إنصاف أبوراس -

ممرٌّ طويلٌ يعجّ بالوجع. ألمح على جانبيه وجوهاً يعتليها البؤس، الحسرة، وشيءٌ غامضٌ يسكنها؛ ربما كان الخوف من قادم يتوجسون قدومه.
أمعن النظر في ملامحهم، أشعر بالأسى لأجلهم وقد ارتسمتْ على تفاصيلها الهموم؛ همّ المرض وهمّ وطنٍ ربما حكم عليهم بالموت منفيين عنه.
تقدمتُ منهم، محاولةً إخفاء مشاعري المتألمة حتى لا تراها عينا تلك السيدة المسجاة على فراش غريب لا تنتمي إليه، تنفر منه روحها المشتاقة لدفء وطن يفصلها عنه مدى شاسع من الحنين إليه.
سمعتُها تتمتم، تحدث الفراغ برجائها الأخير أن تتريث روحها، تمهلها العودة لتموت في فراشها الأثير، في وطنها الذي يسكن كيانها المستند إليه.
حين تركتُها، عرفتُ أن تراب الوطن كان يتشرب عشقها له وقد وعدها بالانتظار.