غازي المفلحي/ لا ميديا -

إذا كنت تعتقد أن الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية منذ عام 1948، والمتهم بزرع النزاعات والفتن وحبك الدسائس والمؤامرات في الوطن العربي، لا يزال هو العدو الأزلي والرسمي بالنسبة للأنظمة العربية، وأنه انتظر الفرصة المناسبة لترتيب الصفوف والاتحاد للانقضاض عليه، فقد 
تغير رأيك بعد هذا التقرير الذي يقدم لك «بيان حالة» عن العلاقات العربية «الإسرائيلية».

صداقة رسمية
بدايةً، هناك دول عربية لا تصنف “إسرائيل” كعدو، بل كصديق، فهناك 3 دول عربية تعترف بـ"إسرائيل" بشكل رسمي، وهي: مصر والأردن وموريتانيا، ولديها علاقات دبلوماسية معها، وافتتحت سفارات رسمية لها على أراضيها.
كانت مصر أول دولة عربية تقيم علاقات رسمية مع “إسرائيل”، بدأت عام 1978. وكانت القاهرة أول عاصمة عربية تحتضن سفارة "إسرائيلية". ثم بعدها الأردن الذي فتح ذراعيه لـ"إسرائيل" عام 1994 بتوقيع معاهدة وادي عربة بين البلدين، وتدشين مرحلة من العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية الكاملة. وكانت موريتانيا ثالث الدول العربية التي تستقبل خنجراً "إسرائيلياً" في عاصمتها كسفارة.
الإمارات والمغرب والبحرين وقطر والسعودية وسلطنة عُمان وتونس أيضاً تربطها علاقات متنوعة غير رسمية مع “إسرائيل”، فقد افتتحت بعض هذه الدول مكاتب تمثيل "إسرائيلية" ذات مهام دبلوماسية واقتصادية وسياحية ورياضية، كما أنها تقبل جواز السفر "الإسرائيلي" كنوع من الاعتراف غير الرسمي بدولة الكيان الصهيوني. هذا التوجه بدأ منذ التسعينيات، وهو في تطور مستمر ويسير نحو العلن دون تحرج فترة بعد أخرى، بالإضافة إلى تعاون عسكري وأمني، تحت ذريعة العدو المشترك (إيران). وتستقبل عدد من الدول العربية، خاصة المطبعة مع الكيان الصهيوني بشكل غير رسمي، الوفود "الإسرائيلية" في عدة مجالات رياضية واقتصادية وسياسية. كما تخطط الأنظمة العربية العميلة لمشاريع كبيرة مشتركة مع "إسرائيل"، كإنشاء سكة حديد تربط بين الدول الخليجية و"إسرائيل" لأجل تصدير النفط الخليجي عبر موانئ “إسرائيل” نحو أوروبا، لتفادي التصدير عبر باب المندب ومضيق هرمز. وهي مشاريع تنتظر المزيد من الخنوع العربي لترى النور وتصبح واقعاً على الأرض.
أما في الجانب الاقتصادي، فحجم التبادل التجاري بين “إسرائيل” ودول الخليج يتجاوز المليار دولار سنوياً، حسب تقرير لمعهد "توني بلير للتغيير الدولي"، لتتفوق بذلك أسواق دول مجلس التعاون الخليجي في استيراد المنتجات "الإسرائيلية" على أسواق دول غير عربية، بل وحليفة وصديقة لـ"إسرائيل"، كاليابان وروسيا. وهذه التجارة لا تتم بطريقة مباشرة، وإنما عن طريق دول وسيطة، إحداها الأردن.


3 دول فقط في خانة "عدو"
ولم يعد لـ"إسرائيل" من الخصوم العرب سوى من تضعهم تحت بند "دول العدو"، وأهمها: اليمن، سوريا، ولبنان. فلم تقدم هذه الدول أي نوع من الاعتراف ولم تُقِم أي نوع من العلاقات الرسمية أو غير الرسمية مع "إسرائيل".
العلاقات "الإسرائيلية" مع الأنظمة العربية، التي تتطور باستمرار وتتقدم نحو العلنية، أكدها بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بقوله إن "العلاقات مع الدول العربية أكبر من أي وقت مضى من تاريخ إسرائيل"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تنعم بعلاقات سرية مع دول إسلامية كثيرة".

الحضور "الإسرائيلي" في الدول العربية
من الصعب إحصاء التواجد "الإسرائيلي" في الأراضي العربية، فالخبراء الصهاينة يملؤون القواعد العسكرية في الدول العربية، خاصة الخليجية. والسفارات ومكاتب التمثيل عامرة في أكثر من مدينة وعاصمة، والسياح "الإسرائيليون" في كل شاطئ وفندق، خاصة في دول المغرب العربي، ونجمة داود ترفرف مع النشيد "الإسرائيلي" في ستادات رياضية عربية، أبرزها في الإمارات وقطر والبحرين، والوفود "الإسرائيلية" الزائرة الحكومية وغير الحكومية في كل مطار وصالة استقبال، والغاز القطري يتدفق نحو “إسرائيل”؛ بينما ترد “إسرائيل” بالمنتجات الاستهلاكية التي ترسلها إلى أسواق الخليج. وسنعرج هنا على الزيارات الرسمية فقط التي حصلت بين قمة هرم السلطة "إسرائيل" وأنظمة عربية:
قام رئيس الوزراء "الإسرائيلي" مناحم بيجن بزيارة مصر عام 1979 في أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء "إسرائيلي" لمصر، من أجل استكمال مفاوضات السلام، وبعد عامين من خطاب أنور السادات أمام الكنيست "الإسرائيلي".
• قام رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إسحق رابين بزيارة مصر عام 1992، ثم زارها مرة أخرى في عام 1993، بغرض "بحث عملية السلام في الشرق الأوسط".
• قام رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إسحق رابين بزيارة للعاصمة المغربية يوم 14 سبتمبر 1993.
• قام الملك المغربي الحسن الثاني باستقبال رئيس الوزراء "الإسرائيلي" شيمون بيريز يوم 13 ديسمبر 1995 في القصر الملكي بالعاصمة الرباط.
• قام الملك الأردني الحسين بن طلال باستقبال رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو يوم 5 أغسطس 1996 في العاصمة عمان.
• قام الرئيس المصري حسني مبارك، باستقبال رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إيهود باراك في قصر رأس التين بمدينة الإسكندرية مرتين عام 1999 و2000.
• قام رئيس الوزراء "الإسرائيلي" شمعون بيريز بزيارة للعاصمة القطرية الدوحة يوم 30 يناير 2007، واجتمع بأمير قطر لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط.
• قام الرئيس "الإسرائيلي" بزيارة لمصر استقبله فيها الرئيس المصري مبارك يوم 11 مايو 2009م، لبحث الأوضاع في مدينة القدس.
•قام بنيامين نتنياهو بزيارة الأردن 2014م، ثم زار سلطنة عُمان 2018.