عاودت ازمة المشتقات النفطية ظهورها مجددا في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الأخرى التي يحاصرها العدوان السعودي منذ أكثر من عامين ونصف. وقد ظهرت ازمة المشتقات بعد ان أعلن العدوان السعودي اغلق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية اليمنية متخذا أساليب قذرة متمثلة بمنعه وإيقافه لحركة الواردات والمساعدات السفن والبواخر التجارية من التوجه والوصول إلى ميناء الحديدة وميناء المخا. 
 وعلى إثر ذلك الحصار برزت مخاوف كبيرة لدى سكان العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الأخرى مما أرغم الاف المواطنين للانتظار في طوابير طويلة جوار محطات الوقود في العاصمة صنعاء. رافق ذلك أيضا عودة السوق السودة مستغلة الحصار والمواطن اليمني ليصل سعر دبة الديزل ب 15 ألف ريال وكذلك سعر البترول،
 بينما وصل سعر الدبة البترول في محطات الوقود إلى 7 آلاف ريال والدبة الديزل 8800 ريال ووصل سعر الغاز المنزلي 5500 ريال كما تقوم بعض المحطات المفتوحة بالتعبئة بأسعار مضاعفة.
 والجدير ذكره ان شركة النفط اليمنية اكدت في تصريح سابق لها انها ستوفر المشتقات النفطية بكميات تجارية، بعد ان أعلن وزير النفط في حكومة الإنقاذ المحسوب على حزب المؤتمر ذياب بن معيلي عن رفع سعر المشتقات النفطية إلى 5500 ريال، وبرر معيلي ذلك الإجراء باتفاقه مع تجار المشتقات النفطية باعتباره القطاع التجاري. 
وحسب مصادر في منشئات النفط في ميناء الحديدة قالت ان المنشئات قامت بترحيل أكثر من 50 مليون لتر بترول خلال الساعات الماضية وكذلك رحلت 71 مليون لتر ديزل وعملية الترحيل مستمرة حتى وقتنا هذا.
ويأتي هذا في ظل توفر أكثر من 125 مليون لتر من البنزين في ميناء الحديدة فقط بالإضافة إلى كميات كبيرة متوفرة من الديزل في ميناء رأس عيسى النفطي التابعة للقطاع التجاري. مراقبون اعتبروا أن إجراءات وزير النفط بن معيلي برفع تسعيرة المشتقات النفطية انها غير قانونيه وليس لها اي مبرر وأنه استغلال لحاجة المواطنين للمشتقات واستغلال لإجراءات التحالف الجديدة في إغلاق منافذ اليمن كاملة، كما فسر المراقبون هذا الإجراء أنه يعد أحد أشكال التعاون العلني والصريح مع العدوان ضد الشعب اليمني.
كما ان هناك اجراء ات رقابية مكثفة بالتزامن مع حملات تقوم بها الأجهزة الأمنية بالشراكة مع وزارة التجارة والنفط والنيابة العامة.
وقد قام الموقع بزيارة خاطفة الى بعض محطات الوقود في العاصمة صنعاء بعد الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية بحق أصحاب المحطات الذين رفعوا تسعيرة المشتقات النفطية يوم أمس حيث كان قد وصل سعر الدبة البترول إلى أكثر من (8000) ريال فيما أغلقت معظم المحطات أبوابها ورفضت البيع للمواطنين، مما استدعى قيام الأجهزة الأمنية بناءً على تفويض من شركة النفط بإلقاء القبض على عدد من مالكي المحطات النفطية وإيداعهم السجن تمهيداً لترحيلهم للنيابة العامة.
 ازمة المشتقات النفطية انعكس تأثيرها على ارتفاع لأسعار المواد الغذائية كالقمح والسكر والزيت ارتفع نسبياً مقارنة بيوم الاثنين، وقال مواطنين في صنعاء "للموقع" أن أزمة المشتقات النفطية أصبحت هي الهاجس المخيم على الوضع اليمني في صنعاء حيث ارتفعت أسعار المواصلات والتنقل عبر باصات الأجرة إلى 100ريال بدلا من 50 ريال إضافة إلى ارتفاع رسوم أجرة سيارة التاكسي وسيارات النقل العام للمواد. كما يبرر التجار إلى ان ارتفاع أسعار المحروقات إلى جانب انهيار الريال اليمني هو سبب ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية.
إجراءات الحصار المشدد الذي ينتهجها العدوان السعودي على اليمن هذه المرة ستؤدي إلى وضع كارثي. وقد حذرت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، التحالف الذي تقوده السعودية على إنهاء منع وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، الذي يعمق معاناة نحو سبعة ملايين إنسان يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة.
وقال ينس لارك، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للصحافيين في جنيف "إذا لم يتم الإبقاء على هذه القنوات، على شرايين الحياة هذه، مفتوحة فإن الأمر سيكون كارثياً على الناس الذين يواجهون ما أطلقنا عليه بالفعل أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وأضاف لارك "ينبغي استئناف إدخال الوقود والطعام والأدوية إلى البلد"، مشيرا إلى أن أسعار الوقود ارتفعت 60% وأسعار غاز الطهو تضاعفت مرتين مباشرة بعد الإغلاق.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أمس الثلاثاء في بيان لها إن شحنة من أقراص الكلور للوقاية من الكوليرا لم تحصل على إذن من التحالف بالدخول عند الحدود الشمالية لليمن.
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن قلقها بشأن مصير 50 ألف جرعة إنسولين لمرضى السكري من المقرر تسليمها بحلول الأسبوع المقبل والتي تحتاج إلى تبريد مستمر.