يتشبث آلاف المرضى المحتاجين للعلاج في الخارج بأمل فتح المنفذ  الجوي المغلق منذ ثلاثة أعوام، كما أن عوامل إنسانية عديدة تجعل ذلك ضرورياً جداً
ثلاثة أعوام على إغلاق مطار صنعاء الدولي من قبل تحالف العدوان، كانت كلفتها الإنسانية 32 ألف ضحية، وآلاف العالقين خارج البلد لا يستطيعون العودة إليه خوفاً من مصير انتقامي يتربص بهم في محافظة عدن المحتلة، فيما آلاف أخرى من المرضى مازالوا متشبثين بأمل فتح مطار صنعاء مجدداً كي يستطيعوا السفر في رحلات علاجية فرضتها عليهم قلة إمكانيات القطاع الصحي اليمني، خاصة بعد التدمير الذي تعرض له من قبل العدوان.
عشرات الوقفات الاحتجاجية نُفذت داخل اليمن وفي عديد من عواصم ومدن العالم، بينها نيويورك ولندن وباريس وغيرها، للمطالبة بفتح مطار صنعاء لدواعٍ إنسانية، غير أن ذلك لم يتم. وها هو مطار صنعاء يدخل عامه الخامس مغلقاً ومتعثراً وتشوهه آثار قصف همجي.
إذ إن تلك الوقفات ذهبت في مهب البيانات الدولية القلقة من الأوضاع الإنسانية في اليمن، لكنها لم تفتح المنفذ الجوي الوحيد لأكثر من 18 مليون يمني، بينهم عشرات الآلاف من المرضى منهم من مات في ظروف شديدة القساوة لأنه لم يستطع السفر إلى الخارج للعلاج، وعجز عن الحصول على دوائه، فيما ينتظر آخرون مواعيد موتهم بصورة مأساوية للغاية.
وتزايدت ضرورة فتح مطار صنعاء مجدداً في ضوء احتراب فصائل العدوان في عدن المحتلة والتهجير القسريد لأبناء المحافظات الشمالية من المحافظة، ومنع دخولهم إليها حتى ولو كان ذلك بغرض السفر للعلاج.
ووصفت الأمم المتحدة، ومعها عدد من المنظمات الدولية العاملة في اليمن، الحظر الذي يفرضه التحالف على مطار صنعاء بالعقاب الجماعي لملايين اليمنيين، وذلك بعد أن أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات قياسية. 
ويعد إغلاق مطار صنعاء الدولي انتهاكاً سافراً للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تجرم كذلك استهداف وقصف الطيران المدني.
وقال بيان مشترك للمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة كير العالمية، مطلع الشهر الجاري، إن القيود المفروضة منذ ثلاثة أعوام على المجال الجوي اليمني من قبل تحالف العدوان تمنع آلاف المدنيين المرضى في اليمن من الحصول على العلاج الطبي العاجل خارج البلاد. 
وذكر البيان أن "ثلاثة أعوام مضت على إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية التجارية، وقد أدى هذا الإغلاق الذي بدأ في التاسع من أغسطس 2016 إلى وفاة ما يقارب 32 ألف شخص يعتقد أنهم فقدوا حياتهم بشكل مبكر بسبب عجزهم عن السفر إلى الخارج لتلقي العلاج".
وأوضح البيان أن إغلاق مطار صنعاء يعني أن الخيار الوحيد للمواطنين في العاصمة صنعاء وشمال البلاد، الذين يحتاجون إلى علاج طبي في الخارج، هو السفر برا إلى عدن أو سيئون، جنوبي البلاد، للوصول إلى أقرب مطار والسفر من هناك، إذ تستغرق هذه الرحلة 15 إلى 24 ساعة، وتتطلب المرور عبر طرق شاقة وعبور نقاط التفتيش وخطوط المواجهات الأمامية، بالإضافة إلى تكلفة ومشقة الرحلة.
وأشار البيان إلى أن "الكثيرين يضطرون إلى اختيار البقاء وعدم السفر خوفا من الاعتقال أو العقوبة التي قد تلحق بهم عند عبورهم من الأراضي التي يسيطر عليها أحد أطراف الصراع إلى الأراضي التي تقع تحت سيطرة الطرف الآخر".
البيان المشترك للمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة كير العالمية دعا تحالف العدوان إلى رفع قيوده المفروضة على المجال الجوي اليمني، والسماح باستيراد المستلزمات الطبية وسفر المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج عبر مطار صنعاء. غير أن دعواته تلك لم تلق استجابة من تحالف العدوان ولا تفاعلاً مسؤولاً من الأمم المتحدة.