إنصاف أبوراس / مرافىء -

مازلتُ كلما مررتُ بمحاذاة الشوارع المزدحمة بأطفال خلعتْ ثيابَ براءتها وتوشحتْ أسمال البؤس، أقف طويلاً أتأمل عدد سنوات عمرهم الواضحة في تفاصيل وجوههم المتعبة. أرى عمرهم المتجاوز طفولتهم. أقف دون حيلة، سوى أنني أشاركهم تنازلي عن فراشات سعادة كانت تسكن ذاتي قبيل رؤيتهم. أصبح مثلهم تماماً. تتنكر لي الحياة وتزج بي في قعر اليأس.
أتركهم هناك يقاومون غول الواقع المر، يحاولون هزيمة البؤس؛ بينما أمضي مواصلةً طريقي الذي بات الآن متفرعاً وقاتماً، في كل جزء منه ترتسم ملامحهم، فأتجنب أن تدوس عليها قدماي.
أصل إلى النهاية؛ لكنني حين أنظر إلى الخلف أجدني مازلت هناك إلى جانبهم، أشاركهم مأساتهم بسؤال، بابتسامة، وبدمعة هي رصيدي الوحيد الذي تمنحه روحي لأجلهم.