استخدمت الجماعات المتطرفة التابعة لتحالف العدوان في محافظة تعز، المختلين عقلياً دروعاً بشرياً لأجل استعطاف الرأي العام ومغازلة منظمات المجتمع الدولي، وبطريقة وحشية بعيدة عن الإنسانية والقيم، لم تقدر حالتهم النفسية الصعبة وتشردهم في شوارع وأحياء مدينة تعز منذ سنوات طويلة، ليلقوا حتفهم على أيدي هذه الجماعات المتطرفة التي استهدفتهم من خلال القنص والاعتقالات والتعذيب حتى الموت، تحت ذريعة أنهم جواسيس ومجوس يعملون لصالح (الحوثيين).
في هذا التقرير سنسرد قصصاً مأساوية أليمة لضحايا من المختلين عقلياً والمرضى النفسيين في تعز، الذين إما لقوا حتفهم على أيدي المليشيات المتطرفة، أو تم تعذيبهم حتى الموت.
في الأشهر الأولى من الحرب في تعز، أقدم قناص تابع لحزب الإصلاح على ارتكاب جريمة قتل الصحفي والشاعر رمزي الحكيمي، عندما كان خارجاً من سكنه في حوض الأشرف، متجهاً نحو سوق الصميل. 
وقد أدان الوسط الإعلامي والصحفي هذه الحادثة البشعة بحق مريض نفسياً، وهو الشهيد رمزي الحكيمي. وفي تصريحات للصحيفة قالوا إن رمزي يعتبر من الناشطين المميزين في كتاباته الأدبية وإبداعه في الشعر والمقالات، وقد صدر له ديوان شعر قبل سنوات.
وعرف رمزي ككاتب صحفي ساخر في الصحافة لسنوات، وأبرز الصحف التي كتب فيها صحيفة (الجمهورية) التي كانت تصدر من تعز، إلى جانب عدد من القصائد الغنائية التي لحنها هو وغنتها الفنانة نجيبة عبد الله، والفنان أحمد مهيوب. 
أصيب الشاعر رمزي بحالة نفسية قبل أن تشتعل الحرب في تعز بأشهر، وبدأ يعيش حالة تشرد في شوارع تعز متنقلاً ما بين سوق الصميل وحوض الأشرف. 
وقال مصدر مقرب للشهيد رمزي إنه كان يتنقل في هذه المنطقة التي كانت تحت سيطرة مليشيات مسلحة تابعة للإصلاح، وأكد أن القناص الذي قتل رمزي يتبع مليشيات الإصلاح، وأضاف: لقد تأكدنا أن مقتل الشاعر رمزي كان بذريعة أنه يقدم إحداثيات للطرف الآخر.
وبعد أيام قليلة من جريمة رمزي لحقتها جريمة بشعة أخرى، ارتكبتها نفس المليشيا التابعة للإصلاح في تعز، حيث قام مسلحون منهم باقتياد شخص مختل عقلياً يدعى (هزاع الشرعبي) من جولة المرور إلى مكان سري تابع لهم.
وقال شهود عيان إن الجميع يعرف أن هزاع مختل عقلياً، لكن للأسف مليشيات الإصلاح لم تراعِ ذلك، وقاموا بتعذيبه بطريقة بشعة ووحشية تمثلت ببتر أطراف من جسده وفقء عينيه. وبعد ساعات طويلة من تعذيبه أطلقوا على جسده ما يقارب 90 رصاصة، ورموه في أحد شوارع المدينة.
واتهم ناشطون مليشيا الإصلاح بارتكاب هذه الجريمة البشعة بحق هزاع، بعد أن لفقت إليه عدداً من التهم، قالوا فيها إن هزاع ليس مختلاً، وإنما يعمل جاسوساً لإيران ومرتبط بأطراف موالية للمجوس، حسب ادعائهم.
وقد أدان هذه الجريمة عدد كبير من أبناء ومشائخ شرعب في تعز، وقالوا إن ارتكاب هذه الجريمة البشعة ليس من عادات اليمنيين، موضحين أن جميع الأديان السماوية والقوانين الإنسانية الدولية والمحلية والأعراف القبلية ترفض مثل هذه الأعمال البشعة بحق الإنسان في أي مكان، وبالذات بحق مختلين عقلياً ونفسياً وأبرياء في تعز، من قبل مليشيات تابعة لحزب الإصلاح وتحالف العدوان السعودي في تعز.
وقال ناشطون للصحيفة إن هذا العمل الإجرامي تجاه المختلين عقلياً لم يكن بطريقة عشوائية، وإنما كان ممنهجاً ومخططاً له تنفذه مليشيات مسلحة ومتطرفة تابعة للإصلاح في مدينة تعز. وأوضحوا أن هذا العمل الإجرامي لم يعد مقصوراً على داخل المدينة، فقد نقلته هذه المليشيات إلى الريف. 
وأشاروا إلى أن جرائم المليشيات الإصلاحية في تعز تجاوزت المعقول بأساليبها القذرة، وقد نفذوا مشروعهم وهو قتل وتعذيب وتصفية جميع المختلين عقلياً في المدينة. 
ولم تكتفِ المليشيا بارتكاب هذه الجرائم بحق المختلين عقلياً في المدينة، بل تمادت في ارتكاب جرائم مماثلة في مناطق الريف عندما قتلت مواطناً في قرية العصرة بهجدة غرب المدينة، يدعى نصر علي عبده زيد، وهو مختل عقلياً.

غزوان قاتل المشردين
اشتهر الشاب الإصلاحي غزوان المخلافي الذي يعرفه الجميع أنه اليد اليمنى لصادق سرحان وابن أخته، اشتهر هذا الشاب العشريني المتطرف بقتله للمختلين عقلياً في مدينة تعز.
مصادر محلية قالت إن غزوان المدعوم من حزب الإصلاح ارتكب جريمة قتل بشعة بحق 6 أشخاص وهم مختلون عقلياً، وقد قام بقتلهم بطريقة وحشية وجماعية في وقت واحد، أمام مرأى من الجميع في أحد شوارع تعز. 
وتطرق المصدر إلى أن غزوان أثناء قيامه بتنفيذ الجريمة، كان يضحك ويسخر ويتلذذ بقتله للمختلين عقلياً.
وأشار إلى أن هدا الجريمة ليست الأولى التي يشاهدها أبناء تعز، الذين أكدوا أنهم شاهدوا جرائم كثيرة سابقة على يد غزوان وحمود المخلافي وسلفيين، منذ بداية الحرب في تعز.
ونوه المصدر إلى أن الجماعات المسلحة التابعة لتحالف العدوان في مدينة تعز، أجبرت بعض المختلين عقلياً بعد أن تم تعذيبهم بشكل مفرط، أجبرتهم على الوقوف أمام الكاميرات وبث صورهم في قنواتهم المختلفة على أساس أنهم قناصون حوثيون تم اعتقالهم من أسطح البنايات في وسط المدينة.
وماتزال أسر المختلين عقلياً في تعز تبحث عن أبنائها بعد أن شاهدت ظهورهم على قنوات الإصلاح، ولا تعرف مصيرهم أو أية معلومات عنهم حتى اللحظة. 
في نفس السياق، حصلت الصحيفة على معلومات مفادها أن مليشيا حزب الإصلاح في تعز قامت قبل عام ونصف باقتحام ونهب مبنى المصحة النفسية التابع للمختلين عقلياً، وأصبح المبنى تحت سيطرتها، مستخدمة إياه كثكنة عسكرية لها.