تورط الشعب اليمني في الـ25 من فبراير 2012 بتنصيب عبد ربه منصور هادي رئيساً توافقياً للجمهورية اليمنية، الذي أدخل البلد في حقبة كارثية هي الأسوأ على مدى تاريخه الحديث.
فخلال أقل من 3 سنوات فقط عمل الفار هادي على إضعاف اليمن وتدمير مؤسساته, واقتاده بخطى حثيثة نحو الوصاية الكاملة لأمريكا ووكلائها في المنطقة، والتفكيك.
وكانت المؤسسة العسكرية أبرز المؤسسات التي تعرضت لتدمير ممنهج نتيجة تنفيذ أيادي الوصاية للمؤامرة التي حيكت ضدها وقطعت أوصالها، حتى أتت ثورة الـ21 من أيلول المباركة بقيادة أنصار الله، لتنقذ اليمن وما تبقى من المؤسسة العسكرية والأمنية, وتقطع أيادي العمالة الخارجية، ما استدعى القوى الداعمة لها الى إنشاء تحالف دولي شن عدوانه على الوطن، وفرض عليه حصاراً خانقاً، اقترب من تجاوز عامين ونصف.
الثورة مستمرة وتبهر العالم 
إن المبادئ التي حملتها ثورة أيلول 2014، والأهداف التي بدأت تحقيقها فرضت عليها مواجهة ذلك العدوان واستمرارها حتى تتحقق كافة أهدافها, وبينما كان العالم يراقب صمود الشعب اليمني أمام أحدث آلات القتل وأكبر الجيوش، بسلاحه التقليدي, تفاجأ بدخول ثورة أيلول مسارات جديدة تمثلت في التصنيع والتطوير العسكري، محققة نجاحاً باهراً على مدى عامين ونصف منذ بداية العدوان.
تتجه أنظار العالم اليوم صوب إنجازات دائرة الهندسة العسكرية للجيش واللجان الشعبية, التي تفاجئ العالم يوماً بعد يوم بصناعاتها العسكرية المتطورة والاستراتيجية التي لا تجرؤ أكثر الأنظمة العربية حتى على التفكير في صناعتها أو شرائها, وذلك بإمكانيات وخبرات يمنية خالصة استدعتها ضرورة المعركة التي يخوضها الشعب في ظل الحصار المفروض عليه من كافة المنافذ، حيث أنتجت وطورت العديد من الأسلحة النوعية التي أثبتت فاعليتها, وجعلت القلق يسيطر على عواصم دول العدوان بداية بالرياض ثم أبوظبي، وصولاً إلى تل أبيب.

 الصواريخ الباليستية
أدركت قيادة الثورة أهمية امتلاك سلاح استراتيجي وترسانة صاروخية لتحقيق توازن ولو يسير في ميدان المعركة مع العدو الذي يملك غطاء جوياً كثيفاً, لهذا أكدت ضرورة تطوير المنظومة الباليستية وإضافة صواريخ جديدة محلية الصنع إليها، ووجهت بتسخير كل الإمكانيات لدائرة التصنيع العسكري للجيش واللجان، لتنفيذ هذه المهمة.
وبالفعل نجح التصنيع العسكري في ذلك، وظهرت منظومة صواريخ (النجم الثاقب 1و2) محلية الصنع، ومنظومة صواريخ (الصرخة 1، 2، 3)، بعدها منظومة صواريخ (الزلزال 1، 2، 3)، ومن ثم (قاهر1)، وصولاً الى صاروخي (بركان 1, 2) بعيدي المدى, واللذين دخلا خط المواجهة وغيرا من سير المعركة بنقلها إلى عمق الأراضي السعودية, وهي في تطور مستمر ليزداد مداها وقدرتها التدميرية كل فترة, حتى إنها أطاحت بمنظومات دفاعية متطورة مثل الباتريوت الأمريكية المضادة لهذه النوعية من الصواريخ.
واستطاعت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية بهذه الصواريخ استهداف نقاط حيوية وعسكرية تنوعت بين قواعد عسكرية ومطارات ومصافٍ نفطية داخل الأراضي السعودية, متجاوزة عاصمتها الرياض الى مدينة ينبع الصناعية التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر عن أقرب نقطة حدودية مع اليمن. ومؤخراً إجراء تجربة وصفها السيد عبدالملك في خطابه قبل الأخير بالناجحة، تمثلت في إرسال صاروخ باليستي إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي. 

الطائرات بدون طيار
النجاح في تطوير المنظومة الصاروخية فتح الشهية للمزيد من الإنجازات في مجال التصنيع العسكري، حيث أعلنت دائرة التصنيع العسكري عن إطلاق طائرات بدون طيار، في إنجاز يمني غير مسبوق، ونقلة نوعية في مجال التصنيع العسكري المحلي من هذا النوع، حيث تم الكشف عن 4 طائرات، منها واحدة هجومية (قاصف1) و3 استطلاعية، وهي (راصد, رقيب وهدهد1), دخلت في خضم المعركة وأدت مهامها على أكمل وجه في الجبهات الداخلية في كشف زحوفات العدو وعدتها وعتادها, ما دفع الجيش واللجان إلى استخدامها في الجبهات الخارجية, ونجحت في اجتياز مئات الكيلومترات داخل الأراضي السعودية، ونفذت مهمات استطلاع ورصد لتحركات العدو وحجم قواته.

 القناصات الحديثة
لا تكاد تمر فترة بسيطة على ظهور إنجاز لوحدة التصنيع العسكري، حتى تزيح الستار عن إنجاز جديد، وهذه المرة تم الكشف عن نجاحها في تصنيع وتطوير عدد من القناصات، منها متعددة المدى والوظائف والمهام, بأيادٍ وخبرات يمنية بحتة، وعددها 7 محلية، وأخرى تم تطويرها (قاسم، خاطف، أشتر، حاسم، ذو الفقار1، ذو الفقار 2، وسرمد)، والثامنة معدّلة وهي (صارم).
وامتازت هذه القناصات بقدرات عالية تمنحها أفضلية كبيرة في المعارك، كونها مضادة للدروع والآليات، وبمدى قاتل وصل الى 5 آلاف متر أكسبها ميزة الدفاع الجوي المنخفض.
وتأتي عملية التصنيع والتطوير للقناصات كواحدة من المهام الملحة التي تقتضيها ظروف المعركة في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي، ونتيجة للفاعلية العالية التي أثبتها سلاح القنص والمهارات اليمنية الفريدة في هذا الميدان, الذي تجرع فيه العدو الأمرين في مختلف ميادين المواجهة بإصابات ماحقة في عدته وعتاده وتجهيزاته.

تطوير الدفاع الجوي والبحري 
تبذل الوحدات الهندسية للجيش واللجان الشعبية جهداً كبيراً في سبيل تفعيل منظومات الدفاع الجوي, وتطويرها للتصدي لطائرات العدوان الأمريكية الحديثة، وقريباً ستثمر هذه الجهود نجاحات باهرة في مجال الدفاع الجوي.
ومؤخراً أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، في خطابه التصعيدي قبل الأخير، أن القوات البحرية للجيش واللجان الشعبية باتت تمتلك قدرات بحرية متطورة مكنتها من استهداف بوارج وزوارق العدوان في ما مضى, وبالجهد الحثيث باتت اليوم قادرة على استهداف موانئ دول العدوان على طول الشريط الساحلي للبحر الأحمر والضفة الأخرى له، وقريباً ستصل إلى الموانئ الإسرائيلية، لتكون اليمن حاضرة في أية مواجهة قادمة تخوضها المقاومة ضد الكيان الصهيوني المحتل.

إنجازات 21 أيلول تلحق بالعدوان خسائر فادحة
في الوقت الذي بدأت فيه الحرب تنهك السعودية وتحالفها بفواتيرها الباهظة, يظهر اليمنيون وثورتهم أكثر نشاطاً وقوة وثقة وحماسة لدخول المعركة بقدرات جديدة، وبعكس كل التوقعات يبدو أن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن قد جاء بنتائج عكسية أحرجتها وأربكتها وكشفت لها أبعاد المأزق الذي تورطت فيه بعدوانها على اليمن، فقد اعتقدت أنها سهلة، لكنها أضحت اليوم تمثل ورطة كبيرة لها، وفي طريقها لأن تصبح هزيمة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
ويقابل الإنجازات السابق ذكرها للجيش واللجان ووحداتهم التصنيعية, فشل مرير وعجز فاضح لقوات تحالف العدوان التي أشارت آخر إحصائيات خسائرها إلى أرقام مخيفة ومذلة لها.
وتحدثت تقارير من جهات مختلفة عن أن الخسائر السعودية بلغت عام 2015 (ألفي قتيل و4850 جريحاً، إضافة إلى تدمير وتعطيل 450 دبابة ومدرعة)، وتدمير 4 طائرات من نوع (أباتشي) وطائرة (إف15)، وتدمير وإصابة عدد من السفن والبوارج والزوارق الحربية.
بالإضافة الى التكلفة اليومية التي تصل 750 مليون ريال، وتشمل ذخائر وقطع غيار وإعاشة وتمويناً.
وفي 2016 أشارت (الواشنطن بوست) الى أن الخسائر البشرية تمثلت في مقتل 2326 جندياً و36 ضابطاً و22 جنرالاً من الرتب العليا، ويتصدر القائمة (الفريق محمد الشعلان)، إضافة إلى المئات من الجرحى.
وفي ما يخص المعدات، فقد أوضحت (الواشنطن بوست) أن خسائر السعودية في هذا الجانب تتمثل في تدمير 363 دبابة و25 مدرعة مجنزرة و181 طقماً عسكرياً، وذلك بمنطقة جيزان، إضافة إلى تدمير وإحراق 18 دبابة و13 مدرعة مجنزرة و71 طقماً عسكرياً في منطقة نجران، و221 دبابة و19 مدرعة و51 طقماً عسكرياً و3 آليات (دركتلات) تابعة لقطاع الإنشاء والطرق بالجيش السعودي في منطقة عسير.
وشهد عام 2017 قنص ما يقرب من 247 عسكرياً سعودياً في الحدود, بالإضافة إلى 429 من المرتزقة في مختلف الجبهات اليمنية، وتدمير نحو 19 دبابة و88 مدرعة و771 آلية عسكرية أخرى.
وكذلك تدمير فرقاطة لدولة الإمارات وعدد من السفن والزوارق العسكرية المستخدمة من قبل قوات تحالف العدوان، وأيضاً إسقاط طائرتين حربيتين سعوديتين من نوع (16F)، وطائرة مقاتلة من نوع (f15)، و14 طائرة بدون طيار، ومروحيتين نوع (أباتشي).