صحيفتا «الأيام» و«الأمناء» زعمتا أنه «قيادي حوثي».. قتل ونهب مغترب قادم من أمريكا إلى صنعاء
- تم النشر بواسطة خاص / لا ميديا
آثار الدماء على فمه وطلقات نارية في ظهره وقدمه.. جريمة في لحج تهز الشارع اليمني
تقرير - خاص / لا ميديا -
أقدم مرتزقة تابعون لما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، أمس ، في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج المحتلة، على قتل مواطن مغترب بعد يومين من اعتقاله أثناء عودته إلى اليمن عبر مطار عدن.
وقالت مصادر صحفية إن نقطة تابعة لمرتزقة الانتقالي في لحج المحتلة اعتقلت الشاب عبدالملك أنور السنباني أثناء عودته من أمريكا لزيارة أسرته في صنعاء، بغرض نهبه بعد أقامت بتفتيش حقائبه وما بحوزته وشاهدت مبلغاً من المال بالدولار الأمريكي.
وأضافت المصادر أن أدوات الإمارات قامت بتصفية السنباني بعد يومين من الاعتقال والتعذيب.
من جهته، قال المحامي عبدالملك أحمد السنباني، عم القتيل، إن ابن أخيه، تعرض للتقطع من قبل عصابة تابعة لقيادة ما يسمى اللواء التاسع صاعقة، التابع لمرتزقة الانتقالي، في منطقة طور الباحة، والذين قاموا باختطافه وتعذيبه، ثم قاموا بسلب أمواله وقتله بدم بارد عمدا وعدوانا وبمبررات أنه "قيادي حوثي" ويحمل آلاف الدولارات، بغرض تغطية جريمتهم.
وطالب المحامي السنباني في منشور له على "فيسبوك" بمحاكمة وإعدام قائد ما يسمى اللواء تاسع صاعقة وجميع من أسهم وشارك في جريمة قتل ابن أخيه.
وأهاب بالمتابعين والمهتمين بقضايا حقوق الإنسان العمل بكل الوسائل لتعقب المجرمين وإخضاعهم للقانون، والإسهام في فضح جرائم أدوات الاحتلال في محافظات الجنوب المحتلة بحق المواطنين اليمنيين.
وقالت تسنيم أنور، شقيقة القتيل، في منشور ترثي شقيقها: "كيف أبدأ الكلام ولم تكن لي مجرّد أخ، كنت صديقي وحبيبي والحياة كلها، أخي يا وحيدنا وسند أمي وأخواتي كسرت ظهري، لو بس خليّتني أشوفك بس (سمحت لي فقط برؤيتك) قبل ما تسير".
وأضافت تسنيم: "أكثر من سبع سنوات وأنا منتظرة هذه اللحظة. كنت منتظرة هذه اللحظة بفارغ الصبر، سبع سنين ولا قالت لك أميركا حاجة وتجي بلادك ويقتلوك، قتلوك وموّتوني".
وكانت وسائل إعلامية موالية لمرتزقة الانتقالي، أبرزها صحيفتا "الأيام" و"الأمناء"، زعمت أنه تم القبض على "قيادي حوثي" بحوزته مبلغ مالي بالدولار الأميركي، الأمر الذي أثار غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الصحيفتين.
وفي تسجيل صوتي أكد أحد أقارب القتيل أن الشاب عبدالملك تعرض للتعذيب البشع، حيث تظهر جثته آثار الدماء على فمه وطلقات نارية في ظهره وقدمه.
وقال قريب القتيل السنباني إنه حضر إلى نقطة طور الباحة وسأل أفراد النقطة عن ابن عمه بعد أن أراهم صوره، فغمغموا وقالوا له بأنه توفي إثر سقوطه من على السيارة وتم إسعافه إلى أحد المستشفيات في البريقة، ثم جاء مساعد النقطة واسمه عباد الصبيحي طالبا منه الذهاب برفقته إلى قيادة اللواء وطمأنه بالقول "ما لك إلا ما يطيب نفسك".
وتابع: "مضينا إلى هناك، وعند وصولي بوابة اللواء شعرت بأنهم يدبرون أمرا ما، حيث كان هناك ثلاثة أطقم، فقلت لهم ليس بيننا أي كلام حتى أرى ابن عمي. فتركتهم واتجهت إلى مستشفى المصافي بالبريقة. وعند وصولي إلى هناك وسؤالي عن ابن عمي أجابوني: هاه اللي عذبوه؟، مشيرين إلى أنه قد تم نقل جثته إلى مستشفى الجمهورية. فتحركت إلى هناك ورأيت الجثة عليها آثار تعذيب ودماء على فمه، وطلقات في ظهره ورجله".
وأثارت جريمة قتل الشاب عبدالملك السنباني غضباً واستنكاراً واسعين، وسط مطالبات بالقبض على القتلة ووقف معاناة المسافرين في نقاط التفتيش من قبل مسلّحي "الانتقالي"، فضلاً عن نهب وممارسات تضييق مناطقية يتعرّض لها المسافرون، خصوصاً الذين يتحدّرون من المناطق الشمالية للبلاد.
كما لاقت الجريمة استهجاناً وتنديداً كبيراً وواسعاً من مختلف الشرائح في داخل اليمن وخارجه، مطالبين بسرعة فتح مطار صنعاء كونه جانبا إنسانيا ولضمان صون وحفظ كرامة وأرواح الناس بشكل عام.
وعلق نائب وزير الخارجية، حسين العزي، على جريمة اغتيال السنباني بأن ما حدث يؤكد عدالة قضية الشعب اليمني وواقعية وموضوعية رؤية حكومة صنعاء للسلام والتي تقضي بفتح المطارات والموانئ وإنهاء الحصار وعدم ربط الجانب الإنساني بجوانب الصراع السياسي أو العسكري.
وأضاف العزي في تغريدة له على حسابه في "تويتر" أن إنهاء الحصار ضرورة إنسانية واستحقاق قانوني للشعب، ومن شأنه أن يبني الثقة ويوفر الأجواء الداعمة لنجاح أي مفاوضات.
من جهته، كتب الصحافي أحمد جعفان الصبيحي: "جعلوا من الجنوب ساحة للتقطّع والاغتيالات والعصابات المدججة والمنفلتة من كلّ القوانين والأعراف والأخلاق الإنسانية".
وأضاف الصبيحي: "يجب أن تكون المحاسبة شاملة للقتلة ومن يموّلهم ويوفّر لهم الغطاء السياسي والمؤسسي، الذين قتلوا الشاب عبدالملك السنباني في إحدى النقاط التابعة للواء التاسع صاعقة على طريق طور الباحة. ومن الواضح أنّهم لا يكترثون لحياة أيّ شخص يقع بين أيديهم، ولديهم تهم جاهزة ومعلّبة لمن يسوقه قدره على طريقهم، ولا تنقصهم الجرأة المستمدة من قادتهم في لواء الصاعقة وما يُسمّى الحزام الأمني والانتقالي لارتكاب أبشع الجرائم في حقّ أي إنسان؛ يدفعهم إلى ذلك شعور بأنّهم بعيدون عن المساءلة والقانون وحتى الأعراف الإنسانية والقبلية. ولا حول ولا قوة إلا بالله".
المصدر خاص / لا ميديا