«لا» في عام خامس رباعية الحصاد في ميزان الخصب ... ما كنا ما أصبحنا ما ينبغي أن نكون؟
- تم النشر بواسطة موقع ( لا ) الإخباري

استطلاع/ دعاء القادري -عبدالرقيب المجيدي - طلال سفيان - غازي المفلحي
بعد 4 أعوام من انسكاب قطرة المداد الأولى على بياض صفحات «لا»، وصدور عددها الأول في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015؛ بات علينا أن نقف لبرهة طويلة نحصي معها حجم الخصب والحصاد الذي أحدثته الصحيفة في شُح الواقع الإعلامي اليمني، وكم حجم اليباس الذي أخفقت في أن تبرعمه خصباً وحصاداً؟ وما السبل الكفيلة ببرعمته في قادم سنوات الصحيفة؟
نؤمن بلا جدال بأن جمهور القراء هم بحر العمل الصحفي ومرفأه ومرساه الأخير، وأن الأقلام والكتّاب والصحف هي أسماك تموت خارج هذا البحر، وتحيا بالغوص فيه، كما أنها سفن تسلم زمامها لقوانين الماء وبوصلة رياحه، والربان الماهر هو الذي يستطيع أن يتكهن بوجهة الرياح وسرعتها وحركة الأمواج وارتفاعها ومدها وجزرها، بحيث يبلغ وجهته دون أن يفقد البوصلة أو ينكسر أمام الأنواء والعواصف والأعاصير.
الربان الماهر أو الصحفي الماهر هو الذي يستطيع أن يقود البحر ورياحه في الوقت الذي ينقاد فيه للبحر ورياحه، وأن يربح معه سواء بسواء دون تماهٍ سلبي مع جزْره ولا صِدام أحمق مع مدّه.
في هذا الاستطلاع نستخير القراء من كل الشرائح، ونستشيرهم، ونهتدي بتقييماتهم ومقترحاتهم الموضوعية بما يجعل من الاستمرار في الإبحار مواتياً، ويصوب وجهته ويرفده بالمجاديف، في زمن انطلقنا خلاله تحت حمم طائرات العدوان، ولانزال نخوض تحدياته في مناخ غير مواتٍ لعمل صحفي تقليدي.
«لا» عنواننا الثقافي والإعلامي
«(لا) صوتنا، نحن الواقفين في خندق المواجهة الثقافية مع العدو، هي عنواننا الثقافي والإعلامي الذي لم يتغير مذ غيرت العاصفة عناوين كثيرة. «لا» هي لاؤنا اليمنية الصميمة، خرجت مترعة بخضرة الحقول وحمرة الدم القاني، لتواجه الصحراء برملها وعواصفها وأحقادها»، هكذا تقول الدكتورة ابتسام المتوكل، رئيسة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، وتكمل: «تميزت «لا» بقدرة فذة على اجتراح عناوين تقول ببلاغة الإيجاز الكثير مما لا تقوله المطولات، وبتحقيقات ومقابلات وكتابات رأي قدمت بمهنية الساحة اليمنية الثقافية المواجهة للعدوان، وكشفت خزي من وقف في ضفته وفي مهب عاصفته، وفندت ضلالاته الإعلامية والثقافية باقتدار واحترافية».
جراءة الطرح وجاذبية الإخراج الفني
أما الدكتور أحمد المؤيد (ناشط سياسي) فيقول: «لا» صحيفة ثورية، يتوقد الحماس من بين أسطرها التي تكاد تنطق من جرأتها وعمقها، فضلاً عن وصول مسبار الصحيفة إلى دهاليز سياسية قل أن تصلها وسائل إعلامية أخرى، لتأتي بسبق صحفي مميز، وصادق، كما ألاحظ أنها تغطي طيفا كبيراً من أخبار الوطن والإقليم بتعامل نوعي.
ولا يفوت المؤيد التطرق إلى إحدى أهم ركائز العمل الصحفي المتقن، وهي الإخراج الفني، حيث أشاد بحرفية الجرافيكس الذي يشكل معالم الصحيفة لتتميز بجاذبية ورونق، وقال: «يبدو أن الحس الثوري للصديق العزيز صلاح الدكاك ينساب بين ثنايا الصحيفة ليعطيها حيوية ودفئا»، ويعبر المؤيد عن سعادته أن في بلاده صحيفة متميزة كـ»لا»، مقدماً كامل الاحترام لكل كادر الصحيفة، على هذا المنتج الإعلامي الذي يرى أنه من روافد الصمود وتشكيل الوعي.
ستصل للمكانة التي تستحقها
«على الصحفيين إدراك أن لديهم أفضل وظيفة في العالم، إذا ما كانوا مرآة حقيقية للمجتمع، وقدوة في النزاهة والقبول بالآخر والنقد الذاتي والمؤسسي، وتقول إحدى التجارب المرجعية، إن أفضل الجوائز في هذه المهنة هي تلك التي تنضج ببطء»، هذه هي الصحافة من وجهة نظر الصحفي عدنان الصنوي (مراسل قناة فرانس 24)، الذي يضيف: «القيمة الجوهرية للصحافة هي الفضول والمقاربات المختلفة للتطورات اليومية، إلى جانب القصص الموسعة، والدقة والتوازن. وإن كان من الصعب على «لا» في ظروف كهذه، الإحاطة بها كاملة»، إلا أن مشاهدته أسماء زملائه في صحيفة «لا» اليومية الناشئة، حسب قوله، قد يبدو كافياً من وجهة نظر تضامنية، للإبقاء على دورة حياة المهنة متقدة، وسط مناخ عدائي، وغير ودود معهم في منابر أخرى. ويعتقد أن «لا» قد تصل يوماً إلى المكانة التي تستحقها في واقع تنافسي وأكثر تعددية.
يرى الصنوي أيضاً أن أحد عناصر التنافسية في «لا»، قالبها الفني المتسق مع شخصيتها المراوحة بين الصحافة الساخرة والشعبية والجادة أحياناً وفقاً لمضمونها وموضوعها الرئيس، إلى جانب العناية بالعناوين والتحرير الجيد، وتفادي الأخطاء اللغوية الشائعة في الصحافة المطبوعة، وفوق ذلك الوضوح الطباعي النادر.
مهنية ومتنوعة ومستقلة
المهنية الصحفية من أهم النقاط التي تحسب للصحيفة من وجهة نظر سبأ القوسي (كاتبة وناشطة)، التي ترى هذا فارقاً عن بقية الصحف باعتبارها صحيفة يومية مستقلة سياسية تعنى بالشأن المحلي، برزت فيها العناوين الصريحة والمميزة، إلى جانب تنوعها في موادها الصحفية التي تجذب القارئ.
أستاذ القانون والإدارة الدكتور أحمد الجنيد، يرى أن «لا» تعمل بجد كبير، وتهتم بالقضايا المهمة التي تهم المواطن اليمني البسيط.
الدكتورة وهبية صبرة (القيادية بالحزب الاشتراكي اليمني) عبرت عن إعجابها بالمحتوى التحريري للصحيفة، ومستوى الجهد الكبير الذي يقوم به العاملون الشباب من الصحفيين، و»لا» من وجهة نظرها تدل على إرادة حقيقية لاستمرار الصحافة المستقلة.
الصوت الأكثر وطنية
عاد بنا المهندس السوري علي ناصيف إلى زمن الانطلاقة الأولى لـ»لا»، قائلا إنه كان في غاية الأهمية، حيث كانت اليمن بأمس الحاجة للصوت الوطني الممانع لسلب السيادة اليمنية، وفي لحظة الهجمة الشرسة على الوطن اليمني، وفي الوقت الذي هربت فيه كثير من الصحف للتوقف أو للنعق مع العدوان، كما هو في فترة العمل على إسكات كل الأصوات الوطنية.
يرى المهندس ناصيف أن «لا» صوت يمني بحت بعيداً عن التيارات الاشتراكية الوافدة لليمن والأصوات الإسلامية الوافدة أيضاً، مؤكداً أن «لا» تعد الصوت الأكثر وطنية في اليمن الآن.
ويقول إنه من الجيد المعرفة بهذه الصحيفة وخباياها، وإنه متأكد من استقلاليتها وانحيازها التام لليمن، لا لأي حزب أو فريق. مبدياً إعجابه بتنوع الكتاب فيها ووجهات النظر اليمنية الوطنية، وبالرأي المعارض لكل الخروقات حتى من الحكومة الحالية في صنعاء، وبطريقة التقديم والإخراج والحرفية الصحفية، وتمثيلها صوت المدافعين بشراسة عن الوطن اليمني والمقاوم لكل ظالم ومعتدٍ على الساحة العربية، وأضاف: «كون الأستاذ الوطني العروبي صلاح الدكاك مؤسسا ورئيس تحرير لهذه الصحيفة، هو تميز بحد ذاته».
واجهة محترمة للمثقفين
الكاتب والمحلل السياسي صادق صالح الهمداني يقول: ولدت «لا» من رحم المعاناة، وهي من صحف الصمود والمواجهة للعدوان على بلادنا، ومن الصحف القليلة التي تحملت عبء مرحلة الدفاع عن السيادة والأرض والعرض.
ويضيف الهمداني: كما تميزت «لا» بمواءمتها للصحافة الرقمية وتقنية الوسائط المتعددة، من حيث الربط بين صفحتها على «فيسبوك» وموقعها الإلكتروني وتقديمها لأعدادها بشكل «PDF».
الصحفي مجدي عقبة، يرى من وجهة نظره «لا» واجهة محترمة للمثقفين والكتاب المستقلين، مع توقف أغلب الصحف المستقلة، فهي مستقلة وسياسية تهتم بالشأن المحلي والدولي، ومع بروز الصحف ذات الاتجاه الواحد، فإن «لا» تمثل بارقة أمل للرأي والرأي الآخر.
تنوع المحتوى، كان مما أبدى الدكتور الأكاديمي أحمد عبدالله الصعدي اهتمامه وإعجابه به، حيث قال إن الصحيفة لم تهمل جوانب أخرى تهم القارئ، ثقافة وفنوناً وأدباً ورياضة، رغم أنها في خط المواجهة الأولى مع العدوان، ويستذكر سلسلة الحلقات التي نشرتها عن الفنان الكبير أيوب طارش عبسي. وهناك الكثير مما يعجب الدكتور الصعدي في الصحيفة، مثل التحقيقات المتنوعة والمواد المترجمة عن الصحافة الأجنبية، وصفحة «بست بوست آند تويت» التي يرى أنها تقدم صورة بانورامية لآراء الناس وتقييماتهم للأحداث.
تتفوق كثيراً على الصحف الورقية اليمنية
«عناوين الصفحة الأولى؛ جريئة، ملفتة، مشوقة، بالإضافة لإخراج الصحيفة، المتميز والكاسر للإطار الرتيب للصحافة الورقية في اليمن، وخصوصاً الذي تتسم به العديد من الصحف اليمنية». هذه أوجه التميز التي يراها الإعلامي الإذاعي حمود شرف، في صحيفة «لا»، بالإضافة إلى تنوع الموضوعات والقضايا المتناولة في الصحيفة بما يتناسب مع أذواق القرّاء على اختلافها.
القاضي عبدالوهاب المحبشي، يقول: تميزت صحيفة «لا» في كل شيء، الشكل والمضمون والبلاغة اللغوية والطرافة في مقاربة القضايا والعمق والروح الوطنية حد السيف.
أما القاضي علي الكبسي فيرى مواطن القوة في «لا» بعد مواجهة العدوان، الاستمرار في النفس الثوري، والنقد الموضوعي للأخطاء والمخالفات والقصور الذي يشوب أداء السلطة الوطنية في كل المناطق الحرة.
يشير القاضي الكبسي إلى الانفراد بالسبق في نشر الإنجازات العسكرية الكبيرة التي حصلت للجيش واللجان مؤخراً، وكذلك الأحداث السياسية غير المعلنة، ويرى أن تناول الصحيفة للأحداث السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية عميق، ويسهم في تعزيز وسائل مواجهة العدوان، وزيادة الوعي الثوري، مشيراً إلى أن هذا التناول يبرهن أن أسرة الصحيفة تتكون من أفضل الصحفيين المبدعين بقيادة الأستاذ صلاح الدكاك الذي وصفه بسيد الشعراء والكتاب. ويلفت لغلاف الصحيفة، ويصف عناوينه بالرائعة، لأنها كما يرى تعبر عن الأحداث والمجريات بأسلوب نادر يبين الأمور التي لا يدركها الكثيرون، والتي لا تخلو من السخرية الهادفة.
تميز وهيمنة في الوسط الصحفي
الباحث والمفكر عبده صالح المقالح، يرى أن «لا» اكتسحت الوسط الصحفي بشكل كبير ومتميز، مقدما جزيل الاحترام والتقدير للكادر الصحفي فيها، ومتمنياً أن يستمر دعم الصحيفة لمسار النظام والقانون، وتبقى «لا» منتصبة أمام الفوضى والفساد والمحسوبية.
«كان للصحيفة تميز بالعديد من الصفحات كالأخبار العربية والدولية، وإعداد الملفات الساخنة عن بعض البؤر في كثير من الدول»، هكذا يقول الصحفي الرياضي علي الريمي، مضيفاً أن الاستطلاعات والتحقيقات الصحفية كانت من أهم وأبرز الفنون الصحفية التي تميزت بها «لا» خلال السنوات الأربع الماضية، وخص منها ما سماها روائع الأستاذ والشاعر والصحفي الرفيق صلاح الدكاك، من المواد التي سبق له نشرها خلال سنوات ماضية.
الدكتور محمد النظاري يرى أن الصحيفة فريدة أولاً باسمها «لا»! ثم بمحتواها الذي كان جريئاً، وتطرقت لملفات كان يتعمد إخفاؤها عن الإعلام، ويضيف: مساندتها الكبيرة للبلاد ضد العدوان، جعلتها تتبوأ مكانة كبيرة لدى قرائها، كما أن متابعيها من مختلف التخصصات بسبب تنوع المحتوى ما بين كل المجالات.
مدرسة صحفية خاصة
توفيق الشرعبي (صحفي) يطري «لا» قائلا: «بالتأكيد التميز يلبسها من عنوانها إلى أخمص أقلامها، لأنها ولدت كبيرة بكبر طاقمها المتميز الذين حداهم -منذ شهقة «لا» الأولى - الأمل الممهور بالجهود الجبارة التي أكسبت الصحيفة ثقة القراء، كما أنها استطاعت وبجرأة أن تصوّب لواحظها وملاحظاتها على مسيرة الثورة وما فيها من اعوجاج واستقامة».
ويرى الشرعبي أن «لا» موقف فكري نحو الوطن، مثلت الانتصار الحتمي، للناس، للحرية، للقضية، واستطاعت بحرفية طاقمها أن تنظر إلى الواقع من كل الزوايا، فأثمرت الجديد الجيد، لأن أقلامها مشرقة الاستبصار وحاضرة البديهة والوعي.
ويضيف: لم تتخذ «لا» الاستخذاء للصنمية طريقا لتألقها بتملقها والتفاني في الطاعة، وعناوينها وإخراجها جعلا منها مدرسة خاصة في الصحافة بلا جدال. كما أنها لا تعمى عما تراه، وهذا جعلها تشيع الأمل لدى الصحافيين، وتمنح الصحافة الجرأة لطرح القضايا بمصداقية.
من جهته، يرى خالد العراسي، أن صحيفة «لا» تميزت خلال الفترة السابقة بتفردها بأخبار هامة جداً وبشكل استباقي، إضافة إلى جرأة الطرح والنقد البناء، كما أنها تميزت باستقلاليتها، وأيضاً جمال الشكل وروعة المحتوى.
منبر إعلامي
عبدالكريم الرازي، رئيس تحرير صحيفة «صوت الشباب»، بدأ الحديث بتوجيه التهاني لرئيس تحرير «لا»، والعاملين فيها، بهذه الذكرى وذكرى المولد النبوي.
وقال إن «لا» شكلت منبراً هاماً للمتابع ولجميع القراء والمهتمين، وحوت كتابات نخبة من الأقلام الصحفية المتمرسة، والجميل فيها الروح والنفس الوطني الذي يشعرنا بالاعتزاز والانتماء للوطن، وهي تخوض المعركة الإعلامية مع العدوان.
ورأى الرازي أن الاستمرار والانتظام في الصدور كان إنجازاً كبيراً في ظل غياب الإمكانيات والدعم، بخاصة من ساحة المال والأعمال حالياً، لذا فمن الواجب من وجهة نظره أن يكون لوزارة الإعلام ومن بقي من رجال المال والأعمال، دور في تشجيع مثل هذه الإصدارات الوطنية لكي تستمر.
وأشاد بالملاحق المتخصصة، وخص منها الملحق الرياضي، بالإضافة إلى تثمينه لجهود الفريق الفني لإخراج الصحيفة بشكل مميز.
من جانبه، قال فائز علي «ضابط أمني» ، إن صحيفة «لا» مميزة بما تعنيه الكلمة، وترقى إلى أن تكون قناة تلفزيونية وليس صحيفة ورقية.
وأشار إلى أنه يتابع بشكل يومي الصحيفة، حيث أصبحت كوجبة يومية لا يمكن الاستغناء عنها.
وقال إن جميع الأخبار يستقيها من الصحيفة، وأصبحت تغنيه عن جميع وسائل الإعلام المحلية. وأشاد بعناوين الصحيفة المميزة، قائلاً إنها تتميز عن جميع الصحف.
القراء يريدون أن تكون «لا» بحجم قضيتها وثورتها
الاستطلاع عن الصحيفة لم يكن نشدان الإطراء والمدح، بل قياس ووزن ما قدمته وتقدمه الصحيفة منذ عددها الأول وحتى آخر عدد، وكما قيم عمل «لا» قراؤها في ماضي أدائها، يدلون هنا بآرائهم عما يتمنون أن تصله وتصبحه الصحيفة مستقبلاً، وما يرونها تحتاجه أو يفتقدونه فيها، وبما يعتقدون بضرورة التمسك به قادماً، وأين يجب فتح الجبهات الجديدة لنصرة اليمن وشعبه العزيز، وكما تعتد وتفخر الصحيفة بإشادة قرائها، هي تأخذ آمالهم بها وملاحظاتهم عليها بكل جدية وانفتاح، حرصاً على تقويم عملها المؤسسي والمهني، وبما يلبي متطلبات بناء يمن الغد الكبير، والوقوف في الخطوط الأولى للمعركة الكبيرة اليوم ضد العدوان.
ملحق ثقافي
تتمنى الدكتورة ابتسام المتوكل رؤية ملحق ثقافي للمشهد الأدبي المواجه للعدوان، فتكون «لا» منبرا للأقلام الشابة المبدعة في متراس مواجهة العدو، ويعوزها المساحة التي تبرز فيها وتوثق حضورها.
وتأمل تخصيص ملف أسبوعي لقضية ما ثقافية أو سياسية أو اجتماعية... الخ، لتكون وجبة مكتملة تقدم للقارئ الذي يحتاج إلى مثل هذه الملفات.
الكاتب والمحلل السياسي صادق صالح الهمداني، يوصي بالمزيد من المهنية والموضوعية، والتحديث والتفاعل مع كل جديد، وخلق حوارات مباشرة مع جمهور الصحيفة في مواقع التواصل، ومواكبة التقنية والتحولات التكنولوجية.
كما يدعو «لا» لتحمل المزيد من المسؤولية في تحري الدقة والمصداقية والتوازن في تناول مجريات الأحداث وتغليب المصلحة الوطنية دائماً وأبداً.
توسيع الخطاب الوطني
يجب أن تتمسك «لا» بمهنيتها أكثر مما هي عليه، ولا تعكس للقارئ أنها تعبر عن وجهة نظر حاكم المرحلة وخطابه الخاص، هذا ما تطلب الكاتبة الصحفية سبأ القوسي، وتضيف: يجب أن توسع الصحيفة خطابها الوطني الشامل، وتظل منفتحة على كل من عبرت عن اتساعها لآرائهم ورؤاهم.
الصحفي مجدي عقبة يطمح لمزيد من الانفتاح على مثقفي وقادة الرأي، ومزيد من الاهتمام بالأدب والثقافة، لأن الأدب والثقافة تراجعا بشكل كبير في أغلب الساحات اليمنية كما يرى.
الدكتور عبده صالح المقالح يتمنى لـ»لا» انتشاراً ووصولاً أكبر على مستوى اليمن كلها، وألا تظل محدودة الحضور بمناطق معينة.
مواجهة الفساد والاهتمام بقضايا المرأة
الدكتور أحمد الجنيد، يضع على عاتق «لا» مهمة واجبة في مواجهة الفساد الإداري والمالي، وكافة القضايا السلبية التي تهم المجتمع.
الدكتورة وهبية صبرة تطالب صحيفة «لا» بالاهتمام بقضايا المرأة كونها الحلقة الأضعف في مشاهد الظلم والاعتداء والاضطهاد والعنف، خصوصاً مع غياب العدالة والإنصاف، لأن العنف -كما تقول- موروث مند زمن بعيد في بلدنا، وروح المرأة اليمنية وإنسانيتها غالية كثيرا، ووجب الانبراء للدفاع عنها.
القصص الخبرية والتحقيقات الاستقصائية
الصحفي عدنان الصنوي لديه انطباع -وهو ليس حكما قاطعاً كما يقول- وهو أن معدل الاقتباس أو الاعتماد على قصص «لا» الإخبارية في الصحافة الدولية، مايزال دون المستوى المأمول لإدارة هذه اليومية المنتظمة، وربما ذلك عائد إلى تراجع عامل «الفضول» أو إلى أسباب مالية وبشرية، نظرا للقدرات المتداخلة التي يتطلبها هذا النوع من التغطيات الإخبارية والاستقصائية.
ويضيف الصنوي: يمكن تفهم سياسة الحذر وغياب التعدد في تغطية النزاع العسكري، إلا أن عدم تجاهل عديد المناطق والمحافظات وحراكها الثقافي والإنساني قد يمثل مساحة مثلى للوفاء بمبدأي التوازن والشمول.
المهندس علي ناصيف يقترح الاهتمام أكثر بإيصال صوت «لا» لعدد أكبر من المواطنين، ويتمنى أن يصبح لصحيفة «لا» التي يفوق عطاؤها إمكانياتها، المزيد من الإمكانيات المالية والبشرية لتخدم اليمن بشكل أكبر، ويتمنى أن تهتم أكثر بالمجتمع اليمني من ناحية خصوصيته ومشاكله، ويرجو لو تمتد مضامين «لا» لرأي الكتاب المقاومين من خارج اليمن أكثر مما هي عليه اليوم، وأن تتمكن من تقديم مواضيع دولية استراتيجية.
الاهتمام بالتعليم والثقافة والفنون
الدكتور أحمد عبدالله الصعدي يأمل دوام إجراء التحقيقات في القضايا المهمة التي تخدم المجتمع، وطلب الالتفات تحديداً إلى مسألة وصفها بالخطيرة، وهي التعليم في مختلف مراحله، قائلاً إن ما نزرعه اليوم سيجنيه أبناؤنا وأحفادنا في المستقبل، وللأسف لا أحد يلتفت إلى هذه القضية الأساسية الأكثر أهمية على الإطلاق، ومشاكلها. كما اقترح الاهتمام بالثقافة والفنون ونشر مواد متنوعة، وتناول ما يكتب عن اليمن من قبل الأجانب بالطرح والتحليل مهما كان، لأنه من مصلحتنا وواجبنا معرفته.
القاضي عبدالوهاب المحبشي يقترح للرقي بصحيفة «لا» مستقبلاً، أن يكون طاقمها الذي وصل بها إلى حيث وصلت، مستمراً في الإبداع والتجديد، وستتطور تلقائياً أكثر.
ويطلب التركيز على ملامسة هموم طلاب الجامعات والاهتمام بهم لكي تشدهم الصحيفة وتعطيهم جرعة وقاية فكرية سياسية وطنية، وكذا الحرص على إيصال الصحيفة للطلاب وبقية الفئات المجتمعية حتى لو تم توزيع المرتجع منها مجاناً.
الكاريكاتير والملاحق المتخصصة
القاضي علي الكبسي يتمنى أن تكون مادة الكاريكاتير يومية على صفحات «لا»، وأيضاً تمنى الاهتمام بمهمة إيصال وانتشار أكبر للصحيفة.
الصحفي توفيق الشرعبي يرى أهمية التوسع في الملاحق الهادفة، والتركيز على المزيد من الحوارات الجريئة والعميقة مع السياسيين والمفكرين القادرين على استشراف مستقبل الوطن في ضوء الانتصارات التي يحققها رجال الرجال في الجبهات، وتوثيق ما ارتكبه العدوان بالأرقام والصور بالتفصيل.
وطلب الشرعبي أخيراً العمل على توسيع نطاق حضور «لا» الجغرافي باتساع القضية التي تحملها الثورة.
إصدار بالحجم الكبير وتوسيع رقعة التوزيع
الصحفي علي الريمي يدعو «لا» للتفكير مليا وجديا في التحول والانتقال إلى الإصدار الورقي الكبير، وقال إنه يرى الشكل والمضمون الحالي لمعظم الصفحات يكاد يكون نسخة طبق الأصل لصحيفة «اليمن اليوم» سابقاً، خصوصاً في صفحة «تسال/ الأبراج/ الكلمات المتقاطعة»، وصفحة «بست بوست آند تويت»، وكذلك صفحتي 2 و3 الخبريتين.
وشدد الريمي الطلب على لزوم تواجد الكاريكاتير في الصفحة الأخيرة باعتباره من أهم الفنون الصحفية، التي لا يمكن تجاهلها أو الاستغناء عنها، وتمنى أن يتم استقطاب الكثير من أصحاب الأقلام الكبيرة، ومن أكبر عدد ممكن من المدن والمحافظات اليمنية، ليس من كتاب ومحللي الشأن السياسي فقط، بل في مختلف الفنون الصحفية الأخرى، الرياضة والفن والأدب والقصة والشعر وغيرها، وطلب أخيراً التوسع في ترجمة المواضيع من مختلف صحف العالم.
الدكتور محمد النظاري يتمنى أن تنفتح «لا» أكثر على كل ألوان الطيف السياسي والنقابي والمهني، كما يتمنى وصول الصحيفة إلى كل المديريات، وعدم اقتصارها على عواصم المحافظات.
من جهته، يؤكد خالد العراسي أهمية التركيز على نوعية الطباعة لضمان الجودة بشكل مستمر، وتغطية الفراغ التسويقي، وضرورة السعي للحصول على اشتراكات سنوية من أغلب الجهات الحكومية في أمانة العاصمة وبقية المحافظات، إضافة إلى التوسع بالأخبار من خلال التقاط مقالات ومنشورات ودراسات وتحقيقات إقليمية وعالمية تصب في نفس سياق التوجه الإعلامي للصحيفة.
ويتمنى عبدالكريم الرازي أن يكون هناك ملحقات دورية وإصدارات تابعة للصحيفة، تعرض ما يدمره العدوان وانتهاكاته لتظل في ذاكرة اليمنيين، كما يتمني إفساح المجال لنخبة من الكتاب المتميزين بغض النظر عن آرائهم، شريطة أن يظل الوطن ومواجهة العدوان قاسما مشتركاً، ويقترح إفراد أعمدة لكتاب معينين، كالكاتب الساخر فكري قاسم، حسب قوله.
وطالب الرازي بتحقيقات عن هموم المواطن ومعاناته، آملاً بتواجد صفحة أو صفحتين أسبوعياً أو شهريا لفن الكاريكاتير، فهو من الفنون الجميلة والقوية التي يجب توظيفها في مشهد مواجهة العدوان ومشهد هموم الناس.
المصدر موقع ( لا ) الإخباري