عدن/ حضرموت - تقرير خاص / لا ميديا -
 
ثلاث صور معبرة فقط، تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، عكست حالة ما آلت إليه الأوضاع الأمنية والخدماتية والاقتصادية في المحافظات الجنوبية المحتلة، واختزلت عبث وفساد تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته المحلية وما عاشه ويعيشه سكانها طيلة السنوات الماضية .
أظهرت الصورة الأولى عشرات المواطنين من أهالي مدينة عدن المحتلة في طوابير طويلة للحصول على قطعة خبز أو رغيف، بعد أن أغلقت معظم مخابز رغيف الخبز والروتي أبوابها في مختلف أحياء المدينة، وأصبحت قطعة الرغيف تباع في عدد من الأماكن على متن سيارات نقل متنقلة، مثلها مثل الوقود والغاز وغيرها من المواد التي تباع في الأسواق السوداء .
فيما أظهرت الصورة الثانية تجمعاً لعشرات المواطنين أمام مبنى وزارة خارجية حكومة مرتزقة فنادق الرياض بعد أن حولوا مقرها في مدينة عدن إلى سوق مفتوح للسماسرة.
وقال مواطنون إن وزارة خارجية حكومة المرتزقة أصبحت تعج بعشرات السماسرة والموظفين الفاسدين من عناصر العميل هادي وعملاء الانتقالي، مهمتهم فرض مبالغ مالية من أجل تمرير أي معاملة للمواطنين، وبات الحصول على معاملاتهم أو تعميدها من الصعوبة في حال لم يقدموا مبالغ مالية للموظفين والسماسرة في الوزارة.
 وأوضح عدد من أصحاب المعاملات أنه وبعد أن يدفعوا الكثير من المال لإنجاز المعاملات تسلم المعاملات لسمسري من العسكر أو الموظفين فيقوم بتوزيعها وتسليمها مقابل مبلغ آخر من المال، حتى الطلاب يتم ختم المعاملات الطلابية وكروت تلقيح كوفيد 19 عبر السماسرة.
معاناة المواطنين في المحافظات الجنوبية المحتلة لم تقتصر على هذا الحد العبثي وفساد موظفي وسماسرة وزارة خارجية حكومة المرتزقة في عدن، وكذا استمرار إغلاق الأفران في عدد من مديرياتها منذ 5 أيام بسبب قرار مرتزقة الانتقالي فرض تسعيرة الرغيف، بل تجاوز إلى تكديس عشرات المواطنين في المنافذ الحدودية.
وأظهرت صورة أخرى تكدس عشرات المواطنين المغتربيـــــن اليمنييــن وعائلاتهم من العائدين إلى السعوديــــــة ومــــدى معاناتهم في منفذ الوديعة بعد أن حولته قوات الاحتلال السعودي وأدواتها المحلية الى بوابة لتعذيبهم.
وقال مواطنون إنهم مند عدة أشهر مازالوا في منفذ الوديعة الحدودي بعد أن منعت سلطات الاحتلال السعودي دخولهم إلى أراضيها، وأنهم يعيشون أوضاعا صعبة وظروفاً قاسية، يفترشون هم وأطفالهم وعوائلهم الأرض في المنفذ الصحراوي الذي تبلغ درجة الحرارة فيه حدا لا يطاق، في ظل تجاهل حكومة فنادق الرياض لمعاناتهم.
وأشاروا إلى أن السلطات السعودية تمارس ضدهم الكثير من الانتهاكات التعسفية والإجراءات اللاإنسانية التي تحدث على مرأى ومسمع مرتزقة العميل هادي دون أي تحرك ساكنا لوقفها .
ومنذ مايو الماضي فرضت السلطات السعودية حجراً إجبارياً على كل المسافرين في فنادق "شرورة" على حسابهم الخاص وبتكلفة مضاعفة، إضافة إلى رسوم أخرى لا علاقة لها بإجراءات مواجهة كورونا.
وبحسب المصادر فإن السلطات السعودية ترفض حجر المسافرين في المرافق الصحية في منطقة شرورة، وتصر على حجزهم داخل فنادق مخصصة وبتكاليف باهظة، كما فرضت عليهم جرعتي لقاح إجباريتين سعر الواحدة منها 300 ريال سعودي دون تقييدها بمسجلة “صحتي”.
كمـا فرضت السلطات السعودية 400 ريال سعودي على كل حافلة تغادر المنفذ باتجاه الأراضي اليمنية، إضافـة إلـــى المضايقــات المستمرة ضد مالكي سيارات الدفع الرباعي، وقبلها حجزت آلاف العائلات اليمنية في المنفذ لأكثر من 40 يوماً قبل أن تخفف الإجراءات وتسمح بدخولهم شريطة التزام الجميع بإعادة سيارات الدفع الرباعي إلى المملكة.
وفي يونيو الجاري فرضت السعودية وضباط الجوازات التابعون لحكومة العميل هادي مبالغ مالية كبيرة على المسافرين بالقوة مقابل ختم الدخول لجوازاتهم ويخيرونهم بين البقاء دون السفر أو دفع رسوم غير قانونية لختم الجوازات.
وكان رئيس الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية، الدكتور هياف خالد ربيع، شن هجوما لاذعا على حكومة فنادق الرياض، واتهمها بالتواطؤ مع السلطات السعودية إزاء انتهاكاتها بحق المغتربين في المنفذ, والتقاعس في أداء واجباتها تجاه معالجة أوضاع مئات العالقين في منفذ الوديعة الحدودي.
وطالب هياف حكومة الفنادق بتحمل مسؤولياتها في إيجاد معالجات سريعة من خلال السماح للمغتربين بالدخول إلى الأراضي السعودية لأخذ جرعة واحدة أو تمديد تأشيراتهم.
وأشار إلى أن المغتربين اليمنيين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ببقعة جرداء، درجة الحرارة فيها لا تُطاق، ويعانون منذ أسابيع أوضاعاً صعبة وظروفاً قاسية وموجعة بسبب العراقيل التي حالت دون السماح لهم بدخول الأراضي السعودية.