لا خجل في ما يحدث. فالجميع، محتلاً وأدوات، هم على درجة واحدة من الصفاقة بحيث لا وقت أو مكان للخجل بالنسبة لهم. وأي ضير في أن يجد العميل عيدروس الزبيدي نفسه مكان المرتزق رشاد العليمي؟! مثلما وجد الأخير نفسه مكان من كان قبله، ومثلما سيجد نفسه قريبا وقد حُجزت له غرفة فندقية في الرياض إلى جانب غرفة هادي.

أكدت مصادر في حكومة الفنادق أن تحالف الاحتلال بدأ، أمس، تحركات جديدة لإجراء تغييرات جذرية في ما يسمى «المجلس الرئاسي»، بعد أقل من ثلاثة أشهر على تشكيله في الرياض.
وأكدت مصادر مسؤولة في حكومة الفنادق أن الرياض تسعى لتعيين بديل عن رئيس مجلسها، المرتزق رشاد العليمي، عقب تصاعد الخلافات بين فصائل الاحتلال بسبب تسمية الأخير رئيسا للمجلس.
وأوضحت المصادر أن المرتزق عيدروس الزبيدي، عضو رئاسي الاحتلال ورئيس ما يسمى المجلس «الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، أبرز المرشحين لخلافة العليمي. وأشارت إلى أن تحالف الاحتلال دفع الزبيدي مؤخرا إلى عدن لترتيب إجراءات تعيينه، فيما تحتجز العليمي وتمنعه من العودة إلى المدينة المحتلة.
وكان الاحتلال السعودي كلف الزبيدي بأعمال العليمي وفتح له مكتب الأخير في قصر معاشيق، في خطوة واضحة تمهد لتعيين الزبيدي كبديل للعليمي، الذي أخفق طوال الفترة الماضية، في لملمة إخفاقات تحالف الاحتلال وهيكلة فصائله.
وتأتي هذه المكاشفات، بعد بدء «انتقالي» الإمارات إعادة تثبيت سيطرته عسكريا وأمنيا في مدينة عدن، منذ مغادرة مجلس العليمي المدينة، في ظل اتهاماته لتحالف الاحتلال بدعم تحركات «الانتقالي» لتوطيد سلطته.
وفي السياق، أفادت مصادر خاصة بمنع سلطات الرياض رئيس مجلسها في عدن، رشاد العليمي، من العودة إلى المدينة، بعد جولته الإقليمية مؤخرا.
وقالت المصادر إن العليمي يخضع للإقامة الجبرية في مدينة جدة التي وصلها في ختام جولة خارجية شملت الكويت والبحرين ومصر وقطر.
وأشارت إلى أن العليمي عقد لقاء بالسفير الأمريكي لدى حكومة الفنادق، في محاولة لرفع الإقامة الجبرية عنه، فيما امتنعت وكالة «سبأ» التابعة للمرتزقة في الرياض، نشر خبر اللقاء بتوجيه من الزبيدي.
وفي صعيد محاولات إرجاع العليمي إلى عدن، بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمس، جولة جديدة للتقريب بين الرياض ومرتزقتها، تزامنا مع احتدام الخلافات بين سفير الاحتلال السعودي محمد آل جابر ومجلس العليمي.
وكان غروندبرغ التقى في وقت سابق أمس الأول آل جابر فيما أفادت وسائل إعلام سعودية بأن اللقاء «تركز حول جهود دعم السلام في اليمن والدفع نحو تسوية سياسية»، بحيث لم يتم التطرق للحديث عن «دعم المجلس الرئاسي»، وهي المرة الأولى منذ تشكيله، ما يكشف حجم الأزمة بين سلطات الرياض ومجلس الاحتلال، والذي لم يحظ رئيسه حتى الآن بمقابلة أي مسؤول سعودي، رغم الوعود الوردية التي فرشوها له عند تنصيبه مكان هادي قبل نحو ثلاثة أشهر. هذه المرّة عليه أن ينتظر طويلا دون أن يقابله أي مسؤول سعودي، وسيبقى في الفندق الذي كان فيه سلفه، فاقدا الحيلة، ومنتظرا تحسّن مزاج القادة السعوديين، لمنحه فرصة لتلقِّي وعود وتهدئة لا تسفر عن دعم أو تمويل أو حتى منحه فرصة للاحتجاج أو تحسين شروط التفاوض. بل يبدو أن «التحالف» لن يمنحه حتى فرصة لأن يهدد بالاستقالة.
وكانت معلومات كشفت أن عودة العليمي إلى الرياض بعد جولته، كانت استدعاء من الأخيرة له على وجه السرعة بسبب زيارته إلى الدوحة، حيث رأت في تلك الزيارة تمهيدا لإعادة لعب دور قطري في المحافظات المحتلة لا تريده، وذلك من خلال ذراعها الخونج الذين أزيحوا إلى حد كبير عن المشهد. كما حاولت الدوحة بشكل غير مباشر إظهار قلقها من احتجاز العليمي في جدة من خلال الحديث عن تحركات عيدروس الزبيدي التي اعتبرتها تجاوزا للعليمي.
حيث ذكرت صحيفة «العربي الجديد» التابعة لقطر أن تحركات نائب «المجلس الرئاسي» في عدن «تثير الكثير من التساؤلات، خصوصاً بعد أن ظهر الأخير وهو يقوم بكل الأدوار نيابة عن رئيس وأعضاء مجلس القيادة الآخرين».
وبحسب الصحيفة فإن «مراقبين يتخوفون من استغلال الزبيدي غياب العليمي لترسيخ نفسه كالقيادي الأهم في مناطق سيطرة السلطات الشرعية اليمنية، وتحديداً في الجنوب، خصوصاً مع استمرار غياب العليمي المتواجد في الرياض، التي وصلها منذ أيام بعد جولة رئاسية بدأها في الكويت والبحرين ثم مصر، واختتمها في قطر، ثم غادرها باتجاه السعودية بدلاً من عدن».