أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الجولان المحتل أرض سوريا ستعود إلى وطنها وعلى الأمريكي والإسرائيلي إلا يظنوا واهمين بأن أرضا سورية يمكن أن تكون يوما جزءا من “صفقة لعينة وخبيثة” مشددا على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يملك الأهلية السياسية ولا القانونية ولا الأخلاقية ليتصرف بأراضٍ هي جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.

ووفقا لوكالة "سانا" قال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن مساء الأربعاء حول الحالة في الشرق الأوسط: "في الوقت الذي نجتمع فيه لمناقشة إعلان ترامب غير الشرعي بشأن الجولان السوري المحتل شن طيران الاحتلال الإسرائيلي عدوانا جويا على المنطقة الصناعية شرق حلب وتصدت دفاعاتنا الجوية للعدوان وأسقطت عددا من الصواريخ المعادية".

وجدد الجعفري إدانة سوريا الإعلان غير الشرعي لترامب بخصوص الوضع القانوني للجولان العربي السوري المحتل مؤكدا أنها تعتبر ما قام به مجرد تصرفٍ أحادي الجانب صادرٍ عن طرفٍ لا يملك الصفة ولا الأهلية السياسية ولا القانونية ولا الأخلاقية ليقرر مصائر شعوب العالم أو ليتصرف بأراضٍ هي جزء لا يتجزأ من أراضي سوريا.

 

وأشار الجعفري إلى أن خطورة مثل هذه الممارسات الأمريكية تتمثل في أنها تعكس جنوحاً خطيراً غير مسبوق لدى الإدارة الأمريكية الحالية نحو تقويض القانون الدولي وإهانة الأمم المتحدة والضرب عرض الحائط بكل المرجعيات والإرث القانوني والقرارات التي صدرت عن هذا المجلس وعن الجمعية العامة بخصوص “الصراع العربي الإسرائيلي” وحتمية إنهاء احتلال “إسرائيل” للأراضي العربية المحتلة وانسحابها منها حتى خط الرابع من حزيران 1967.

وشدد الجعفري على أن إعلان ترامب مجرد تصرفٍ أحادي الجانب لا قيمة قانونية ولا سياسية له لكن هذا التصرف في الوقت ذاته إقرارٌ واضح بأن الإدارة الأمريكية لم تعد تقيم وزناً للأمم المتحدة وأنها سحبت موافقتها واعترافها بقرارات الشرعية الدولية بل أكدت اليوم رفضها وتصديها لجهود إحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وفي العالم.

وأكد أن الولايات المتحدة قد أنهت بهذا الإعلان دورها كوسيط في أي عملية لإحلال السلام في الشرق الأوسط وأدخلت المنطقة والعالم معها في أجواء التصعيد والمواجهة.

وأشار الجعفري إلى أن هذا الإعلان الأمريكي يشكل مفترق طرقٍ مصيريا أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي فهو إما أن يكون صفعةً مدويةً للعالم بأسره أو أن يكون تحدياً تاريخياً حقيقياً للأمم المتحدة ولمجلس الأمن باعتباره المعني الأول بصون السلم والأمن الدوليين من أجل الدفاع عن الشرعية الدولية وأحكام الميثاق والمرجعيات والإرث القانوني الدولي المتراكم عبر العقود".

وأشار الجعفري إلى أن الشعب السوري ينظر اليوم إلى الولايات المتحدة على أنها دولةٌ عدوةٌ خارجة عن القانون تحتل جزءاً من أراضيه بعد أن تسببت بشكلٍ مباشر في قتل آلاف السوريين وفي تدمير البنى التحتية والاقتصاد والمقدرات الوطنية السورية سواء عبر دعم الإرهاب وفرض الحصار الاقتصادي وعبر العدوان العسكري المباشر.

وأكد الجعفري أن الجولان أرض سورية شاءت “إسرائيل” أم أبت وسواء حمتها أمريكا أم لم تحمها وعندما تتهرب “إسرائيل” من السلام فإن البديل الوحيد سيكون استعادة الجولان بالقوة.