تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق  لـلشاعر عبد الحكيم محمد مقبل النهمي.



- عبد الحكيم محمد مقبل النهمي
- مواليد 1971 بني حسام - شرعب محافظة تعز
بكالوريوس لغة عربية - جامعة تعز
- معلم


فجر جديد
أَوَكلما أبصرتُ خيطَ الضوءِ 
حالتْ دمعةٌ بيني وبيني 
الدمعُ في عينيكِ أَحكمُ قبضةً 
يا أمُّ
ممن حاصروني 



مواجيدُ مدَرّس
كتبتُ على الحائط الميْتِ معنى الأدبْ
وحين بدأتُ تلاشيتُ
كان الكلام لـ»شوقي»
وجاء «عميد الأدبْ»
وفي كلّ يومٍ عميدٌ يجيء
وما كنتُ شيئاً أنا حينها
كان يُخْرِسُني البابُ عند الدخول
ويخنقني جرسُ الانتهاء 
وعمرٌ يمرْ
أصابعُ مدحٍ تُقدّم لي الشهدَ 
والجرحُ يلتهم الشهدَ مُرْ
وأخرى تشير إلى نجمةٍ لم تكن 
كي أكون السماء
وكلٌّ هراء
خذوا الشمسَ والنجمَ والبدرَ
كيما أفرِّق بيني وسَبُّورتي والجدار
من يأخذ العمْرَ مني بساعةْ
لأقرأ في وجهِ ليلى انتحارَ اللغات
وصمتاً أجَلَّ وأحلى
يعلّمني الفنَّ والذوقَ 
يخلُقني من جديد
بياضُ الطباشير في ظلمة «الحيط» لم يدرِ ما قصتي
أنا دون كل الكلام الذي قلتُ
كل الكلام الذي قُلْتُه لم يقُلْني
أغنّي 
إنما لا أغني
فيا أيها «الشامخون»
دعوا كلَّ شيء 
لأبقى أنا كلَّ شيء



عــــودة
كعادتها
كلما أيقظتني
كعادتها قَبَّلتني: أَفِقْ 
يا بُنيَّ أطلّ الصباحْ
فذكَّرني قولُها بـ»النجاحْ»
حملتُ كتابي وغادرتُ
بل لم أغادرْ
فتلك التي ودَّعتني هناك
هنا استقبلتني
وبين يديها 
تذكرتُ كل السنين التي غرَّبتني
ذكرتُ خطايَ التي سلبتْها المسافاتُ مني
وها أنا يا أُمُّ قد عدتُ
وبين يديكِ سأمسح عني غبار السنين
وبالماء سبعاً
وبالترب سبعاً
سأغسل عني ولوغَ السياسةْ
وسوف أغَنّي لعينيكِ
أنتِ الجمال 
وأنتِ الكمال 
وأنتِ القداسةْ
فدُلِّي رفاقي عليَّ 
لعلّهُمُ يذكرون انتسابي
يحسّون مثلي ومثلك -يا أُمُّ-
معنى إيابي
لعل أباً بعد عشرين عاماً 
سيغفر لي كل ما كان مني
ويعلم أني لبسْتُ ثيابُ العقوق بحكم الزمانِ
وأن ارتيادي بَعيدَ الأماكن لم يُنْسِني أن هذا مكاني
وأنكِ أميَ كنتِ الضياءَ
وكنتِ دليلي
وكنتِ الحضورَ 
وكنتِ الغيابَ 
مزيجاً من السهل والمستحيل


ثبــــــات
كم أرضعتْني ليالي البؤس من ألمٍ
لكنني لم أبِعْ في موقفٍ شَرَفي
لا اليأسُ يعرف آمالي إلى وطرٍ
ولا احتواني على ما فاتني أسفي
إني امرؤٌ أحمل الدنيا على كتفٍ
وقَلَّ من يحمل الدنيا على كتفِ
كذاك حالي مع الدنيا فما اختلفَتْ
ولست مادامتِ الدنيا بمختلفِ