تقرير: مارش الحسام / لا ميديا -

مازال "كورونا" يمثل كابوساً مؤرقاً لأغلب سكان العالم، بمن فيهم اليمنيون، والذين يحاولون التصدي وقطع الطريق على الفيروس بشتى الطرق والوسائل المنطقية وأيضا الكارثية والتي لا تقل فداحة عن خطورة الفيروس.

انتشار الشائعات
يقول أحد الصيادلة إن هناك تهافتاً غير عادي من قبل المواطنين على شراء فيتامين "سي" وغيره من الأدوية التي لها علاقة بتقوية الجهاز المناعي، ولدرجة أن هذه العلاجات باتت معدومة في كثير من الصيدليات أو تباع بأسعار تفوق الخيال.
ويربط إقبال المواطنين على شراء هذه الأدوية بالشائعات الكثيرة التي تضخها مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت منصات لتشييع الموتى، وغالباً ما يتم ربط أية حالة وفاة بـ"كورونا".
ويضيف: حالياً هناك اهتمام غير عادي بالوفيات، قبل "كورونا" كان يموت جارك وما تدري إلا بعد شهر، اليوم لو يموت واحد بالمحويت لا تعرفه ولم تسمع به من قبل، ومع ذلك يصلك خبر وفاته خلال لحظات، ويقولون لك إنه مات بـ"كورونا"، ولو اتضح في ما بعد أنه توفي بمرض آخر أو بحادث سير، يقولون لك بس كان مصاب بـ"كورونا".
ويتابع قائلاً: "وسائل التواصل الاجتماعي تتداول شائعات وأخباراً تبث الرعب في نفوس الكثيرين والذين صاروا يخافون أن يأتي الدور عليهم، وباتوا يحتاطون لمواجهته".

القشة التي ستقصم ظهر الفيروس
صيدلي آخر يقول إن الناس ينظرون لفيتامين سي كما لو أنه القشة التي ستقصم ظهر الفيروس، والذي أصبح من أبرز الأدوية التي تستخدم على نطاق واسع في اليمن كعلاج ووقاية من الفيروس الذي يشاع عنه أنه يفتك بضعيفي المناعة، وبالتالي فإن الكل أصبح يسعى لتقوية مناعته لردع الفيروس.
ويضيف أن هناك استخداماً عشوائياً لهذا العقار، كون الجرعة المقدمة للمرضى أو للوقاية تختلف من شخص إلى آخر، وذلك وفق ما يقرره الطبيب.

تخزين أدوية في البيوت
يؤكد أحد الصيادلة في شارع هائل أن كثيراً من المواطنين ومع تفشي "كورونا"، باتوا يتكالبون على تخزين أدوية، مثل فيتامين سي وغيره من الأدوية المقوية للمناعة، في بيوتهم، وآخرين يحرصون على استخدامها بغرض تقوية الجهاز المناعي سواء "فيتامين سي أو دي أو الزنك"، مع الحرص على شراء كميات تكفيهم لشهرين أو 3 أشهر.
ويشير إلى أن هذا التهافت من قبل المواطنين على هذه الأدوية أحدث نقصاً في المعروض منها، وباتت الكثير من الصيدليات تخلو منها.
ويضيف أن هناك أزمة حالية في أقراص السولبادين فوار رغم أنه مستحضر مسكن للألم وخافض للحرارة، ولكن المواطنين يسعون لتخزينه كإجراء احتياطي في حال إصابتهم بالفيروس لاستخدامه في تخفيض الحرارة.

سوق سوداء
يؤكد كثير من أصحاب الصيدليات أن الأدوية الخاصة بتقوية الجهاز المناعي معدومة وتباع في السوق السوداء وعبر وسطاء وبأسعار جنونية، فعلى سبيل المثال: ارتفع سعر أقراص السولبادين فوار من 50 ريالاً إلى 150 ريالاً (للقرص الواحد)، أي بزيادة تقدر بـ300%.
كما ارتفع سعر فيتاسيد فوار من 600 ريال إلى 1700 ريال، بزيادة تقدر بـ280%، وهو عقار يستخدم لعلاج نقص فيتامين سي وكذا للوقاية من البرد والإنفلونزا. 
وارتفع سعر أقراص أسبرين سي من 120 ريالاً الى 300 ريال (للقرص الواحد)، وبزيادة 250%.
وارتفع سعر أقراص الزنك "زنكوفيت" من 2600 إلى 4500 ريال للباكت.
كما أن العقاقير الطبية التي تحتوي على فيتامين دي بشكل عام انعدمت من الأسواق.

المصادر الطبيعية أكثر أماناً
يؤكد الدكتور أكرم الشرعبي أن "المرضى الذين يصابون بالفيروسات التاجية ومنها "كورونا"، يعانون من انخفاض كبيــر فـــي مستويات فيتامين سي، وبالتالي فإن فيتامين سي مهم جــــدا للجهاز المناعـــــي والبشـــــرة، ومضـــاد مميـــــز للأكسدة، ولكن من المفضل الحصول عليه من مصادره الطبيعية مثل الجوافة والليمون والبرتقال والأناناس والمانجو، كونها تحتوي على نسبة عالية من فيتامين سي، وأكثر أمانا من العقاقير".
وحول مخاطر استخدام عقاقير فيتامين سي، يقول الدكتور أكرم: "فيتامين سي آمن بشكل عام لدى معظم الأشخاص عند تناوله بالجرعات التي يحددها الطبيب، غير أن الإفراط في تناوله قد يسبب كثيراً من المشاكل الصحية، ومنها حصوات الكلى".

جهود لإنتاج أدوية محلية
يؤكد رئيس الهيئة العليا للأدوية في حكومة الإنقاذ، الدكتور محمد المداني، أن هناك تحركات جادة وعملية لتجهيز 19 صنفاً من الأدوية المتعلقة بمكافحة "كورونا"، بما فيها فيتامين سي وغيره، ليتم إنتاجها محلياً بجودة عالية وبأسعار مناسبة.
ويشير المداني إلى أن الهيئة شكلت لجاناً ميدانية للنزول للسوق الدوائية بشكل دائم، والعمل على ضبط المحتكرين والمتلاعبين بالأسعار، خصوصاً الأدوية المتعلقة بمكافحة "كورونا"، مؤكداً أنه ستتم محاسبة أي محتكر أو متلاعب بأسعــــار هـــــذه الأدوية.