«مواقع النجوم».. خالد علوان
- تم النشر بواسطة موقع ( لا ) الإخباري

لا ميديا -
مسدس ورجل وجملة واحدة وموقف نابض بالكرامة كانت كفيلة بإشعال نار ممتدة وإسقاط وهم التطبيع وإسقاط الوهم الأكبر للصهاينة بأن بيروت العاصمة وكل لبنان أصبح لهم ويستطيعون التسكع والتجوال فيه بحرية.
ولد خالد عثمان علوان في بيروت عام 1962. عرف منذ صغره بذكائه الحاد. في بداية الحرب الأهلية اللبنانية تعرف على الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأصبح من المؤيدين له قبل أن ينتمي إلى صفوفه رسميا عام 1978.
في حزيران 1982 اجتاحت إسرائيل لبنان ووصلت إلى بيروت وحاصرتها. قررت الحركة الوطنية التصدي وعدم الاستسلام للحصار. تسلم خالد قيادة القوى العسكرية للحزب السوري القومي الاجتماعي في منطقة الأونيسكو، وكان معه 15 عنصرا. ثم انتقل الى منطقة المتحف حيث بقي فيها مع مجموعته إلى حين خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت.
أحدثت رؤية جنود العدو في شوارع بيروت وجلوسهم في مقاهيها صدمة كبيرة لوجدان المقاومين، ففي 24 سبتمبر 1982 وبعد احتلال الصهاينة لبيروت الغربية، اقترب من طاولة في مقهى الويمبي في بيروت/ شارع الحمراء، ومعه اثنان من رفاقه، وخاطب 4 عسكريين صهاينة (ضابط وثلاثة جنود) بعد أن طلبوا الحساب، قائلا: "ولو حساب الشباب علينا"، وأشهر مسدسه مرديا إياهم قتلى. وانسحبوا بهدوء.
تم اعتقاله ورفاقه من قبل حزب “الكتائب” المتعاون مع جيش الاحتلال “الإسرائيلي” وسجن ولكن تم تهريبه من السجن.
شكلت عملية مقهى الويمبي نقطة تحول وفاتحة العمليات لأحزاب منضمة تحت لواء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية المعروفة بـ“جمول” ضد العدو الصهيوني، ناسفة ما هلل له كثيرون أن عهد المقاومة ولى وانتهى، وأن التطبيع قادم، و”الإسرائيليين” باقون ويجب القبول بهم كأمر واقع. أجبر بعدها جيش الاحتلال على الانسحاب من المنطقة تدريجياً في 29 أيلول من العام ذاته. كما رحلوا عن لبنان نهائياً بفعل المقاومة المنتظمة بعد ذلك لحزب الله، التي مثلت استمراراً للفعل المقاوم للحركة الوطنية اللبنانية.
يوم 1 يناير 1985م استشهد علوان بعد 3 سنوات من عملية الويمبي، وذلك أثناء عودته من عملية في بلدة “باترا” جنوب لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة. كمن له عميل للموساد هو ورفاقه، واغتالهم وأشعل النار بسيارتهم لتبدو العملية كأنها حادث سيارة عادي.
للشاعر الراحل عصام العبد الله: «ما بعرفن/ ما شايفن / لفّوا وجوههم بالقهر/ خبّوا سلاحهم بالوعر/ خبوا أساميهم/ ما في حدا بيشوفهم/ إلا إذا ماتوا/ وتعلقوا متل التحف/ متل القمر».
المصدر موقع ( لا ) الإخباري