لا يعبؤون لصواريخ العدوان التي تسقط يومياً على مدنهم وقراهم، والتي لم تثنهم عن مواصلةِ تعليمهم وتحقيق طموحاتهم.. ولم يوقفهم الحصار الجائر، ومحاصرتهم حتى على مستوى كسرةِ الخبز، وثمن الأقلامِ والدفاتر.. والمذاكرة على ضوءِ شمعة إن وجدت. وهكذا رغم كل هذه الظروف المأساوية التي يمرُّ بها الوطن من حصارٍ اقتصادي، وحظر بري، وبحري، وجوي، من قبل العدوان الأمريكي السعودي، إلا أن طلاب وطالبات المرحلة الثانوية أثبتوا أنهم جديرون بتحقيقِ النجاحات الكبيرة والتفوق العلمي. وهنا تساءلت (لا) ما هي المزايا والمنح التي يحصل عليها أوائل الجمهورية، وكيف يتم توزيعها، وخاصة الخارجية، وهل ما تزال هناك منح مقدمة من بعض الدول في ظل العدوان... وغيرها من التساؤلات التي تهم الطلاب الأوائل، والذين أثبتوا أنهم أقوى من الــ(F16) والأباتشي، والظروف القاسية..  
 عباقرة في زمنٍ استثنائي
أذهلوا الجميع بنتائجِ تفوقهم، وحصولهم على درجاتٍ عالية في أصعبِ ظروفٍ يمرُّ بها الوطن، ومع ذلك يحتاجون لمزايا تجعلهم يبذلون المزيد من الجهد والمثابرة لإثباتِ وجودهم ومواصلةِ المشوار على نفس الوتيرة، هنا يوضح مصدر مسؤول بوزارة التربية لصحيفة (لا) أن الطلاب الأوائل لهم حقوق واهتمام ورعاية، لأنهم دائماً ما يثبتون أنهم أملنا في مستقبل أفضل، وهم من يقومون بتدوير عجلة التنمية إلى الإمام، ومن ينهضون بخدمةِ الوطن في مختلفِ المجالات... مؤكداً أنهم في الوزارة يسعون جاهدين إلى إيجاد رعاية كاملة لأوائل الطلاب والطالبات في الجمهورية..

منح داخلية
وحسب المصدر بوزارة التربية أيضاً: مما تقوم به الوزارة كحافزٍ أولي حفل تكريم كبير جداً يليقُ بما بذله طلابنا من نجاحٍ وتفوق، ويحضره رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، وقيادة وزارة التربية، ووزارة التعليم العالي، ويُكرّم الأوائل بمبالغ مالية، وجوائز عينية، وتقوم الوزارة أيضاً بالتنسيق لمنح مجانية في أكبر المعاهد الخاصة، ويتم توزيعها على الأوائل في مختلف المجالات، ثم تنسق وزارة التربية، مع التعليم العالي، بصرف منح داخلية للأوائل في مختلف التخصصات التي يرغبون بها. 

المنح الخارجية متوقفة
استمرار العدوان والحصار للعام الثالث على التوالي، أدى إلى توقّف المنح للمتفوقين، مما جعل أحلام غالبيتهم مرهونة بالحصار الجائر والحظر الجوي، وعما إذا كانت هناك منح مستمرة للطلاب المتفوقين، وابتعاثهم في ظل الظروفِ الراهنة، أوضح المصدر بالقول: بالنسبةِ للمنح الدراسية الخارجية فهي متوقفة بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه العدوان الأمريكي السعودي الغاشم على بلادنا، وإقفال المنافذ البرية، والبحرية، والجوية، وإقفال المطارات، ومنع السفر، ولا يخفى على الجميع أن الحصار الخانق على الشعب اليمني منع أيضاً الآلاف من طلابنا العالقين في الخارج من العودة إلى أرض الوطن، ويمنع الغذاء والدواء، والمساعدات الإغاثية إلى الوطن، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم، وصمت الأمم المتحدة والمنظمات العالمية، وعلى إثر ذلك يمنع العدوان أبناءنا الطلاب من السفر للدراساتِ العليا في الخارج. 
ويستطرد: وهنا نطالب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، والمنظمات العالمية التي تهتم بالجانب التعليمي للطلاب، بفك الحصار على وطننا، وفتح مطار صنعاء، وفتح جميع المنافذ البحرية والبرية، ليستأنف طلابنا تفوقهم العلمي في ما يخدم الوطن، وينهض به.

سنكرّم الجميع بلا استثناء
تم في العام الدراسي الأخير إعلان قائمتي أوائل جمهورية، الأولى في مناطق سيطرة الجيش واللجان، والثانية في مناطق سيطرة العصابات، وعن كيفية تأثير ذلك على المزايا والمنح التي يحصل عليها الطلاب المتفوقون، أوضح المصدر بقوله: بالنسبةِ لقائمة الأوائل التي تم الإعلان عنها من فنادقِ الرياض، فالعدوان يهدف ويسعى إلى شق الصف الواحد، وخلق روح الكره، وخلق النزاعاتِ الطائفية، وفصل الجسد الواحد، وتمزيق نسيج الأسرة اليمنية الواحدة، وفصل الجنوب عن الشمال. وما نود إيضاحه أن اختبارات الثانوية العامة لهذا العام تقدم لها طلاب وطالبات الجمهورية من مختلف المحافظات ومن المحافظات الجنوبية التي يسيطر عليها الاحتلال، وقوى العدوان، وقد تم نزوح عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات إلى العاصمة صنعاء، وتم اختبارهم من جميع المحافظات، وسيتم تكريمهم جميعاً دون استثناء.

دموع التفوّق في ظل العدوان
تابع المشاهدون بالداخل والخارج دموع التفوّق للأوائل أثناء ظهورهم على شاشةِ التلفزة المحلية وهم يعبرون عن فرحتهم، ورغم القصف الذي تمطره طائرات العدوان ليل نهار، والحصار الذي يكون التحصيل العلمي في ظله شبه مستحيل، إلا أنهم أثبتوا أن لا مستحيل يثنيهم عن النجاح والتفوّق بجدارة واستحقاق... قالت رحاب: خبر حصولي على الدرجاتِ العالية كان متوقعاً بالنسبة لي، لأنني وضعت النجاح نصب عينيّ منذ البداية، واجتهدت كثيراً من أجل ذلك حتى تحقق ما أصبو إليه بحمد الله.

من طلب العلا..
فيما وصف أمجد فرحته بكلماتٍ قصيرة قائلاً: رضى الوالدين سر تفوقي... وبيت شعري جعلته حافزاً لي: (لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا).

منعطف أخير
يظلُّ النجاح والتفوّق في ظل الظروف الاستثنائية معجزة تستحقُّ الاهتمام والعناية، ومنحها المزايا المتاحة التي تستحقها، وقد وضع الأوائل اللبنة الأولى للعبور إلى هدفهم الكبير. فالمتفوقون علمياً هم من ارتقوا ببناءِ الأوطان، ونهضوا بها نحو الحضاراتِ المعاصرة.