تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
لا يكفي عدن المحتلة أن تصحو كل يوم على كابوس الاغتيالات والانفجارات، لتصحو أمس على كابوس عنوانه البحث عن الخبز، فتصطف الطوابير بالمئات أمام الأفران، في مشهد حزين يفصح عما وصلت إليه هذه المدينة المحتلة من أوضاع مأساوية.  
شهدت مدينة عدن المحتلة، صباح أمس، تزاحماً شديداً على أفران الخبز والرغيف، وسط أزمة معيشية شديدة تعيشها المدينة.
واصطفت عشرات الطوابير أمام أفران المدينة بحثاً عن الخبز، فيما وصل سعر قرص الرغيف الواحد إلى 60 ريالاً.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن المئات من سكان المدينة وهم في طوابير طويلة أمام محلات بيع الخبز بانتظار شرائها، في تطور مخيف يفصح عما تمارسه قوات الاحتلال وأدواتها من سياسة تجويع ضد أبناء المدينة.
من جانبها، دعت حركة "ثورة الجياع" جميع المواطنين في المحافظات المحتلة إلى الخروج غداً في تظاهرات عارمة للمطالبة برحيل الاحتلال وأدواته، وإيقاف الانهيار الاقتصادي والخدمي والمعيشي.
ونشرت منصة "ثورة الجياع"، أمس الأول، بياناً أكدت فيه أنه إلى جانب سنوات من الأوضاع المأساوية جراء الاحتلال وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية وانقطاع المرتبات، يكابد المواطنون انفلاتاً أمنياً وترويعاً وإرهاباً وتدهوراً في الخدمات، ونهباً للثروات وقتلاً يطال الأبرياء، حتى أصبح الأمر حالة سائدة تختص بها المناطق المحتلة.
وحمل البيان شرعية العمالة، بجميع مكوناتها، مسؤولية تضييق الخناق على المواطنين، موضحاً أن تلك القوى تعمل وفق إملاءات ومخططات تحالف الاحتلال التدميرية.
وشدد البيان على ضرورة الخروج بتظاهرات عارمة في كل المناطق المحتلة، حتى تحقيق كافة المطالب الشعبية، المتمثلة بمحاسبة الفاسدين وتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية والأمنية وغيرها من الملفات الشائكة التي يواصل تحالف العدوان وحكومة هادي إهمالها وتجاهلها.
يشار إلى أن المئات من أبناء مدينة المكلا بمحافظة حضرموت المحتلة، خرجوا، أمس الأول، في تظاهرة احتجاجية، تنديدا بارتفاع أسعار المشتقات النفطية وانهيار العملة.
وقطع المحتجون عددا من شوارع المدينة، وأحرقوا الإطارات التالفة، تعبيراً عن غضبهم جراء تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار.
كما خرج المئات من أبناء الضالع، الخميس الماضي، في تظاهرة غاضبة للمطالبة برحيل تحالف الاحتلال، وتنديداً بالانهيار المستمر للعملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من الأزمات الاقتصادية والمعيشية والخدمية، مرددين شعارات وهتافات مناهضة للاحتلال وحكومة الارتزاق، منها "يا جنوبي صح النوم لا تحالف بعد اليوم"، وغيره من الشعارات الرافضة لسياسة التجويع التي ينتهجها تحالف الاحتلال ضد المواطنين في المحافظات المحتلة. 
وفي 9 نوفمبر/ تشرين الثاني، خرج متظاهرون غاضبون في مسيرات حاشدة جابت شوارع مدينة الحبيلين بردفان، محافظة لحج المحتلة، طالبوا فيها برحيل تحالف الاحتلال والأطراف الموالية له من مرتزقة ما يسمى المجلس الانتقالي وخونج التحالف.
وتوقع محللون أن تشهد المحافظات المحتلة، خلال الأيام القليلة المقبلة، موجة تظاهرات غاضبة في إطار الانتفاضة الشعبية التي انطلقت شرارتها الأولى في أغسطس/ آب الماضي، محذرين من استهداف المتظاهرين وقمعهم من قبل مرتزقة "الانتقالي" والعميل هادي.

"عُمال الجنوب" يُهدد بثورة ضد "التحالف" وحكومة الفنادق
في السياق، هدد ما يسمى الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب بثورة واسعة ضد تحالف الاحتلال وحكومة الفنادق، جراء ما تشهده المحافظات المحتلة من انهيار للوضع الاقتصادي وللعملة التي تجاوز فيها سعر الدولار الواحد حاجز الـ1500.
وقال القائم بأعمال رئيس الاتحاد، ثابت يحيى أحمد، في تصريحات صحفية، إن "حكومة المناصفة أمام مفترق طرق، وإن تقاعسها عن القيام بدورها في إيجاد الحلول سيجعلها أمام ثورة جياع عارمة"، مشيراً إلى أن صبر الناس نفد بسبب ما خلفه الوضع المأزوم إدارياً واقتصادياً من معاناة للمواطنين.
وكان اتحاد عمال الجنوب أعلن، أوائل أغسطس/ آب الماضي، عصياناً مدنياً شاملاً في كافة المحافظات المحتلة، تنديداً بالفساد وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدماتية، مطالباً برفع الأجور والمرتبات بنسبة 200%، للموظفين والمتعاقدين والمتقاعدين، وصرف التسويات والعلاوات السنوية، بالإضافة إلى رفع أجور العمال في القطاع الخاص والمختلط بنسبة 200%، وتثبيت المتعاقدين في كل المؤسسات، محملاً حكومة الارتزاق مسؤولية الأوضاع المأساوية التي تعيشها المحافظات الخاضعة لسيطرة الاحتلال.