لا ميديا -

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطبيع العلاقات رسميا بين الإمارات والكيان الصهيوني، أمس الأول، موجة غضب لدى أحرار الأمة، فيما أعلنت بعض الدول ترحيبها بالاتفاق.
المكتب السياسي لأنصار الله أكد أن ما أقدمت عليه الإمارات من تطبيع علني مع كيان العدو الإسرائيلي يعتبر خيانة عظمى للقضية الفلسطينية وتماهياً كلياً مع الصهاينة والأمريكان في مشروع تدمير المنطقة.
وأشار المكتب في بيان صادر عنه أمس، إلى أنه وبعد سنوات من الانخراط الدموي في العدوان على اليمن إلى جانب السعودية وتحت القيادة الأمريكية، ها هي الإمارات تسارعُ إلى إخراج ما خفي من علاقات لتعلنَ تطبيعها مع العدو التاريخي للأمة الإسلامية والعربية.
وقال: "إن انكشاف العلاقات الإماراتية الإسرائيلية على هذا النحو يسقط كل تلك الشعارات التي رفعها تحالف العدوان على اليمن، ويتبين أكثر أن الإمارات كما هي السعودية مجرد مخالب إسرائيلية أمريكية تنهش في جسد الأمة العربية والإسلامية".
وأكد البيان أن الإمارات إنما تواصل السير في الطريق الخطأ الذي سلكته منذ نشأتها في خدمة الأمريكي والإسرائيلي ضد الأمة، ومنها العدوان على اليمن.
ولفت إلى أن ما يتم الترويج له من سلام ورخاء واستقرار سيتحقق إقليميا بهذه الخطوة مجرد أوهام، فقد سبقت الإمارات أنظمةٌ أكثر منها وزنا فلم يتحقق لها شيء من ذلك، بل إنها غرقت في أزمات شتى ومشاكل لا حصر لها.
ودعا المكتب السياسي لأنصار الله شعوب الأمة العربية والإسلامية لنفض غبار الهزيمة عن نفسها ورفع الصوت عاليا في مواجهة طابور النفاق والخيانة، وعزل كل نظام يعلن تطبيعه مع إسرائيل، ومقاطعته اقتصاديا وتجاريا.

محمد عبدالسلام: خطوة مستفزة
من جانبه، استنكر ناطق أنصار الله ورئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، بشدة الاتفاق الصهيوني الإماراتي، واعتبره خطوة مستفزة.
وقال عبدالسلام لقناة "المسيرة" إن هذه الخطوة نقلت ما في السر إلى العلن، وتثبت أن العدو الصهيوني والأمريكي مستمر في تدمير المنطقة.
ولفت إلى أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ومشاركة الإمارات في العدوان على اليمن تيثبت أن اليمنيين يدفعون أرواحهم ودماءهم فداءً للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي حرص على تسمية الاتفاق باتفاق “إبراهام” ليخدع العالم، مؤكدا أن قضية فلسطين حاضرة في وجدان شعوب الأمة الحرة.
وأوضح أن هذا الاتفاق ليس ضد إيران، بل ضد الأمة العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن محور المقاومة أثبت أن من يقف في جانب فلسطين هو صاحب الموقف المحق والصحيح.
وقال إن اتفاق اليوم دعاية أمريكية، وقضايا الأمة تباع اليوم على رصيف الانتخابات الأمريكية.
وأوضح أن كيان العدو لن يتوقف عن الاستيطان، وأن الادعاء الإماراتي بوقفه ادعاء ساذج لتبرير موقفها، مبيننا أن الصهاينة لم يتوقفوا عن الاستيطان رغم صدور أكثر من 60 قراراً من مجلس الأمن، وتأتي الإمارات بادعائها اليوم لتضلل الرأي العام.
وذكر عبدالسلام أن إيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية ونحن في اليمن نستهدف لأننا لم نتخل عن فلسطين.

حماس: خطوة جبانة
من جهتها، أكدت حركة حماس، أن اتفاق تطبيع للعلاقات بين دولة الإمارات وحكومة العدو الصهيوني خطوة جبانة تشكل اعتداءً صارخاً على حقوقنا الدينية والقومية والوطنية والتاريخية في فلسطين.
وقالت حماس في بيان صحفي لها، إن الاتفاق يشكل طعنة غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة، ومحاولة بائسة للتأثير على مساره النضالي والمقاوم الهادف إلى دحر وهزيمة الاحتلال، وإنجاز الحقوق الوطنية الثابتة.
وأضاف البيان أن هذا الاتفاق يشكل خروجاً عن التوافق العربي والإسلامي، وضرباً للأمن القومي العربي، وتحدياً لإرادة شعوب الأمة العربية والإسلامية وقواها الحية المتمسكة بفلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
الجهاد الاسلامي: الاتفاق خيانة للأمة
في السياق، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن الإعلان عن اتفاق العار بين دولة الإمارات والكيان، شكل طوق نجاة للكيان الذي يعاني من مأزق داخلي وأزمات متلاحقة.
وقالت حركة الجهاد في بيان صحفي، مساء الخميس، إن الإعلان عن اتفاق العار بين دولة الإمارات والكيان لم يكن مفاجئا، مشيرة إلى أن العلاقات السرية بين المسؤولين في الإمارات والكيان الصهيوني شغلت حيزا من الأخبار.
وأضافت: "طالما كان رهان الاحتلال على موقف المسؤولين الإماراتيين في الانتقال نحو علاقات طبيعية وعلنية، حتى جاءت اللحظة التي يتلقى فيها العدو الجائزة أو الهدية المجانية المقدمة من مسؤولي الإمارات ويعلن عنها الرئيس الأمريكي ترامب".
واستنكرت حركة الجهاد، اتفاق العار المعلن بين مسؤولي الإمارات والكيان الصهيوني، مبينة أنه يمثل سقوطا أخلاقيا واستراتيجيا للسياسة الإماراتية التي تتنكر للإجماع القومي العربي وتخون ثوابت الأمة.

الجبهة الشعبية: مؤامرة جديدة على الأمة العربية
من جهتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ “الإعلان عن تطبيع العلاقات، خيانة وطعنة جديدة في خاصرة شعبنا وقضيته الوطنية، ومؤامرة جديدة على أمتنا العربية ستمهّد لمزيدٍ من الحرب العدوانية والتوسّع الصهيوني والتهويد والاستيطان لأرضنا بمباركة إماراتية هذه المرة".
وشدّدت الجبهة في بيانٍ صحفي، على أنّ "ما حمله البيان من الاتفاق على رسم مسار جديد وتوقيع اتفاقيات ثنائية بين الإمارات والكيان الصهيوني في مجالات مختلفة وفي مقدمتها إنشاء سفارة، هو خطوة عدائية من جانب الإمارات ضد شعبنا وتهديد واضح لمصالح أمتنا العربية، والتي تفتح الباب للكيان الصهيوني للعبث أكثر في الوضع الداخلي العربي، ولتسريع وتيرة التطبيع في البلدان العربية وخصوصاً من بعض دول الخليج بدون أي حواجز وبتواطؤ من الإمارات".

البطش: للمرة الرابعة في تاريخنا يسجل صفر الأمة يوماً من أيامها السوداء
إلى ذلك، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ خالد البطش، أنه للمرة الرابعة في تاريخنا يسجل صفر الأمة يوماً من أيامها السوداء بعد كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة والرابعة أمس.
جاءت تصريحات البطش خلال مسيرة جماهيرية حاشدة نظمتها الحركة في مدينة غزة بعنوان "لا لخيانة فلسطين"، احتجاجاً على الإعلان الأمريكي بشأن تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات والاحتلال.
وقال البطش: "إن ما جرى بالأمس جريمة بحق الأقصى وفلسطين".
من جانبه، أعلن وزير الخارجية والمغتربين بفلسطين رياض المالكي، استدعاء السفير الفلسطيني من دولة الإمارات بشكل فوري، بناءً على تعليمات الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين.

نصر الله: دول عربية أخرى ستلحق بقطار التطبيع
بدوره، قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في كلمة له مساء أمس، إنه لم يتفاجأ بما قام به حكام الإمارات من تطبيع للعلاقة مع الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن العلاقة بين الطرفين قائمة كمسار منذ سنوات.
وأضاف نصر الله أن ما أقدمت عليه الإمارات هو خدمة انتخابية شخصية لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، المأزوم.
وتوقع أن تلحق عدد من الدول العربية بقطار التطبيع مع الكيان الصهيوني قبل موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة.
وبشأن المقاومة في لبنان قال نصر الله إنها كالهواء شرط وجود لا شرط كمال.
وأضاف أن المؤمنين بالمقاومة سيعرفون عدوهم من صديقهم، وسيصبح صف الأمة نقيا طاهرا، وهذا أمر جيد وإن كان مؤلما تماما كما يتخلص الجسد من عضو سقيم.
وختم خطابه بأن حزب الله ليس مرتبكاً ولا مهزوماً، وقال: نحن وحلفاؤنا في لبنان وفي المنطقة الأقوى.

طهران: “حماقة استراتيجية”
بدورها أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية أمس بياناً أدانت فيه بشدة تطبيع دولة الإمارات العلاقة مع الكيان الصهيوني ووصفتها بـ"حماقة استراتيجية".
وفي البيان الصادر أدانت الخارجية الإيرانية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني، واعتبرت هذه الخطوة حماقة استراتيجية من جانب أبوظبي وتل أبيب، ستكون حصيلتها بلا شك تقوية محور المقاومة في المنطقة.
وقال البيان إن الشعب الفلسطيني المظلوم وجميع الشعوب الحرة في العالم لن تغفر أبداً تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب والإجرامي "إسرائيل" والمواكبة مع جرائمه، وأضاف: لا شك أن الدماء المراقة بلا وجه حق خلال 7 عقود من المقاومة لتحرير أرض فلسطين المقدسة وقبلة المسلمين الأولى ستمسك بتلابيب خونة القضية الفلسطينية عاجلاً أم آجلاً.

ترحيبفي المقابل، رحبت كل من البحرين ومصر والأردن وسلطنة عمان وبريطانيا وفرنسا والنمسا بالاتفاق.

أدوات الإمارات في اليمن تبارك 
كما أعلنت أدوات الاحتلال الإماراتي ومرتزقته تأييدهم للخطوة التي أقدمت عليها دويلة الإمارات في التطبيع مع الكيان الصهيوني برعاية أمريكية.
ورحب المرتزق هاني بن بريك، نائب رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للاحتلال الإماراتي، بالاتفاق واصفاً إياه بـ"القرار الشجاع".
وقال المرتزق بن بريك، في سياق إعادة تغريدة لولي عهد أبوظبي الذي أعلن اتفاق دولته مع الكيان الإسرائيلي على خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى العلاقات الثنائية، إن الخطوة "صدرت من قائد حكيم سيخدم خيار العرب في حل الدولتين، وخدمة الشعب العربي الفلسطيني وإنهاء المتاجرة بالقضية".
وكان "الانتقالي" دافع في وقت سابق عن علاقته بـ"إسرائيل"، بعد تقارير كشفت عن لقاءات لقيادات في المجلس مع مسؤولين صهاينة برعاية إماراتية.
في السياق، سارع المرتزق طارق عفاش لتأييد التقارب "الإسرائيلي" الإماراتي، واصفاً الاتفاق بـ"الإنجاز الدبلوماسي والتاريخي"، وأنه "يؤكد على أن الإمارات ستبقى دوما الدولة التي تحظى بثقة الجميع وأنها الوحيدة القادرة على نشر قيم ‎التسامح والتعايش المشترك".
ولقيت هذه المواقف من قبل أدوات الاحتلال الإماراتي ومرتزقته ردود فعل غاضبة في الشارع اليمني وفي الأوساط السياسية والإعلامية، مؤكدة أنها تأتي تعبيراً على مدى ارتهان تلك الأدوات لسيدها الإماراتي.