تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
فيما يعاني المواطنون في المحافظات المحتلة من انعدام شبه تام لمادتي البنزين والديزل، ويكابدون جرعاً متواصلة في أسعار النفط، تتحضر شرعية العمالة لتهريب الملايين من براميل النفط المنهوب عبر سفينتين مشبوهتين رست إحداهما في حضرموت والأخرى في شبوة، في عملية قل أن تجد توصيفاً لها إلا في قاموس العملاء والمرتزقة أنفسهم، بدءاً بهادي ومحسن وليس انتهاء بالعيسي ومعين عبد الملك.
أكد مصدر مسؤول في وزارة النفط بصنعاء، أمس، رسو ناقلة نفطية في ميناء رضوم بمحافظة شبوة لنهب ملايين البراميل من نفط المحافظة المهرب عبر هوامير الفساد التابعين لخونج التحالف.
وقال المصدر إن الناقلة النفطية العملاقة (SEATRUST) وصلت، الأربعاء، إلى ميناء رضوم بشبوة، لنهب ما يقارب 114549 طنا من النفط الخام.
وأضاف المصدر في بيان: "من المتوقع أن تحمل مليون برميل من النفط الخام، ما يوازي مبلغ 78 مليوناً و500 ألف دولار، أي 117 ملياراً و750 مليون ريال".
وكانت الناقلة النفطية "باروس" (PAROS) وصلت في سبتمبر/ أيلول الماضي إلى ميناء النشيمة بمحافظة شبوة قادمة من ميناء علي آغا التركي لنهب 107 آلاف طن من النفط الخام، وتعادل 850 ألف برميل، بقيمة تبلغ 65 مليون دولار، ما يعادل 39 مليار ريال.
وتأتي عمليات النهب المنظم للنفط اليمني في وقت يعاني فيه اليمنيون من أزمات متعددة بفعل العدوان والحصار، إحداها انقطاع المرتبات، وهذه الثروات المنهوبة كفيلة بتغطية مرتبات كل موظفي الدولة وزيادة، بحسب إحصائيات وزارة النفط في صنعاء.

"أندروميدا" في ميناء الضبة
وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة في محافظة حضرموت المحتلة، الأربعاء، عن ترتيبات تجريها حكومة الارتزاق لتهريب شحنة كبيرة من النفط الخام، في الوقت الذي يعاني فيه أبناء المحافظة من جرع متتالية في المشتقات النفطية ويحرمون من عائدات محافظتهم من النفط.
وأكدت المصادر وصول ناقلة النفط اليونانية “أندروميدا” ورسوها في ميناء الضبة النفطي، بعد أسبوع من انتظارها خارج الميناء، تمهيدا لشحن مليوني برميل من النفط الخام المنتج من حقول المسيلة.
وقالت المصادر إن صفقة النفط المهربة تم السماح بها من قبل المرتزق فرج البحسني، المعين محافظاً لحضرموت، والذي كان قد هدد بمنع خروج أي شحنة نفطية من موانئ حضرموت النفطية إلا بعد رفع نسبة حصة حضرموت من عائدات النفط المستخرج من أراضيها، مشيرة إلى أن مبالغ هذه الشحنة سيتم توريدها، كغيرها من عشرات الشحنات السابقة التي تم بيعها خارج اليمن، إلى البنك الأهلي السعودي، فيما لا يتحصل أبناء المحافظة شيئاً من ملايين الدولارات تلك، وخلافاً لذلك تزداد تداعيات انهيار العملة في المناطق المحتلة وانهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي هناك.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت، خلال الفترة الماضية، عن عمليات نهب منظمة لنفط حضرموت من قبل العميل هادي ونائبه علي محسن الأحمر، بالتزامن مع حرمان المحافظة من أبسط حقوقها في ثروتها.

تجريف الثروة النفطية وكارثة بيئة محتومة
لا تكتفي سلطات الارتزاق التابعة لخونج التحالف في محافظة شبوة بتهريب ملايين البراميل من النفط عبر سفنها المشبوهة، بل وتعمد كذلك إلى إحداث كارثة بيئية في المحافظة، في ظل استمرار تسرب النفط الخام من الأنبوب المتهالك الذي يربط منطقة غرب عياذ في شبوة بميناء النشيمة في رضوم، والذي يستخدم منذ عقود دون أي صيانة له، بحيث تصاعدت رقعة التسرب النفطي وارتفع معدل مخاطرها إلى معدلات غير محدودة مما أدى إلى تلوث بيئي كبير.
وكانت ما تسمى الهيئة العامة لحماية البيئة في محافظة شبوة حذرت في وقت سابق من التداعيات الخطيرة للتلوُّث البيئي الناجم عن تسرب أنبوب النفط المتهالك في مدينة عزان والمناطق المجاورة لها.
واتهمت الهيئة -في بيان لها- سلطات الارتزاق بقيادة الخونجي محمد بن عديو، المعين من قبل العميل هادي محافظاً لشبوة، وكذا شركة النفط، بتجاهل معاناة المواطنين المتضررين من التلوث النفطي الذي يهدد حياتهم.
وأشار البيان إلى أن الهمّ الوحيد لسلطات شبوة هو ضخ النفط واستثماره، دون الاكتراث للآثار الصحية التي تهدد حياة المواطنين، وتجعلهم عرضة للأمراض المستعصية، الناجمة عن التسرب النفطي.
ودعا البيان المنظمات الدولية إلى إنقاذ حياة المواطنين في عزان وتعويضهم عن الخسائر الباهظة التي خلفها التلوث البيئي في عزان والمناطق المجاورة لها.
وكان مواطنون في مدينة عزان بمديرية ميفعة أكدوا -في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري- أن التسرُّب النفطي أحدث أضراراً بيئية خطيرة، ووصل إلى الآبار التي يعتمدون عليها في الحصول على مياه الشرب وريّ المزروعات، منوِّهين بأن الأضرار البيئية الناجمة عن التلوث النفطي الذي يعانون منه منذ فترة طويلة بسبب التسرُّبات المستمرة من أنبوب النفط المتهالك الذي يمرُّ عبر أراضيهم باتجاه ميناء النشيمة لتصدير النفط، وصل إلى الآبار ومصادر المياه في المنطقة، والأراضي الزراعية التي أصبحت تربتها غير صالحة للزراعة بعد تسرب النفط إليها.
كما أن تسربات مماثلة من الأنبوب ذاته أصبحت تهدِّد أهالي مناطق غيل السعيدي ووادي غرير في مديرية الروضة بمحافظة شبوة، جراء اتساع رقعت التسرب النفطي من الأنبوب المتهالك في تلك المناطق.
ويمتد خط أنبوب النفط بمحافظة شبوة قطاع 4، من حقول النفط غرب عياد إلى خزانات التصدير في ميناء النشيمة الواقع على البحر العربي، الأمر الذي ضاعف معاناة المواطنين في المديريات التي يمرّ منها الأنبوب النفطي، جراء التسرب المستمر، وسط إهمال حكومة الارتزاق لعمليات إصلاحه وصيانته.