إنصاف أبوراس /  مرافئ -

أمسكت قلماً دون بال، كان كائن الكتابة قد اكتمل داخلي، بات يتدفق بغزارة، فنبتت حدائق من ورد.
ثمة كثير مما أرغب في خلق روح له. الكاتب منا يتعرض لمخاض قاسٍ يولد من خلاله المتناقضات. أصعب تلك الولادات هي ولادة الجمال والدهشة. أنا كغيري أحاول الآن خلق كائن جميل، أفكر كثيراً كيف ينبغي أن تبدو ملامحه، أيّ اسمٍ يجب أن أطلق عليه ليصبح له كيان.
أشعر الآن بضجيج قوي، وحدي أعرف سببه. حبر روحي يندفع بفكرة مجنونة أرغب بشدة في أن تكون ذلك الوليد القادم. 
بدأت الكتابة، ها أنذا أحاول خلق اللاشيء، أجعله شيئاً ملموساً. اخترت موضوعا يتحدث عن المرأة، الفاضلة.. الفاجرة.. الذكية.. الغبية.. الكبيرة..الصغيرة.. البشعة.. الجميلة.. عن نظرة كل مجتمع تعيش فيه، أياً كانت وكيفما تكون! أعرف، ستجلد بعض حروفي، سيحاول البعض تشويه هذا الكائن الوليد الذي سيرحب بقدومه البعض ويرفضه آخرون. سأتهم بأنني تجاهلت دعوة قابلة العرف والتقاليد لتجعل من ولادتي تلك ولادة طبيعية ضمن شروط القبيلة!
أرغب في التوقف الآن. ربما لست مستعدة بعدُ لخلق كائن جميل، لأن نظرة مجتمعي لاتزال قاصرة. لا يرى سوى ما يرغب في رؤيته هو! 
أفكر الآن هل ينبغي عليّ ككاتبة أن أجهض أفكاري قبل أن تكتمل.
انتهى الحبر سريعاً. للأسف، ربما استنزفته فكرة الهروب من واقع يرفض بَوحَه، ويغريه بفكرة البحث عن أرض تتقبل هطوله فتخلق الدهشة.