تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق  لـلشاعر نشوان محسن دماج .


- نشوان محسن دماج.
- من مواليد 1979 إب - السياني.
- بكالوريوس لغة ألمانية، كلية اللغات - جامعة صنعاء.
- عمل في عدد من الصحف المحلية مراجعا لغويا ومحررا .
- يعمل لدى صحيفة «لا» مترجما ومشرفا ثقافيا.



من لا يقاس بهم أحد
في العشق هم ظمئي
ولكني وثقت بهم فكانوا الماء
هم ظمئي ومائي
وأنا احتراق الأرض في أضدادها
سفراً وشوقاً نحوهم
صحراء جوع بي وواحة أنبياء
وأنا الرحيل بلا انتهاءِ


بين يدي المتنبـــي
هو الليل يا سيد الليل
يا سيد الخيل
يا ابن الفيافي
ويا ابن القوافي
ويا كل شيء سواك
هو الليل نامت نواطيرُ مصرٍ
ونام الخُوَيْدِمُ
فلتسترحْ عن صهيلك
ماذا من المضحكات هنا
غير بحثك عن وطن صالح للقصيدة
أفراسُك اختضبتْ بالدماء
وما زلتَ تُضحكها
عن أرانبَ صارت ملوكاً
وعن ضحكٍ كالبكاء
وعن عفةٍ غادرتْ كل شيء
فلا فاتكٌ آخرٌ نرتجيه
ولا حلبٌ قصدنا
والمنايا أمانٍ
فحتام أنت المسافر 
خيلاً وليلاً وبيداء


مرثية لخزيمة
وكصمتها جادت 
خزيمةُ بالرثاء وبالحِدَاد
أرْختْ على الأحزان ذاكرةَ الجحيم فقطّرتْها لعنةً
كالموت حين هوتْ 
به السنةُ العجاف
هي لعنةٌ حُبِيَتْ بها الجثثُ الرميمة
عالمُ الأحياء
كيف أقولها
وهي الرجيمة أطرقتْ دهراً
فلم أكُ في صداها
إلا عزاءً خائباً 
خنق السكينةَ بالعويل
يا صوتَ من
لأقولَ إن الأرضَ باعتْ صوتها
لأقول إن يداً هي العار استزلّكِ نحوها المتآمرون
لأقول إن الوقت قوّادٌ هنا
يئد الخطيئةَ فيك 
ذاكرةً لتلعنكِ السنون
عادت إليك قضيةُ الأسماء 
فصلاً بعد فصلٍ
آه لو كنتِ الإله
لو كنتِ آلهةً تُعيدُ 
لكان ثمة صوتُ آه
من كل ملتحدٍ حَشَاك
ولكان كلُّ غدٍ قيامةَ ميّتيك
لكان كلُّ الراحلين
جَدَثاً وآدمَ وهو يُلْغَمُ 
إذ يُجاء به حشوداً
بالضّخم من أسمائه الأولى 
ولكن لا جواب
كانت إذن كل الخطيئة 
فيه تجأر بالعذاب


عبــور
كم تجزّأْتَ يا شارع الموت
كم شرذمتْكَ المدينةُ حتى استحلْتَ إلى كل شبرٍ
فمن أي منفىً أريدَ بها عنوةً
أن يؤدي إليك سأمضي
وكيف ستلقاك ذاكرةٌ لا تفرق بين السدى والحقيقة