تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
صفقة إماراتية تركية بخصوص منشأة بلحاف بشبوة، سبقها الإعلان عن زيارة مرتقبة لمحمد بن زايد إلى تركيا هي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات، ومهدت لها حكومة الارتزاق بدورها من خلال إعلانها إبقاء قوات الاحتلال الإماراتي في المنشأة وتسليم المحافظة لقوات العميل طارق عفاش المنسحبة من الساحل الغربي، فيما اعتبر خونج التحالف كل ذلك صفعة في وجوههم من قبل "رئيسهم" القابع هو وحكومته في غياهب فنادق الرياض، فيقررون بدورهم إبرام صفقة "غربية" تتضمن بيع نفط وغاز مأرب لصالح شركات أمريكية وأوروبية. أما المديريات المحررة بمحافظة شبوة فتعلن صلحاً عاماً لمدة عامين بين قبائلها، استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتأكيداً لإنهاء الانقسام وللنفير العام لمواجهة تحالف الاحتلال.
كشفت مصادر مطلعة، أمس، عن مساع تقوم بها قوات الاحتلال الإماراتي لوساطة تركية تضمن لها البقاء في منشأة بلحاف بمحافظة شبوة.
وتأتي مساعي الاحتلال الإماراتي في ضوء زيارة مرتقبة لمحمد بن زايد إلى أنقرة لإقناع الرئيس التركي بالضغط على خونج التحالف، في ظل تصاعد التوتر بين الطرفين وإعلان حكومة الارتزاق تسليم المحافظة لقوات العميل طارق عفاش المنسحبة من الساحل الغربي.
وأفادت المصادر بأن إمارات ابن زايد، التي رفعت سقف علاقتها مع تركيا بعد قطيعة لسنوات بفعل الدعم التركي لـ"الخونج"، تحاول استغلال النفوذ التركي في شبوة لإبرام اتفاق يبقي قواتها في منشأة بلحاف، أهم منشآت إنتاج الغاز المسال في اليمن.
وبحسب المصادر، يحاول الاحتلال الإماراتي استغلال الخلافات التركية – الفرنسية المتصاعدة لتحقيق أهدافه في المنشأة التي تملك شركة "توتال" الفرنسية فيها قرابة 39%، وهي أكبر نسبة لشريك أجنبي، وتقوم بتشغيلها.
 الحراك الإماراتي في تركيا يأتي بالتوازي مع حراك لخونج التحالف غربيا وأمريكيا بعد عرض محافظهم في مأرب، المرتزق سلطان العرادة، صفقة تتضمن بيع نفط وغاز مأرب لصالح شركات أمريكية وأوروبية مقابل وقف تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية في المدينة.
وفي السياق، كشف القيادي في ما يعرف بـ"المقاومة الجنوبية"، عادل الحسني، عن موافقة حكومة الارتزاق على بقاء قوات الاحتلال الإماراتي في منشأة بلحاف.
وقال الحسني في تدوينة على منصة تويتر إن "الإمارات أبلغت شركة توتال الفرنسية بأنها مازالت في منشأة بلحاف وبموافقة من رئيس حكومة هادي"، مشيراً إلى أن المرتزق معين عبدالملك "زار الإمارات قبل شهر وقال لهم إن لا مانع من وجود قواتها فيها".
من جانبه، أكد المرتزق الخونجي محمد صالح بن عديو، المعين من قبل العميل هادي محافظاً لشبوة، رفض قوات الاحتلال الإماراتي الخروج من ميناء بلحاف، نافياً وجود أي مباحثات في هذا الشأن.
وأوضح بن عديو، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن "الإمارات خلقت مليشيات مناهضة للشرعية، وتدفع رواتب 90 ألف مرتزق شهرياً في كل المحافظات الجنوبية، ابتداء من المهرة، ثم حضرموت ثم شبوة ثم أبين ثم عدن وتعز والساحل الغربي".

هادي يسلم شبوة لطارق عفاش
وفي صعيد الخيانات المتبادلة بين قوى الارتزاق، ذكرت مصادر دبلوماسية أن العميل هادي، القابع في الرياض، رفض، أمس، طلباً للخونجي بن عديو بالتدخل لوقف تحركات حزب المؤتمر جناح الإمارات، بقيادة المرتزق عوض الوزير، والذي دعا إلى احتشاد قبلي، من المقرر أن يجتمع اليوم، لسحب بساط الخونج من المحافظة النفطية.
وقالت المصادر إن رفض هادي طلب بن عديو معناه تسليم المديريات المحتلة في شبوة لقوات العميل طارق وتوجيه صفعة قوية للخونج وعلى رأسهم نائبه العميل علي محسن الأحمر، والذي خاض معه في الفترة الأخيرة صراعا مريراً للسيطرة على عائدات المحافظة.
كما تأتي الخطوة في سياق ما سمته المصادر "توجيهات" بتسليم المحافظة رسمياً لقوات طارق عفاش والاعتراف بها.

24 قبيلة في المديريات المحررة توقع وثيقة صلح
وفي المديريات المحررة في شبوة أعلن عدد من القبائل، أمس، صلحاً عاماً لمدة عامين، استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتأكيداً لإنهاء الانقسام وللنفير العام لمواجهة قوى تحالف الاحتلال والعدوان.
وفي لقاء قبلي حضره محافظ شبوة، عوض العولقي، وقعت 24 من قبائل المديريات المحررة اتفاق صلح عام وتشكيل لجنة لمتابعة قضايا الحل وإنهاء مظاهر الاقتتال بين أبناء القبائل.
وفي اللقاء بارك العولقي لقبائل المديريات المحررة توقيع وثيقة الصلح القبلي، معتبراً ذلك خطوة إيجابية تعزز الصمود في مواجهة قوى العدوان.
وأشار في اللقاء، الذي حضره أيضاً مساعد قائد المنطقة العسكرية الرابعة العميد صالح حاجب، ووكيلا المحافظة الرصاص البكري وأحمد الحمزة، ومدير مديرية بيحان ناصر البحرى، إلى الانتهاء من المرحلة الأولى بتوقيع هذه الوثيقة، لتستكمل المرحلة الثانية عبر لجنة مكلفة بمتابعة قضايا الصلح وإنهاء قضايا الثارات بين قبائل المحافظة.
وقال العولقي إن ما أنجز بشأن وثيقة الصلح القبلي جاء انتصاراً لقيم ومبادئ المجتمع، واستجابة لدعوة قائد الثورة بالصلح العام في مختلف المحافظات، ووقف نزيف الدم، وتوحيد وحشد الطاقات للبناء والتنمية ومواجهة الغزاة والمحتلين، داعياً كافة القبائل إلى أن تحذو حذو المديريات المحررة الـ24 التي وقعت الوثيقة إدراكاً منها لأهمية وخطورة المرحلة التي يمر بها الوطن.
وأكدت قبائل المديريات المحررة، في بيان صادر عن اللقاء، التزامها ببنود وثيقة الصلح لمدة عامين، استجابة لدعوة قائد الثورة للمصالحة المجتمعية، نظراً لما تقتضيه المصلحة الوطنية من توطيد مبادئ الصلح العام والوقوف صفا واحدا في معركة الدفاع عن الوطن.
وأشار البيان، الذي تلاه الشيخ الرصاص البكري، إلى أهمية الصلح بين أبناء القبائل المتنازعة وتأجيل الخلافات والثارات لمدة عامين لتوحيد وحشد الطاقات لمواجهة العدوان والسير نحو البناء والتنمية.