شايف العين - غازي المفلحي / لا ميديا

يعد من أبرز ما حمله الموروث الإسلامي ويرتبط به ارتباطاً تاماً بحسب الروايات منذ 1400 سنة وحتى اليوم، وهو متأصل في ذهنية غالبية المسلمين، ساندها في ذلك إجماع مذاهبهم وطوائفهم, بما فيها الوهابية, على حتمية حدوثه، إلا أنهم يختلفون في كيفية ظهوره، فبعض المذاهب ترى أنه حي منذ زمن طويل في كهف، والأخرى ترى أنه سوف يولد. وتفيد المعلومات المتوفرة أن معتقد ظهور (المهدي المنتظر) في آخر الزمان لينشر العدل والرخاء، ويقضي على الظلم والاضطهاد في أرجاء العالم، ويحقق العدل والمساواة في دولته الكريمة، ليس محصوراً في الموروث الإسلامي، بل بشر به معظم الأديان السماوية المعروفة كاليهودية والمسيحية من قبل الإسلام، وبذلك يسيطر على غالبية معتقدي هذه الديانات في مختلف أنحاء العالم.. وفي هذه المادة نسلط الضوء على تاريخ هذا المعتقد، ونفرد الجزئية الأكبر لظهوره في بلدنا، والأشخاص الذين تبنوه، آخرهم ناصر محمد القردعي.

الظاهرة في الموروث الإسلامي 
يستحوذ معتقد ظهور المهدي المنتظر على جزء كبير من الموروث الإسلامي، ونقصد بالموروث (الأحاديث المنسوبة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكتب أئمة المذاهب والطوائف الإسلامية المختلفة منذ عصر الخلافة إلى اليوم).
حيث تشير معلومات إلى أن عدد الأحاديث التي تناولت هذا المعتقد، بلغ 1941 حديثاً، خرّجها 38 إماماً من مختلف الطوائف والمذاهب، في ما تسمى كتب الصحاح والسنن والمساند والمعاجم. كما بلغ عدد الصحابة الذين رووها بحسب المعلومات 26 صحابياً.
ومن تلك الأحاديث (عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويملك سبع سنين). 

 صفات المهدي والدلائل المواكبة لظهوره
وفقاً لما تناقله الموروث الإسلامي من أحاديث نبوية، فقد ذكر النبي محمد السمات الدالة على المهدي، وتمثلت في أن اسمه يواطئ اسم النبي واسم أبيه يواطئ اسم أبي النبي، ويكون من أهل بيته بالتحديد من نسل فاطمة ابنته، جلي الجبهة أقنى الأنف.
أما الإشارات المواكبة لظهوره فحددت في قدومه آخر الزمان، يصلحه الله في ليلة، تمتلئ الأرض قبل خلافته ظلماً وجوراً، ليملأها عدلاً وقسطاً، يبايع بين الركن اليماني والمقام في الكعبة، يحكم 7 سنين، يخرج في رايات سود من قبل خراسان، يسقيه الله الغيث وينبت له الأرض ويكثر له من الماشية، تعظم الأمة ويحثي المال حثياً ويعطيه بغير عدد، ويصلي خلفه عيسى بن مريم.
وفي زمننا الحاضر كل من ادعى المهدوية لم تواكبه هذه الإشارات والدلائل، كوننا لم نعايشها، وفي الأزمنة الماضية جميع من ادعوها لم يلمس الناس حينها عدلاً ولا قسطاً ولا أياً مما بُشر به، فظلوا ينتظرون المهدي حتى اليوم. ولا يظهر بصورة واحدة في كل المذاهب الإسلامية رغم إجماعها على ظهوره، لكن تحمل له كل طائفة فكرة عن ظهوره والمكان الذي يخرج منه، وتظل كل القصص أساطير لم يحدث ما يؤكدها.

الظاهرة في اليمن 
ظهر في بلدنا كثير من الأشخاص الذين أعلنوا مهدويتهم، ولكن جميعهم لم يمكثوا طويلاً، وغالبيتهم لم يشتهروا، إلا أن آخرهم، وهو ناصر محمد القردعي، أعلن مهدويته، ونال شهرة واسعة، وحصل على أتباع، حاولنا الوصول إليه للحديث معه حول هذه الظاهرة، ولكن لم نفلح، كونه يرفض مقابلة الإعلاميين لأسباب عديدة.
وبعد بحث طويل وروايات كثيرة غريبة عن مكان تواجده وطبيعة مكانه وحراسته، كتلك التي تقول إن لديه حراساً على نسخة القرون الهجرية الأولى يرتدون الدروع والخوذ الحديدية، وفي أيديهم الرماح، وعلى خصورهم السيوف، لكن في نهاية البحث والتقصي لأثر المهدي، وبعد إلغاء عدة رحلات للبحث عنه نحو عدة مناطق مثل بني مطر ومدينة رداع، وجدنا مكتباً عادياً في إحدى العمارات القريبة من وسط العاصمة، على بابه لوحة مكتوب عليها (مكتب أنصار الإمام المهدي ناصر اليماني)، وجدناه مكتباً متواضعاً وفيه مجموعة من أنصاره المتواضعين أيضاً، الذين استضافونا ورحبوا بنا بالكثير من الود في مجلسهم الذي دخلناه وهم (مخزنون) يقرؤون ويتدارسون أحد كتبه.
تكلمنا معهم عن ناصر اليماني، وسألناهم عن الروايات الغريبة التي نسجت عنه، إلا أنهم نفوا جميعها، وقالوا لنا بأنه رجل يعيش حياته بشكل طبيعي، ولكن الله قد زاده بسطة في العلم على جميع الناس الموجودين اليوم، وحدثنا أحمد الوصابي، المسؤول الإعلامي الأول لناصر اليماني، عن إمامهم المهدي ومهدويته، وما يلي هو ما تحدث به الوصابي، ولم تتدخل الصحيفة فيه بأي شكل من الأشكال غير نقله للقارئ.

 نشأته 
نشأ في محافظة مأرب مسقط رأسه، نشأة عادية، أكمل دراسته ثم التحق بالكلية العسكرية، ويحمل شهادة بكالوريوس علوم عسكرية، وهو من خريجي الدفعة العسكرية الـ30.

محطات ظهوره 
ليس هناك محطات معينة، فهو يعيش حياة طبيعية، ويمكن لمن لديه قضايا ويريد حلها قبلياً أو اجتماعياً، أن يذهب الى بيت اليماني، ويقابله ويطلب حل مشاكله، أما الظهور الإعلامي فهو يتحاشاه حتى لا يحسب على تيار وتوجه الوسيلة الإعلامية التي ستستضيفه، فدعوته للجميع، وليست محصورة أو محسوبة على فئة أو جهة معينة.

علاقته مع أتباعه 
تحدث أتباعه أن علاقتهم به علاقة الطالب بمعلمه، يلتقونه في اللقاءات العامة التي يدعو إليها، ولا يذهبون إلى بيته بدون طلب واستئذان من باب الأدب، حد تعبيرهم.

الدلائل على مهدويته 
وبشأن الدلائل على مهدويته، يقول أحمد الوصابي: (هذا موضوع كبير وواسع، ولكن سأختصره لك، حجته هي في العلم، فحينما يصطفي الله عز وجل أحد العباد كرسول أو نبي أو إمام، فالله تعالى يزيده بسطة في العلم، على كافة الناس الموجودين، كما زاد الله آدم بسطة في العلم على الملائكة، وكذلك طالوت على بني إسرائيل، فالإمام المهدي هو أعلم الناس في هذا الزمان بكتاب الله عز وجل، وبعد المقارنة بين علمه وعلم غيره من كافة المشائخ والعلماء الموجودين أو حتى السابقين، وجدناه أعلمهم بكتاب الله عز وجل، وهذا دليل على أنه الإمام المهدي، وهذه هي حجته).

صفاته ومميزاته
يقول أتباعه: (شهادتنا على صفات ومميزات وأخلاق الإمام المهدي المتصف بكل الصفات الحميدة، سوف تكون منقوصة بحكم أننا من أنصاره، ولكن يمكنكم سؤال الذين تعاملوا معه وليسوا من المؤمنين به، لمعرفة تلك الصفات). 

المساجد التي يرتادها للصلاة 
ينفي أتباع ناصر القردعي تقيد إمامهم المهدي بمساجد معينة يرتادها للصلاة، مشيرين إلى أنه يصلي أينما حل وفي أي مسجد.

الوسائط المستخدمة لنشر الدعوة
يتخذ ناصر اليماني من الإنترنت الوسيلة الرئيسية لنشر دعوته عبر مواقع التواصل والمواقع الإلكترونية وبقية وسائل السوشيل ميديا، وهذه هي الاستراتيجية المتبعة منه ومن أتباعه في فترة ما قبل الظهور والتمكين.
وأشار المسؤول الإعلامي إلى أن الدعوة الآن مقتصرة على الإنترنت، لأن الاتجاه نحو التبليغ والدعوة المباشرة للناس في أرض الواقع قد يسبب صداماً ومشاكل مع سلطة الأمر الواقع، وهم يتجنبون ذلك، وقد تجنبوه من قبل، فقد بدأت دعوة المهدي منذ العام 2005، وقد حصلت لهم مشاكل قبل مدة، وتم اعتقال مجموعة من الأتباع من قبل من سموهم أنصار ناصر اليماني، إخوانهم في (جماعة أنصار الله)، أثناء ما كانوا يوزعون منشورات وبيانات وكتباً للناس في الشوارع العامة، وتم احتجازهم لفترة، ثم تم الإفراج عنهم.
وأضاف الوصابي: (الإمام يطلب من أنصاره حالياً التبليغ بكل الوسائل المتاحة على الإنترنت، حتى لا يتعرض أحد منهم للخطر والصدام مع أحد، إلى أن يأتي الوقت المناسب، والإمام لم يبدأ التبليغ عن طريق الإنترنت إلا بعد أن جاءت له رؤيا تبلّغه أن يُبلغ رسالته عبر الإنترنت، فبدأ في تعلم الإنترنت والدعوة عبره، وتبعه بعدها جميع أنصاره على نفس الطريقة، وأغلب الأنصار آمنوا به عن طريق الإنترنت، وكذلك تعارفوا مع بعضهم، ودعوته ليست محصورة على بلد، وربما أنصاره خارج اليمن أكثر منهم داخل اليمن، ونحن متواصلون مع الجميع، فنحن كالجسد الواحد). 

 مهمته 
قال أتباعه إن مهمة الإمام المهدي تبليغ الحق للناس من (كتاب الله، ودعوتهم للاحتكام له، وهو لا يعالج أي أمراض أو يقرأ على الناس، ومن حكمته أنه يرى أن لكل جانب ومجال مختصين فيه).

مصادر تمويله 
تحدث الوصابي عن أن مصادر تمويلهم ذاتية من الأنصار، ويقومون بالجمع والتبرع في ما بينهم، وقال: (إمكانياتنا متواضعة كما ترون مكتبنا ومقرنا، وليس لدينا أي تمويل خارجي ولا داخلي لا دول ولا منظمات، فقط تبرعات وتعاون الإخوة الأنصار الذاتية بعد أن عرفوا طريق الحق وأرادوا المضي فيه، وعملنا الآن يقتصر على التبليغ وإخراج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد).

بياننا القرآن نفسه
ويواصل أحمد الوصابي: (ليس لدينا بيان، وليس هناك كلام من ابتكار الإمام، إنما الإمام المهدي يقوم بتبيين القرآن بآيات من القرآن، فبياننا هو القرآن نفسه، ولو تقرؤون كتبنا ستجدون أن الإمام يوضح آيات بآيات أخرى، يقول تعالى: (ولقد أنزلنا إليك آيات مبينات ومثلاً من الذين قد خلوا)، وكذلك يقول: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)، والذي أنزل إليهم هو القرآن، والذكر هو القرآن، كذلك فالقرآن هو تبيان بعضه البعض، والله يلهم المهدي أن يفسر ويبين القرآن من القرآن).

شخصيات كبيرة آمنت به
كشف أتباع ناصر اليماني أن هناك علماء وقيادات وشخصيات اجتماعية من جميع المكونات السياسية الموجودة على الساحة، تؤمن بناصر اليماني، منهم من أنصار الله والمؤتمر ومن الإصلاح ومن بقية المكونات المختلفة آمنت به، وهم يتحفظون عن ذكر أي أسماء.

مذهبه 
حسب أحمد الوصابي، الإمام المهدي لا ينتمي لأي مذهب، فهو حنيف مسلم على ملة محمد وإبراهيم، عليهما الصلاة والسلام، وملتزم بقوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء). وأنصار المهدي قدموا من كل المذاهب، وأصبحوا بنعمة الله إخواناً بدون مذاهبهم السابقة التي فرقتهم.
 
هل لدى ناصر القردعي وظيفة؟
نعم كضابط ولا يزال ضابطاً، وهو خريج الكلية العسكرية، ولكن حالياً هو متفرغ للدعوة.

هل لكم أعمال ملموسة في حياة لناس ومعيشتهم في هذه الضائقة والأزمة؟
إمكانياتنا وتمويلنا محدود جداً، والإمام الآن يقوم بأهم عمل ويخطو أهم خطوة، وهي تصحيح المعتقدات والأفكار. 

 أتباعه في اليمن 200 ألف 
أما في ما يخص عدد أتباعه، فقد قيل لنا إنه قبل سنة كانت هناك إحصائية تقديرية من قبل الإمام، قدرت عدد الأنصار بـ200 ألف في اليمن فقط، بالإضافة إلى الكثير من خارج البلد.

محور رسالته
وعن هدف رسالته، يقول الوصابي: (محور رسالتنا وهدفها سامٍ، وهو تطبيق الهدف من خلقنا، وما أمر به الله ويريده من الخلق ليصلح حال العباد، ورسالتنا إنسانية وعالمية لتحقيق سلام عالمي بين أبناء البشر، ولرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، وهذا هو نفس الهدف الذي بعث الله به أنبياءه ورسله للعالمين، ليتم الله نوره).

 هل يذهب للحج؟ وكيف تعامله سلطات العدو السعودي؟ 
نعم، سابقاً ذهب للحج، لكن قبل فترة طويلة، من قبل أن يعلن أنه الإمام المهدي، وقد بدأت دعوته من 2005 من صنعاء، وهو ساكن هنا في صنعاء بشكل طبيعي كأي مواطن.

 ما هي علاقتكم بالسلطة الحالية؟ 
علاقة عادية كبقية المواطنين، ومثل علاقتنا بالسلطة التي قبلها والتي قبلها من إصلاح ومؤتمر، والإمام عاصر عدة حكام وأنظمة (علي عبدالله صالح، هادي، عبدالملك الحوثي)، والإمام المهدي ليس ضد فريق معين، بل نحن نحاول توحيد الجميع على كلمة سواء، وهو يخاطب برسالته جميع الزعماء العرب.

 تنبؤه باستمرار علي صالح في الحكم
هنا فصل تصعيدي في رحلة بحثنا عمن هو ناصر اليماني، وما هي رسالته، ونقف مع نظرته المختلفة والمفاجئة للأحداث الجارية والتي جرت في بلادنا، وروايته لها وتنبئه لما بعدها، فهو حتى الآن، بحسب ما قال أحمد الوصابي، يصر على أن علي عبد الله صالح لا يزال حياً، وأنه هو من سيسلمه رايه اليماني، فعلي صالح لم يقتل في أحداث 2 ديسمبر، وإنما شخص شبيه له، وأنه لا يزال حياً، وقد تحدى أنصار الله قبل أشهر أن يحضروا جثة علي عبد الله صالح المفترضة الى ميدان السبعين، وسيثبت الحقيقة، هل تلك جثة علي صالح أم أخرى تشبهه، لكن أنصار الله لم يستجيبوا لطلبه، وتجاهلوه.

 ما هو موقفه وأنصاره من العدوان والحرب؟
لم يؤيد ناصر القردعي عبر ناطقه الإعلامي العدوان ولم يتبرأ منه، وقال لنا الوصابي: لسنا منهم في شيء، ونحن ندعو الجميع إلى الاحتكام إلى كتاب الله من أجل أن يفصل الإمام بينهم بما يستنبطه من حكم من كتاب الله، وبعد أن يحكم بينهم سيتحول الأعداء إلى إخوان تصديقاً لقول الله: (فأصبحتم بنعمته إخواناً)، ويصبحون في محبة وود تصديقاً لقول الله: (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). والإمام لن يجعلهم يحبون بعضاً، بل الله حين يحتكمون إلى الإمام المهدي، وسيؤلف بين قلوبهم، تطبيقاً لقوله جل وعلا: (لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن ألله الف بينهم)، وهذا الذي يسعى إليه الإمام وأنصاره.
لكن وقوف وجهة نظر ناصر القردعي في هذا الموقع من العدوان يعتبره الكثير غير مختلف عمن يرون أن العدوان فتنة ويضعونه تحت لافتة (مسلم يقتل مسلماً)، بينما الأمر مختلف تماماً.

كيف سيكون التمكين الذي ينتظره المهدي؟ هل بإقناع الجميع أم بالقوة العسكرية؟  
عادت بنا الإجابة على هذا السؤال إلى موضوع علي صالح مجدداً، فأحمد الوصابي رد: كما قلت لك، الإمام يقول إن علي عبد الله صالح لا يزال على قيد الحياة، وسوف تدور الدوائر والأحداث كيفما شاء الله عز وجل، وقد تنبأ الإمام بأن علي عبدالله سوف يختلف مع أنصار الله، ثم يأتي علي عبدالله صالح لتسليم الراية للإمام المهدي بعد خلافه مع أنصار الله، والذي لن ينتهي بقتله كما ظهر للناس، بل هو لا يزال حياً، وعندها سيقول الجميع وكل الأطراف المتنازعة (لقد أصدق الله الإمام المهدي الرؤيا الحق)، وهي الرؤيا التي رآها المهدي في المنام، وبشر بها ولأكثر من 10 مرات، بأن علي عبدالله صالح سيسلمه راية اليماني.. وسنترك لهذا الأمر الوقت الذي يبين كل شيء.