تشهد العاصمة صنعاء حراكاً وتفاعلاً رسمياً ومجتمعياً ابتهاجاً بذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتأهباً للاحتفالية الكبرى بهذه المناسبة في الـ12 من ربيع الأول 1442هجرية.

ففي مظهر يعكس التناغم الشعبي والرسمي، في الاهتمام بهذه المناسبة، تستكمل أمانة العاصمة التحضيرات لاستقبال الوفود المشاركة في إحياء هذه الذكرى، ورسم لوحة إيمانية محمدية تحوي دلالات ومضامين حب اليمنيين وقوة ارتباطهم بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، ومواصلة ما دأب عليه السلف من نهج وسلوك في الاحتفاء بهذه المناسبة.

ويأتي الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الجليلة، انطلاقاً من وعي اليمنيين بخصوصية إحياء ذكرى مولد الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، وما شكلته من نقطة تحول مضيئة في تاريخ البشرية، لإخراج العباد من الظلمات إلى النور.

مولد خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، ليس حدثاً عابراً كما يدّعيه البعض، وإنما الأبرز في التاريخ الإسلامي لما اتسمت به الرسالة السماوية من قيم ومبادئ وأخلاق أسس مداميكها النبي المصطفى وأرسى قواعدها في أوساط أمته لتحيا في عزة وكرامة.

تكتسب ذكرى المولد النبوي أهمية كبيرة في تعزيز وحدة الأمة والنهوض بواقعها وتحقيق رفعتها وعزتها ومجدها، واستلهام الدروس من سيرة سيد البشرية وغرس القيم والمبادئ السمحاء التي تحلى بها في نفوس الأجيال، وتكريس مكارم الأخلاق التي أمر بها الله تعالى.

فعاليات مجتمعية:
حظي الاحتفال بهذه المناسبة الدينية باهتمام واسع تجسد في تكثيف الفعاليات والأنشطة واللقاءات المجتمعية للقطاعات والمكاتب التنفيذية والمديريات، في مشهد يعبر عن مدى عظمة ومكانة الرسول الأعظم في وجدان اليمنيين وارتباطهم بسيرته العطرة.

وتنوعت الفعاليات الاحتفالية، ما بين تواشيح دينية وأناشيد مدحية وندوات وأمسيات وكذا مسابقات ثقافية وحلقات توعوية بالمساجد والأندية الرياضية والمعاهد والجامعات، تركزت على التعريف بصفات الرسول الخاتم وأخلاقه وشجاعته وجهاده وسيرته وسنته المطهرة.

استعدادات:
يحمل الاحتفاء بمولد رسول الإنسانية دلالات ومعان عظيمة في ظل ما يواجه الأمة الإسلامية من تحديات جمّة تستهدف هويتها وعقيدتها وارتباطها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وما تعيشه من أوضاع استثنائية، بسبب تسلط الأعداء وقوى الهيمنة والاستكبار على الأمة والتحكم بمصيرها ونهب خيراتها وثرواتها.

وفيما يقترب موعد ذكرى مولد الرسول الأعظم، تكثف السلطة المحلية بأمانة العاصمة جهودها بالتنسيق مع المجلس الإشرافي، للفعالية الكبرى بالعاصمة صنعاء التي تزداد توهجاً يوماً إثر آخر استعداداً لاحتضان الحشود الجماهيرية للمشاركة في إحياء هذه المناسبة.

في حين سبق انطلاق الفعاليات والأنشطة المختلفة بمديريات العاصمة، لقاءات واجتماعات مكثفة من قبل قيادات الأمانة والسلطة المحلية ومختلف القطاعات، لوضع الخطط التفصيلية والتحضيرات اللازمة لإحياء هذه الذكرى بما يليق بمقام وعظمة نبي الإنسانية عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ومن خلال اللقاءات والاجتماعات، تشكلت لجنة تنفيذية ولجان إشرافية ومركزية وفرعية على مستوى الأمانة والمديريات والمكاتب التنفيذية لإحياء فعاليات ذكرى المولد النبوي وتهيئة ساحة الفعالية الكبرى من مختلف الجوانب وصولاً لاستقبال ضيوف رسول الله.

 
لوحة إيمانية جمالية:
أضحت العاصمة صنعاء حالياً لوحة جمالية إيمانية تنقل الناظرين إلى أجواء مليئة بروحانية وقدّسية ذكرى المولد النبوي، وتجسد أروع مظاهر الابتهاج والفرحة بميلاد خير البرية وعظمة ومكانة صاحبه صلى الله عليه وآله وسلم.

يحرص اليمنيون سنوياً على الاحتفال بهذه المناسبة الدينية لإغاظة أعداء الأمة ومنافقيها الذين ما يزالون حتى اليوم يشككون في قدسية وعظمة هذه الذكرى، عبر أكبر تجمع إسلامي في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام حباً وولاءً له وتمسكاً بهديه ورسالته وسنته.


مشاهد احتفالية:
تشكلت مشاهد الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة منذ وقت مُبكّر في المساجد والمجالس والمدارس والتجمعات والساحات، وبرزت مظاهر الابتهاج والفرحة بتنافس مختلف القطاعات في تنظيم الفعاليات المكرسة للاحتفاء بالمناسبة الدينية.

وفي حين ازدانت معظم أحياء العاصمة صنعاء بالشارات الخضراء، واللافتات والإضاءات تٌستكمل الترتيبات الجمالية والتحسينية والمرورية وأعمال النظافة والتزيين في المساجد والشوارع وإنارتها وتركيب اللوحات الضوئية بالشراكة مع القطاع الخاص.

استقبال اليمنيين لذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، ليس جديداً لكن أهل اليمن الذين ناصروا رسول الله وآزروه وآووه وساهموا في نشر الدين الإسلامي إلى أصقاع المعمورة اعتادوا على إحياء هذه المناسبة الدينية، كسلوك انتهجه ومارسه الأوس والخزرج، لما تحتله من مكانة عظيمة في نفوسهم.



 زخم رسمي وشعبي:
حظيت الفعاليات الاحتفالية بذكرى المولد النبوي، باهتمام كبير من القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ وقيادة السلطة المحلية بالأمانة.

حيث دشن نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي وأمين العاصمة حمود عُباد، أعمال تزيين وإنارة الأحياء، انطلاقا من ميدان السبعين .

دعوة للمشاركة الفاعلة:

أمين العاصمة حمود عباد دعا سكان أمانة العاصمة إلى التفاعل الايجابي والمشاركة الواسعة في الفعالية المركزية الكبرى بذكرى مولد نبي الإنسانية محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، بما يليق بمقام صاحب الذكرى ومكانته في القلوب.

وأوضح أن أمانة العاصمة تشهد حالياً أنشطة وفعاليات مكثفة تتناسب مع حجم الاحتفال بهذه الذكرى الدينية الجليلة.

رسالة للعدوان:

وحث أمين العاصمة على استمرار جهود التحشيد للفعالية الكبرى، لإيصال رسالة قوية للعدوان بتمسك الشعب اليمني وارتباطه الوثيق بالمصطفى عليه الصلاة والسلام ومنهاجه القويم والاقتباس من أخلاقه ونور هديه.

وتطرق إلى مكانة اليمنيين لدى النبي محمد عليه الصلاة والسلام كما ورد في الحديث "خير الرجال رجال اليمن والإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان".



 أنشطة استباقية:

رئيس اللجنة التنفيذية للاحتفال في الأمانة عبدالوهاب شرف الدين أشار إلى الأنشطة الاستباقية لفعالية الاحتفال بالمولد النبوي والمتمثلة في إضفاء الطابع الجمالي للمعالم الدينية والمنشآت الحيوية والمرافق الحكومية والخاصة المعبرة عن دلالات الاحتفاء بهذه المناسبة.

وذكر أن إبراز المظاهر الاحتفالية للمولد النبوي، يعكس تعظيم اليمنيين وحبهم الأزلي وولائهم الأبدي لرسول الله عليه الصلاة والسلام.

 استعدادات وتدخلات:

باشرت المكاتب التنفيذية المختصة، أعمالها في تحسين وتجميل وتنظيف الأحياء والحدائق والمنتزهات، وقص المسطحات الخضراء وتهذيب وتشكيل الأشجار والجزر الوسطية، وصيانة كشافات الإنارة، والمجسمّات الجمالية، وتزيينها بالألوان المضيئة.

وتتجسد تلك الجهود والتدخلات المتسارعة في مضمون اللوحة الفنية والجمالية التي تبدو عليها مناطق الأمانة ، تماشياً مع الأجواء الروحانية بهذه المناسبة.

حب اليمنيين لرسول الله:

أوضح مواطنون التقتهم (سبأ) أن الاحتفال بهذه المناسبة، يعد احتفاء بنعمة الله ومنّه وفضله وكرمه على الأمة حين بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة .. معتبرين الاحتفال بالمناسبة، تتويجاً لانتصارات الجيش واللجان الشعبية على قوى العدوان.

تحتل مناسبة المولد النبوي مكانة خاصة لدى اليمنيين، تتسم مظاهر البهجة فيها بسلوكيات اجتماعية وإيمانية تسهم في تعزيز التكافل المجتمعي، تجسيداً عملياً لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".



روحانية ونفحات: 

تتجلى روحانية الاحتفال بالمولد النبوي من خلال الأناشيد والتواشيح الدينية والإكثار من الذكر والصلاة والسلام على نور الهدى محمد النبي الأعظم عليه وآله الصلاة والسلام، فضلاً عن تنظيم أمسيات وحلقات ذكر للتذكير بسيرته وسنته الشريفة.

أجواء فرائحية:

رصدت عدسة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) مظاهر الفرحة وأجواء الإبتهاج بأحياء مناطق ومديرية الأمانة، وقدمت صورة تعبيرية وجمالية عن مدى فرحة أهل اليمن بذكرى المولد النبوي والتي تحمل في طياتها معاني الصمود والانتصار لقيم الحق والعدالة.

لحظات فارقة:

التقطت عدسة سبأ صوراً لمظاهر الاحتفال بهذه المناسبة التي توحي بقدوم حدث مهم في حياة اليمنيين، ما يجعلهم أكثر ارتباطاً وتمسكاً بالقدوة والأسوة الحسنة الذي اختص أهل اليمن بالحكمة والإيمان ونفس الرحمن.

أنشطة تربوية:

مدير الأنشطة ورعاية الشباب بمكتب التربية والتعليم بالأمانة خالد العقبي، أشار إلى أن خطة القطاع التربوي للاحتفال بهذه المناسبة تتضمن أنشطة ثقافية ورياضية وفنية واجتماعية ومسابقات وإذاعات في المدارس الحكومية والأهلية.

ولفت إلى أن برنامج الاحتفال شمل توزيع الكتاب والحقيبة المدرسية لطلاب المدارس الحكومية الأشد احتياجاً وزيارات طلابية للجرحى وروضات الشهداء وتكريم أبناء الشهداء والمرابطين، ضمن برنامج الإحسان.



أعمال نظافة وتزيين:

كثفت الجهات ذات العلاقة تنفيذ حملات نظافة ورفع وإزالة المخلفات والمظاهر العشوائية وتنظيم الشوارع، ما يبرز المظهر الجمالي للعاصمة صنعاء وتوشحها واكتسائها بحلة خضراء نورانية وإيمانية.

خدمات طبية مجانية:

برز مكتب الصحة في الاحتفال بالمولد النبوي بطريقة مثالية لتكريس قيم الإنسانية بالإعلان عن تخفيضات في الخدمات الطبية والمجانية في بعضها، انطلاقاً من فضائل الرسالة المحمدية التي بعث بها عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين.

وأصدر مكتب الصحة تعميماً للمستشفيات والمراكز الصحية العامة والخاصة بعمل تخفيضات في أسعار الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، ومجانية المعاينة، بما يعزز من التكافل المجتمعي في ظل ظروف وتداعيات العدوان والحصار.

وأكد مدير مكتب الصحة بالأمانة الدكتور مطهر المروني أن المكتب والمرافق الصحية على استعداد لتجهيز الطواقم وفرق وسيارات الاسعاف لتأمين الفعالية الكبرى.

حضور نسوي:

وإدراكاً لحضور المرأة ودورها الفاعل والكبير في مختلف الظروف والتحديات، تتنافس القطاعات النسوية للاحتفاء بهذه المناسبة من خلال التفاعل الإيجابي بتنظيم الفعاليات، فضلاً عن مساندتها لجهود الاستعدادات والتحشيد للفعالية الكبرى.

وتولت الهيئة النسائية بالأمانة تنفيذ أنشطة تربوية واجتماعية وثقافية وتوعوية، ساهمت في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الاحتفاء بهذه المناسبة.

سبأ: ماهر الخولاني