لقي 50 مرتزقاً، بينهم قيادات كبيرة، مصارعهم وجرح 48 آخرون، أمس، بعملية مشتركة لسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية استهدفت حفل تخرج دفعات عسكرية في معسكر الجلاء بمحافظة عدن المحتلة. 
وقال مصدر عسكري إن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير للجيش واللجان الشعبية استهدفت حفل تخرج دفعات من مرتزقة ما يسمى بلواء الدعم والإسناد في الحزام الأمني الموالي للاحتلال الإماراتي بصاروخ باليستي متوسط المدى وطائرة "قاصف K2".
ونتج عن العملية مصرع قائد ما يسمى بلواء الدعم والإسناد المرتزق منير اليافعي المكنى بـ"أبو اليمامة" يحمل رتبة لواء و12 قيادياً عسكرياً آخرين، ومقتل وجرح عشرات المرتزقة.
وتحدثت مصادر مختلفة عن وجود قيادات عسكرية إماراتية ضمن قتلى العملية حضروا حفل التخرج الذي أقيم في معسكر الجلاء بمديرية البريقة، ويعد أقرب معسكر لمقر قيادة الاحتلال، لكن أبوظبي متكتمة على الخبر.
المصادر العسكرية في وزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ أكدت أن الضربة المشتركة لسلاح الجو والصاروخية أصابت هدفها بدقة عالية والمتمثل في المنصة التي كان يجلس فيها قيادات الغزاة الإماراتيين ومرتزقتهم.
‏وقالت وزارة الدفاع إن العملية تأتي ضمن الاستراتيجية العسكرية الاستباقية التي تهدف إلى إفشال مخطط العدوان بالتصعيد في مختلف الجبهات، مشيرة إلى أن دفعات المرتزقة المتخرجة كانت مهمتها التصعيد في عدة جبهات.
وأشارت الوزارة إلى أن القوة الصاروخية وسلاح الجو نفذا العملية بعد رصد استخباراتي دقيق وتعاون من بعض فصائل المرتزقة في الجنوب.
نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، حسين العزي، قال في تغريدة له على "تويتر" إن مصادر من شلة 7/7 ساهمت في تسهيل العملية، عاتبا عليها قيامها في الوقت نفسه بإنذار 4 من قيادات مرتزقة الاحتلال الإماراتي وتحذيرهم من حضور الحفل العسكري الذي تم استهدافه، بينهم المرتزق بن بريك.
قيادات أخرى في القوى الوطنية في صنعاء أكدت أن المرتزق طارق عفاش هو من ساهم في إنجاح العملية التي استهدفت قيادات الاحتلال والمرتزقة في معسكر الجلاء بعدن.
وسببت العملية حالة إرباك كبيرة لدول تحالف العدوان ومرتزقتها في المحافظات الجنوبية، الأمر الذي دفع فصائل المرتزقة إلى تبادل الاتهامات فيما بينها بشأن مساعدة صنعاء في تنفيذ العملية.

محللون ومراقبون أطلقوا على العملية التي نفذها سلاح الجو والقوة الصاروخية للجيش واللجان واستهدفت عرضاً عسكرياً في حفل تخرج دفعات من مرتزقة الاحتلال الاماراتي اسم "الجلاء الثاني". وعللوا إطلاق هذه التسمية كون العملية استهدفت ضباط وقيادات الاحتلال الإماراتي الجديد للجنوب وعدداً من قيادات مرتزقته في معسكر الجلاء بعدن الذي سمي بذلك الاسم تخليداً لذكرى جلاء الاحتلال البريطاني.
وبحسب معلومات متداولة يعتبر الصريع الأبرز في العملية (أبو اليمامة اليافعي) الرجل العسكري الأول لتحالف العدوان في جنوب اليمن، واسمه منير محمود أحمد المشالي، من مواليد 1974، والتحق بصفوف الجيش عام 1989.
وتفيد المعلومات بأن المرتزق "أبو اليمامة" فر من عدن برفقة قيادات جنوبية بعد حرب 1994 على متن زورق حربي إلى سلطنة عمان ومنها إلى السعودية، وبقي في مدينة الرياض يعمل في ورشة تغيير إطارات السيارات حتى 1998.
وظهر المرتزق الصريع بعد ذلك الغياب عندما شارك مع قوات الاحتلال فور وصولها عدن في 2015، بعدها تم تعيينه قائداً للحملة الأمنية في المنصورة ثم قائدا لحملة أمنية أخرى في لحج.
وبعد أن أثبت المرتزق اليافعي ولاءه لأبوظبي من خلال عدة عمليات نفذها دون نقاش أو جدال مع مسؤوليها حظي بدعم سخي من الاحتلال الإماراتي الذي عينه قائداً لمرتزقة ما يسمى بقوات الطوارئ والتدخل السريع في عدن، وأخيراً قائداً لأكبر ألوية ما يسمى الحزام الأمني، والمتمثل في لواء الدعم والإسناد، ليلقى مصرعه متقلداً هذا المنصب.