تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
ها هي المهرة، البوابة الشرقية لليمن، والتي رفض أبناؤها الخنوع والذل والرضوخ للاحتلال السعودي الإماراتي وأقسم أحرارها بأنها لن تكون أرضاً سائبة ومطمعاً للكيانات المغتصبة، تعلن بدء كفاحها المسلح ضد كافة القوات الأجنبية المتواجدة على أرضها، وتدعو كل اليمنيين الأحرار إلى التوحد صفاً واحداً لإخراج الاحتلال السعودي الإماراتي، فيما ذكرى جريمة الأنفاق التي ارتكبتها قوات الاحتلال السعودي قبل ثلاث سنوات ضد متظاهرين من أبناء المحافظة المحتلة تعود مجدداً عبر ملصقات ولافتات تندد بالجريمة وتدعو إلى محاسبة المجرمين.  
أعلنت لجنة اعتصام أبناء المهرة استعدادها للبدء بالكفاح المسلح ضد القوات الأجنبية في المحافظة المحتلة.
وقالت اللجنة، في اجتماع عقدته أمس الأول في مدينة الغيضة، إن الاحتلال السعودي الإماراتي يواصل حربه على الشعب اليمني من خلال تدميره الممنهج للاقتصاد، وتعطيل كافة مؤسسات الدولة والعبث بها، مجددة مطالبتها برحيل كافة القوات الأجنبية من اليمن بصورة عامة والمهرة بصورة خاصة.
وأشار الشيخ علي الحريزي، رئيس اللجنة، إلى أن أبناء المهرة أصبحوا اليوم أكثر وعياً من السابق، لمخططات قوات الاحتلال، وأنهم لن يخضعوا أو يركعوا، وسيظلون أوفياء لوطنهم ومحافظتهم.
وأكد الحريزي استعداد أبناء المهرة لتقديم التضحيات مهما كانت في سبيل طرد قوات الاحتلال من المحافظة، مطالباً جميع اليمنيين بالتوحد لإخراج الاحتلال السعودي الإماراتي من اليمن، والذي يواصل الإمعان والتفنن في تعذيب الشعب اليمني بكافة الأساليب.
وشددت لجنة الاعتصام على أن ملف حادثة الأنفاق ما يزال مفتوحاً، ومثّل انطلاقة الشرارة الأولى لملاحقة القتلة حتى اليوم، مؤكدة فشل مخططات الاحتلال الذي كان يريد من خلالها جرّ المهرة لمربع الاقتتال.
وحذّرت اللجنة من استمرار الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها أبناء اليمن، مشيرة إلى أنها تراقب الوضع الاقتصادي الذي يسعى الاحتلال السعودي الإماراتي من خلاله إلى خنق الشعب اليمني واستمرار الحصار.
يشار إلى أن الآلاف من أبناء المهرة رفضوا، في تظاهرة حاشدة نفذوها في 20 أغسطس/ حزيران الماضي، بمدينة الغيضة، تواجد القوات الأجنبية المحتلة في أراضيهم، وجاء ذلك بعد تعزيز قوات الاحتلال البريطاني تواجدها العسكري في المحافظة بـ40 جندياً للمشاركة في ما قيل إنها حماية السفن في بحر العرب، إثر استهداف سفينة "إسرائيلية" بطائرة مسيَّرة أواخر يوليو/ تموز الماضي.

ذكرى جريمة الأنفاق
وفي السياق، دشن مواطنون ونشطاء من أبناء المهرة، الثلاثاء الماضي، حملة ملصقات على جدران وشوارع محافظة المهرة، تنديدا بجريمة الأنفاق التي ارتكبتها قوات الاحتلال السعودي قبل ثلاث سنوات وتمثلت بالاعتداء على المتظاهرين وقتلهم بالرصاص الحي. 
وجاءت هذه الحملة تزامنا مع الذكرى الثالثة لحادثة الأنفاق، حيث أقدمت قوات الاحتلال السعودي وأدواتها في المهرة، في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، على إطلاق النار على المتظاهرين في منطقة الأنفاق، ما أسفر عنه استشهاد الشابين ناصر سعيد عيسى أحمد نشوان، وعلي أحمد عررة الجدحي. 
ووقعت حادثة الأنفاق في منطقة جبال "فرتك" الشهيرة، حيث اقتحمت المكان مدرعة سعودية، وباشرت بإطلاق النار على المعتصمين الرافضين لإقامة معسكر سعودي في مديرية حصوين بشكل عشوائي، ما أدى إلى استشهاد اثنين، وجرح ثالث.
وانتشرت اللافتات والملصقات بكثافة على الجدران وأبواب المحلات، أكدت مضامينها أن شهداء الأنفاق سيظلون شعلة مضيئة في تاريخ النضال السلمي بالمهرة، وتاجاً على رؤوس كل الأحرار الواقفين سدًا منيعًا أمام أطماع التدخلات الأجنبية.
وحملت الملصقات عبارات تمتدح نضال الشهداء والجرحى الذين سقطوا آنذاك، منها: "دماء الشهداء وقود لكل الأحرار المدافعين عن السيادة والرافضين لعبث الاحتلال السعودي الإماراتي". 
ووفقا لشعارات الحملة، فإن حادثة الأنفاق مثلت جرس إنذار لما يخطط له تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي من إغراق المهرة في وحل الفوضى، مؤكدة أن أبناء المهرة لن يركعوا للاحتلال السعودي الإماراتي في المحافظة. 
وفي وقت سابق، طالبت لجنة اعتصام المهرة بمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة، مؤكدة أنها كشفت الوجه الحقيقي لتحالف الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته في المهرة.  
وأكدت اللجنة أن موقفها وموقف كل المكونات والشيوخ والوجهاء ما يزال ثابتاً وتطالب بضرورة تقديم مرتكبي هذه المجزرة للعدالة لينالوا جزاءهم العادل والرادع.