قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اليوم الثلاثاء، إن التحالف الذي تقوده بلاده في اليمن يتعامل بموجب القانون الدولي بالتزامن مع ظهور تقارير أممية تحمل التحالف مسؤولية قتل معظم الضحايا المدنيين اليمنيين.

ويزور الجبير العاصمة البريطانية لندن حيث التقى نظيره البريطاني، تحدث من هناك إلى صحفيين، الذي قال فيه إن “التحالف يتعامل بموجب القانون الدولي ويتخذ إجراءات من أجل وصول الاغاثات الإنسانية إلى اليمن”.

وتعليقاً على تقارير الأمم المتحدة التي تتهم السعودية بقتل المدنيين ومنع دخول المساعدات قال الجبير إن التحالف دعا الأمم المتحدة من أجل تقييم العمليات العسكرية ولم تستجب لذلك”.

وأشار الجبير إلى أنه يمكن إعادة فتح مطار صنعاء، الذي يحظره التحالف منذ أكثر من عام، بشرط تولي الأمم المتحدة إدارته.

ومع صدور تقرير اللجنة الدولية بمكتب حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ويدين التحالف بقتل معظم ضحايا الحرب في اليمن من المدنيين وتدمير البنية التحتية، بدأ الإعلام السعودي والإماراتي حملة ضد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وقالت قناة العربية في تقرير إن منظمات حقوقية يمنية دعت للاستمرار في دعم “اللجنة الوطنية في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان” وهي لجنة مشكلة من قبل حكومة هادي وتحظى بدعم التحالف ولا تعترف بها الأمم المتحدة كونها غير محايدة، وأشارت القناة إلى أن تلك المنظمات دون ان تسمها، بعثت رسالة لمجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة تطالبه بدعم تلك اللجنة.

واستضافت القناة رئيس منظمة يمنية أنشئت بالرياض والذي بدوره قال إنهم يرفضون تقرير اللجنة الدولية الأممية.

من جانبها دشنت قناة سهيل التابعة لحزب الإصلاح الاخواني حملة ضد الأمم المتحدة على خلفية تقرير مكتب حقوق الانسان وأطلقت هشتاق وضعته على شاشتها وهو #اللجنة_الوطنية_لاجل_الضحايا دعما لتلك اللجنة التي يريد التحالف أن تختص بالتحقيقات ويرفض أي تحقيق دولي.

 

من جانبها، اكتفت الأمم المتحدة بتحميل التحالف الذي تقوده السعودية مسؤولية قتل معظم الضحايا المدنيين في اليمن منذ مارس 2015 وذلك في تقرير جديد صادر مساء اليوم الثلاثاء، عن مكتب حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة.

وبحسب مركز أنباء الأمم المتحدة، ذكر تقرير مكتب حقوق الانسان أن انتهاكات حقوق الإنسان مستمرة في اليمن بلا هوادة إلى جانب الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني فيما يعاني المدنيون من عواقب “كارثة صنعها الإنسان بالكامل”.

ويسجل التقرير، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أنه بين مارس 2015 والثلاثين من أغسطس 2017 تم توثيق مقتل أكثر من 5100 مدني من بينهم نحو 1200 طفل، وإصابة 8700 شخص، مشيراً إلى أن عمليات القصف الجوي التي تنفذها قوات التحالف مازالت هي السبب الرئيسي في وقوع ضحايا من الأطفال، ومن المدنيين بشكل عام.

ووفقا لتقرير فقد تسببت قوات التحالف في مقتل نحو 3233 مدنيا بالإضافة إلى الأسواق والمستشفيات والمدارس والمناطق السكنية وغير ذلك من البنية الأساسية العامة والخاصة.

ولفت التقرير إلى أنه  شهد العام المنصرم وقوع قصف جوي على التجمعات في مجالس العزاء والقوارب المدنية الصغيرة بالإضافة إلى تكرار وقوع هذه الحوادث.

وقال التقرير إنه في كثير من الأحيان تشير المعلومات إلى استهداف المدنيين بشكل مباشر أو أن العمليات العسكرية تنفذ بدون اعتبار لآثارها على المدنيين أو الالتزام بمبادئ التمييز بين الأهداف، والتناسب، واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة.

كما اتهم التقرير اللجان الشعبية التابعة للحوثيين ووحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بتجنيد نحو 1700 قاصر لاستخدامهم في الأعمال القتالية خصوصاً في حراسة النقاط التفتيش.

من جانب آخر شدد زيد رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان على أهمية إجراء تحقيق دولي مستقل حول الادعاءات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في اليمن.

ودعا جميع أطراف الصراع ومن يدعمها ويتمتع بالنفوذ لديها، إلى أن يرحموا سكان اليمن ويتخذوا تدابير فورية لضمان وصول الإغاثة الإنسانية للمدنيين وكفالة العدالة لضحايا الانتهاكات.

ودعا كل الأطراف إلى وقف الأعمال القتالية، والعمل للتوصل إلى حل تفاوضي دائم.

 

كما شهد خطاب الأمم المتحدة تجاه الحرب على اليمن تحولاً لافتاً على لسان أحد كبار مسؤوليها عندما حمّل السعودية بمفردها مسؤولية تمويل معالجة الأمراض وخطر المجاعة باعتبار ذلك نتيجة حربها على اليمن.

ونقلت وكالة رويترز ووكالة “فرانس برس” مساء أمس الاثنين عن المدير التنفيذي لـ برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي “إن السعودية عليها بمفردها تمويل إجراءات معالجة الأمراض والجوع الذي يعصف باليمن حيث تقود المملكة حملة عسكرية منذ عامين ونصف العام”.

كما قال بيسلي إن على السعودية وقف حملتها العسكرية على اليمن متهماً إياها في نفس الوقت “بإعاقة تقديم المساعدات” وإيصالها إلى اليمن.

ووصفت وكالة رويترز تصريحات بيسلي بأنها “كانت مباشرة في الهجوم على السعودية على غير العادة بالنسبة لمسؤول بالمنظمة الدولية في انتقاد طرف في أحد الصراعات”.

المراسل نت