نافذون يسطون على أرضية مدرسة ومسجد في المنصورة.. أراضي عدن ذروة عقود النهب
- تم النشر بواسطة نشوان دماج / لا ميديا
تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
عدن البحر والشواطئ والمتنفسات العامة والمعالم والقلاع والبخور والطيب، والحضور الطاغي لكل ما يمكن أن يمثل فسحة جمال في الذهن، لم تعد كذلك. فليس موطئ قدم فيها إلا وقد أصبح مستباحاً لأقدام لا جباه لها، وكائنات تتكاثر بدلاً من البعوض، جارحة كل جسد المدينة الذي لم يعد يسعفه هرش ولا هش معها. عصابات الإمارات ما تزال تنخر جسد عدن وتعتدي على كل حرمة فيها، معالم ومساجد وبيوت ومقابر وممتلكات عامة وخاصة، بل حتى الشواطئ لم تسلم من تلك الكائنات السرطانية، التي توشك أن تجد نفسها ولم يعد ثمة ما تنهشه أو تسطو عليه.
يواصل مرتزقة الاحتلال الإماراتي، في مدينة عدن المحتلة، اعتداءاتهم على منازل وممتلكات المواطنين، وإثارة الرعب في أوساط أبناء المدينة، فضلاً عن اعتداءاتهم المتواصلة على الممتلكات العامة والمتنفسات الطبيعية.
وفي آخر حادثة، أفادت مصادر محلية في المدينة المحتلة بأن عصابة مسلحة هاجمت منزل المواطن نائل قاسم الشعيبي، المغترب في أمريكا، وأطلقت وابلاً من الرصاص على العمال الذين يعملون في منزله رقم 27 في مشروع درة عدن بمنطقة الحسوة التابعة لمديرية البريقة، مما أثار الرعب بين أسرته التي تقطن المنزل.
وقالت المصادر إن العصابة التي هاجمت المنزل تابعة لمرتزقة الإمارات، مشيرة إلى محاولاتهم إرهاب أسرة الشعيبي وإخراجها من منزلها، بغية السطو عليه.
وتأتي الحادثة بعد قيام عصابة مسلحة أخرى باقتحام منزل نجم نادي شمسان والمنتخب الوطني السابق، نصر المقطري، في حي التقنية بالمنصورة، وطرده إلى الشارع دون ذكر الأسباب.
مواطنون أكدوا أن ما يحدث لهم من قبل عصابات الاحتلال الإماراتي، التي تنكل بهم، يحيلهم إلى ما يقوم به جيش الاحتلال الصهيوني في حق الفلسطينيين من اقتحامات للمنازل وتهجير أهلها.
وتأتي هذه الاعتداءات ضمن العمليات التي تستهدف منازل أبناء عدن وممتلكاتهم من قِبل العصابات المسلحة التي ترتكب الانتهاكات بدعم من قيادات عسكرية وأمنية موالية للاحتلال بهدف اللعب بالورقة الأمنية وزيادة حالة الانفلات المتواصلة منذ سبع سنوات.
وفي السياق، أظهرت وثيقة وجّهها مواطنون لسلطات الارتزاق في محافظة عدن المحتلة استمرار الاستيلاء على المتنفسات الطبيعية ومخططات المرافق العامة في المدينة.
وأوضح المواطنون واللجان المجتمعية في حي الشروق والوحدة السكنية في «بير فضل» و»كابوتا»، أن نافذين بسطوا على موقع مخصص ومخطط تم اعتماده قبل سنوات لإنشاء مسجد ومدرسة وحديقة في مديرية المنصورة.
كما نظم مالكو أراضٍ، أمس الأول، وقفتين احتجاجيتين أمام هيئة أراضي وعقارات الدولة ومبنى السلطة المحلية في مدينة عدن المحتلة؛ تنديداً بعمليات السطو التي تطال أراضيهم بصورة مستمرة من قبل نافذين يتبعون ما يسمى «المجلس الانتقالي».
وأكد مالكو أراضي بلوك 13 بمنطقة الممدارة في مديرية الشيخ عثمان، وعدد من ملاك الأراضي في بئر فضل، أثناء الوقفتين المشتركتين، أن الهوامير يواصلون السطو على أراضيهم بصورة غير قانونية.
وعبَّر المحتجون عن استيائهم الشديد جراء التواطؤ مع النافذين من قِبل الجهات المعنية التي تستهتر بمطالب المواطنين المشروعة، مهددين بالتصعيد ضد النافذين والجهات المحلية والأمنية المتواطئة معهم.
وكان أهالي وملاك مخطط بلوك 13 وحدة جوار 655 في الممدارة بمديرية الشيخ عثمان نفذوا، الأربعاء، وقفتهم الاحتجاجية الأسبوعية؛ رفضاً لاستمرار عمليات البسط على المتنفسات من قِبل نافذين.
ودعا المحتجون إلى ضبط البلاطجة الذين اعتدوا على المخطط المعتمد من وزارة الأشغال العامة قبل دخول قوات الاحتلال ومرتزقتها إلى المدينة والسيطرة عليها، مشيرين إلى أن استمرار نهب أراضي المواطنين من قِبل نافذين مدعومين من قيادات أمنية وعسكرية في عدن جريمة لا تقل عن جرائم الاغتيالات التي تحدث بحق المواطنين.
وكان المرتزق مصطفى شكع، قائد ما تسمى قوات الطوارئ في الممدارة، وهي فصيل يتبع مرتزقة «الانتقالي»، استولى في آذار/ مارس 2021 على متنفس يتبع مخطط إسكان الجيش في بلوك 14 والذي تقع ضمنه أرض خاصة ببناء مسجد.
وسبق أن تعرضت المعالم التاريخية في عدن لعمليات نهب من قِبل هوامير الأراضي بتورط قيادات أمنية، ومنها ساعة «بيغ بن» وبرج الصمت وصهاريج عدن والمتحف الحربي الذي حوله نافذون إلى محلات تجارية، وغيرها من المعالم، وسط دعوات حقوقية ومجتمعية لإيقاف العبث بالمعالم الأثرية والسياحية في المدينة، الذي يهدف إلى طمس حضارة وهوية وتاريخ عدن خدمة لأجندة تحالف الاحتلال.
سطو على حقول مؤسسة المياه
كما كشف مسؤول في مؤسسة المياه بعدن أن البناء العشوائي سطا على أراضي حقول المؤسسة وأصبح يُشكل حائط صد تجاه أي توسع.
واعتبر أن بير ناصر، الذ ي يمثل الحقل الرئيس المزود للمياه بعدن، مهدد بالنضوب بفعل نهب أراضيه التي كانت مساحتها كيلومتراً من كل جهة، والبناء عليها من قبل عصابات الإجرام، ما شكل تهديدا لحقول المياه حيث بدأت حالياً بوادر تلوث المياه وأصبحت حياة الجميع في خطر.
وكشف عن دراسات لتنفيذ مشروع حقل جديد في الشمال الشرقي من بئر أحمد وسيكون فيه 120 بئر مياه، لكن المؤسسة تواجه صعوبات نظراً للبناء العشوائي موضحاً أن ما يجري هو أن المجتمع يضر نفسه بنفسه، فما يجري من اعتداءات على الحقول ليس لصالح أحد والأضرار الناتجة لن تستثني أحداً ولن تجد الأجيال القادمة قطرة مياه صالحة للشرب، مشيراً إلى أن حقول مؤسسة المياه تتعرض للاعتداءات بشكل غير مسبوق، وعلى إثرها أصبحت كمية المياه التي يتم إنتاجها غير كافية لكل مديريات عدن، ففي أربع مديريات من أصل ثمان تأتي المياه ليوم واحد فقط مقابل ثلاثة أيام من الانقطاع.
من جانبهم، أكد ناشطون حدوث عمليات بسط على الأراضي بمحيط وحرم محطة معالجة الصرف الصحي في منطقة كابوتا، وهو ما أدى إلى توقف عملها، نظراً لما تعرضت له المحطة من اعتداءات، لافتين إلى أن آثار تعطل محطة معالجة مياه الصرف الصحي تبدو جلية في المناطق القريبة من المحطة، فمياه الصرف الصحي باتت تصب في البحر مباشرة وهناك انتشار للبعوض وأمراض الحميات في تلك المناطق، فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة.
وأبدى الناشطون استغرابهم من وجود عقود لدى بعض الباسطين على حرم محطة معالجة مياه الصرف الصحي بمنطقة كابوتا، وهي صادرة من المنطقة الحرة، وبذريعة الاستثمار.
المصدر نشوان دماج / لا ميديا