لا ميديا -
عرضت قناة المسيرة الفضائية تقريرا تلفزيونيا مصورا لزيارة قامت بها إلى جهاز الأمن والمخابرات في العاصمة صنعاء.
وتضمن التقرير عرضا مصورا لجهاز الأمن والمخابرات من الداخل، وأحوال نزلاء الإصلاحية الموجودة فيه، وهو الجهاز الذي كان يعد قلعة التعذيب والاختفاء الأبدي، سواء عندما كان يسمى «الأمن السياسي» أو «الأمن القومي»، حيث عرض التقرير مكاتب لائقة تستقبل زوار الإصلاحية من الرجال، وأيضا من النساء والأطفال وبواسطة كادر نسائي.
تجهيزات حديثة
احتوى التقرير عروضاً مصورة للتجهيزات الحديثة والعصرية التي تتضمنها الإصلاحية، ومنها 18 كبينة للتواصل ما بين نزلاء الإصلاحية ومن جاؤوا لزيارتهم، مع العلم أن الزيارات لم تعد تقتصر على التواصل بالكلام واللقاء، بل يستطيع النزيل الجلوس مع أسرته والأكل بين أطفاله في غرف مخصصة يستطيع النزيل أخذ راحته وحريته في الحديث مع أسرته، إضافة إلى وجود غرف نوم خاصة بالخلوة الشرعية التي تمكن السجين من الالتقاء بأهله كحق إنساني مشروع.

لا شيء مما كنت أخاف منه
يقول أحد النزلاء: “أسرتي تزورني كل أسبوع وأجلس مع أبنائي والحمد لله بكل أريحية وحرية”. بينما تقول زوجة أحد النزلاء إنهم أصيبوا بالخوف عند القبض على زوجها، حيث قيل لهم إنه أصبح في حكم المختفي ولن يروه مجددا، وأنه ذهب إلى مكان يتم فيه تخزيق الأجسام بالمناشير وغيرها، وفي أول زيارة لها ذهبت مباشرة تتفقد جسمه لترى كيف تم تعذيبه، ولكن تقول: “الحمد لله وجدته بخير، ولا وجود لأي شيء مما كنت أخاف منه”.

تغذية جيدة ورعاية صحية
ويتم في الإصلاحية تقديم التغذية الجيدة للنزلاء، بعد أن أصبحت مزودة بالمطابخ الحديثة والمواد الغذائية إلى جانب فرن الخبز، حيث تغطي وجبات الفرن والمطابخ النزلاء وموظفي الجهاز، وليس ذلك فقط، بل إنه أيضاً يتم توزيعها لنحو 150 منزلاً مجاوراً لمبنى جهاز الأمن والمخابرات.
وتوجد في الإصلاحية، عيادات خاصة تقوم بتقديم رعاية صحية شاملة للنزلاء، وفي حال بعض الحالات التي يتطلب نقلها إلى المستشفيات خارج الإصلاحية، يتم إخراج الحالة التي تحتاج إلى رعاية صحية في المستشفى، كما أوضح النزلاء.
ملاعب معشبة
اللافت أيضا وجود ملاعب رياضية عالية التجهيز مخصصة للنزلاء، ويقول أحد النزلاء: “تفاجأنا عندما وصلنا الإصلاحية وقالوا لنا بأن لدينا ملاعب، وفعلا، وجدنا ملاعب كرة قدم معشبة وملاعب كرة طائرة وسلة أيضاً”.
كما أظهر التقرير أثناء جولته في عنابر الإصلاحية، كيف أنها مجهزة بشكل لائق ونظيف وصحي وقبل كل ذلك إنساني. وقد عبر عدد من نزلاء الإصلاحية عن رضاهم عن مستوى التعامل الذي يلاقونه قائلين: “حتى طلباتنا يتم أخذها بعين الاعتبار وتلبيتها”.

زيارة مدفوعة الثمن
إحدى القصص الفريدة هي قصة أحد نزلاء الإصلاحية من محافظة صعدة، والذي أوضح أن أسرته لم تستطع زيارته والقدوم من صعدة، فتكفلت إدارة الإصلاحية بتكاليف سفر أسرته وأحضرتهم إلى صنعاء لزيارة والدهم في الإصلاحية وظلوا معه حوالي 15 يوماً مع توفير الأكل والشرب والسكن وحتى “القات”، كما يقول النزيل.
الجانب الثقافي حاضر، وقد أبدى النزلاء ارتياحهم لكل ما يتضمنه الجانب الثقافي، حيث أكدوا أنهم يستمعون ويتلقون المحاضرات الثقافية المفيدة بشغف واهتمام كبيرين، كما أنهم يمارسون العبادة والصلاة بكل حرية، “هناك بيننا من يضم ومن يسربل، ومن يقول آمين ومن لا يقولها”، واختصر أحد النزلاء ذلك بالقول: “لا يتم إجبارنا على أي شيء”.