نشوان دماج / مرافىء -

صار اشتراكيوكَ أكثرَ رأسمالاً يا يسارا
وَرَبَا النضالُ وصار مأمورُ النقابة يلبس البالطو
ويحضُرُ مهرجاناتِ الرفاقِ بشارةٍ حمراءَ
تشبِهُ لونَ مَركبِهِ الجديدِ
ولونَ فيلّلته الجديدةِ
والشعارَ ووجهَ جيفارا 
وصارا
يُلقي السلامَ ويكتبُ الشِّعرَ النُّثَارا
ويُشَبّهُ الدَّمَ جُلَّنارا
ويرى بِلِحيةِ مارْكسَ الشعثاءِ مرسوماً يوزَّعُ في صوالينِ الحلاقةِ
كي تعاكسَ وجهَهُ الحِلِّيقَ في المرآةِ ليلاً أو نهارا
ويقول: 
باسم الشعبِ إن الشعبَ حقٌّ من حقوق الشعب...! 
صار مُنَظِّراً 
ومُغَرِّداً فَذَّاً 
وإكليلاً وغارا
ينحاز للفقراءِ والجوعى
ومن كوخٍ إلى كوخٍ 
يسافرُ كل يومٍ عبر زرِّ «الماوْس»
يكتب ألفَ منشورٍ 
ويحصُدُ ألفَ إعجابٍ 
وألفاً مِثلَهُنّ إذا استراح إلى فِراشِ النوم من تعبٍ
ويحسو كوبَهُ الموضوع 
فوق سريره المرفوع 
مات الجوعُ 
مات الجوعُ
فاغتبطوا وناموا يا سكارى
ويرُوحُ يمْسح أنفَهُ المعقوفَ من فرط البكاءِ 
ففنزويلّا أصبحتْ غَرَضاً
لإمبريالِ غربٍ يشتهي 
سيجارَ هافانا شِعارا
ويبيعُنا وهماً دخانَ النفطِ
فلنُعلنْ مواقفَنا جهارا
ونُدينُ باسم الحزبِ آخرَ مستَجَدّاتِ الصراع
غداً سندعو «المركزيةَ» لاجتماعٍ عاجلٍ 
والبحثِ عن سبلٍ تواكِبُ عصرَنا المشحونَ بالأزمات 
ندعو لانتخابِ أمينِ سرٍّ 
قبلَ يومٍ من رحيل ترامب فِيلاً أو حمارا
ونقول للحلفاء إن لِصُبحنا نوراً ونارا
سَكَتَ المدى 
في ومضة الحلم الأخير 
وماتزال يدُ المناضلِ تكتب الحلمَ المُعَارا
والصبحُ أدرك شهريارا

21 يناير 2021