المحتلة، وقيامها بجولات في مديريات الضبة والشحر وبروم الساحلية تمهيدا لسيناريو
 قادم يتم فيه تسليم منابع النفط لما سماه رئاسي الاحتلال «قوات محايدة».
وأكدت المصادر أن عناصر من القوات الأمريكية انتشرت في محيط مطار عدن الدولي، بمديرية خور مكسر، مشيرة إلى أن تلك العناصر خرجت من قصر معاشيق، الذي يتخذ منه رئاسي وحكومة الاحتلال مقرا لهم، قبل أن تتمركز بالقرب من المطار.
ولم يعرف بعد أسباب الانتشار الجديد للقوات الأمريكية، وما إذا كانت في إطار تأمين شخصية أمريكية يتوقع وصولها إلى المدينة، في ظل الاضطرابات التي يشهدها مجلس تحالف الاحتلال وفصائله.
يأتي هذا بالتزامن مع مغادرة العميل رشاد العليمي أمس متوجها الى الإمارات ومن ثم الى السعودية في «زيارات عمل غير رسيمة» تستغرق عدة أيام حسبما أفادت وكالة سبأ التابعة للمرتزقة.
وكان أعضاء مجلس الاحتلال غادروا عدن، أمس الأول، باستثناء المرتزق عيدروس الزبيدي، وسط خلافات حادة بين الأعضاء حول ما سموه اتخاذ قرارات أحادية من قبل العليمي بإملاءات من إمارات ابن زايد.
مصادر إعلامية ذكرت أن المرتزق سلطان العرادة قدم استقالته من عضوية مجلس العليمي، احتجاجا على الإقصاءات الأخيرة للخونج من المشهد وخسارتهم معركة شبوة مع مرتزقة الإمارات بفعل تدخل طيران الأخيرة وحسم المعركة لصالح أدواتها، الأمر الذي اعتبره الخونج رضوخا من مجلس العليمي لإملاءات ضباط ابن زايد.
وبعث العرادة الذي يقاطع جلسات رئاسي الاحتلال منذ تشكيله باستثناء حضور ما سميت «اليمين الدستورية»، مذكرة لرئيس المجلس المرتزق رشاد العليمي يبلغه فيها باستقالته من عضوية المجلس والاحتفاظ بمنصبه كمحافظ لمأرب ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية هناك.
وأثارت استقالة العرادة جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، انقسم فيه المغردون بين مشكك بالوثيقة التي تم تداولها على نطاق واسع وتتضمن بيانات وختومات حقيقية ولا يشوبها أي تزوير، وبين مؤكد لها.
وتأتي المذكرة مع تصاعد وتيرة الضغوط على العرادة لتسليم منصبه كمحافظ لمأرب في أعقاب الإطاحة بالمرتزق فرج البحسني ضمن خطط تحالف الاحتلال لـ»تحييد المناطق النفطية».
وتأتي استقالة العرادة بعد أيام من تقديم الخونجي عبدالله العليمي استقالته بناء على الأسباب ذاتها، مما جعل سفير الاحتلال السعودي محمد آل جابر يستدعي العليمي إلى الرياض على وجه السرعة وعلى متن طائرة خاصة، ليلحق بالبحسني الذي تتحفظ عليه سلطات الرياض بعد إقالته من منصبي محافظ حضرموت وقائد ما تسمى المنطقة العسكرية الثانية.
وفي سياق التغييرات التي يجريها رئاسي الاحتلال، أصدر المرتزق رشاد العليمي قرارا بإقالة صالح طيمس قائد ما تسمى المنطقة العسكرية الأولى التابعة للخونج، وتعيين المرتزق ثابت أحمد بن محموش بدلا عنه.
واعتبر ناشطون أن إقالة طيمس الذي ينحدر من محافظة أبين تأتي في ظل ما سموها حملة تطهير لقيادات أبين من كل مواقع أعمالهم العسكرية والمدنية وعزلهم بصورة انتقامية من قبل طغمة الضالع التي لاتزال تكن الحقد لأبين وأهلها حتى الآن، حسب قولهم.
وتأتي إقالة طيمس بعد تهديدات أطلقها المرتزق عيدروس الزبيدي باجتياح وادي حضرموت وإسقاط ما تسمى «المنطقة العسكرية الأولى» بالقوة. ورداً على هذه التهديدات نشر طيمس أمس الأول مقطع فيديو بمعية جنرالاته في تحد واضح لمرتزقة الإمارات بأنهم سيقاتلون حتى لو تمت إقالتهم.
أمريكا تعزز حضورها 

في المكلا
وكان العشرات من عناصر البحرية الأمريكية وصلوا أمس الأول إلى المكلا عاصمة محافظة حضرموت المحتلة، دون إشعار مسبق لسلطات الارتزاق.
وأشارت المصادر إلى أنه حال وصول القوات الأمريكية نفذت جولة ميدانية أو ما يشبه الاستعراض في شوارع الضبة والشحر وفوه وبروم الساحلية، وهو ما أثار استياءً واسعا لدى الشارع الحضرمي الذي وصف ما حدث بالانتهاك السافر لسيادة اليمن.
وأضافت المصادر أن طائرات استطلاعية حلقت بكثافة فوق تلك المناطق بالتزامن مع التحركات التي قامت بها القوات الأمريكية.
وتتواجد قوات أمريكية بشكل دائم في مطار الريان في المكلا، وكذا مطار الغيضة بالمهرة، وسط اهتمام أمريكي بالمناطق النفطية في جنوب البلاد.
ويأتي الانتشار الأمريكي في عدد من المديريات الساحلية ومنها مديرية الضبة التي تعد الميناء الرئيسي لتصدير النفط، في إطار ما يعتبره مراقبون استعدادا أمريكيا للمشاركة في المعركة المتحملة بين أدوات الاحتلال في وادي حضرموت خلال الفترة القليلة القادمة.
وفي السياق، دفعت فصائل الاحتلال الإماراتي، أمس، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى أطراف محافظة حضرموت المحتلة، في ظل تحضيرات لمعركة فاصلة مع الخونج على غرار ما حدث في شبوة.
وأكدت مصادر قبلية أن المئات من مرتزقة ما تسمى «ألوية العمالقة» و»المجلس الانتقالي» الموالية للاحتلال الإماراتي، وصلت إلى مديريتي الروضة والطلح بمحافظة شبوة، المحادتين لمحافظة حضرموت.
وأوضحت المصادر أن التعزيزات تضمنت عشرات الآليات العسكرية والمدافع المتوسطة والثقيلة، مشيرة إلى أنها بدأت بإنشاء معسكرات مؤقتة في تخوم الهضبة النفطية.
وكانت فصائل الاحتلال الإماراتي دفعت بتعزيزات عسكرية إلى طريق العبر غرب حضرموت، في محاولة لتطويق المحافظة وعزلها عن مأرب.
وتأتي التعزيزات تزامنا مع تحركات واسعة يجريها مرتزقة الإمارات، للسيطرة على كامل محافظة حضرموت النفطية، في إطار مساع لإنهاء وجود قوات الخونج، التي ماتزال تتمركز في حقول النفط.

طيران الإمارات يقصف مواقع جديدة للخونج في حضرموت
من جهتها ذكرت وسائل إعلامية تابعة للمرتزقة أن طيران الاحتلال الإماراتي المسير قصف أمس مواقع جديدة للخونج بين محافظتي شبوة وحضرموت.
وأوضحت المصادر أن طيران الإمارات قصف قطاعا للخونج ومواقع أخرى لهم في منطقة «نعضة» بين عتق مركز محافظة شبوة والعبر التابعة لوادي حضرموت.
وأكدت المصادر أن القصف تسبب بمصرع جندي مرتزق وإصابة اثنين آخرين.
وكان حزب «الإصلاح» طالب العميل العليمي بإقالة محافظ شبوة المعين من قبل الاحتلال المرتزق عوض بن الوزير العولقي، ما لم فإنه سينسحب من مجلس العليمي وحكومة الفنادق.
من جانبه قال نائب رئيس ما تسمى «الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح» المرتزق عدنان العديني أمس إن «المجلس الرئاسي» مهدد بالتمزق والتفكيك.