يعيش البلد حالياً في تغيرات جيوسياسية عميقة التأثير للدرجة التي ترتد على المحيط الإقليمي العدواني لتفتك بمنظومته البنيوية التي أطلقت للفتك بالثورة اليمنية العظيمة 21 سبتمبر 2014م، وعموماً بالبنيان اليمني.. وإذا بهذه المنظومة الامبريالية تسقط أمام التحدي الأول الميداني، على الرغم من كل ما حُشد خلفها من قدرات وطاقات وقوات مهولة لا تحسب بالمليارات، بل وبالتريليونات. وبعد أن كانت أزمة في ذاتها صارت أزمة مركبة لتشمل البنيان الامبريالي في المنطقة برمتها، مما يعد بمتغيرات هائلة في (المنطقة المركزية) مركز الصراع العالمي على الثروات والممرات... في البارحة كان العدوان والتوسع والاحتلال هو أولوية العدو، فيما اليوم وبعد عامين ونصف تغدو قضيته الرئيسية هي كيفية الخروج أو كيف ينظم انهزاماً رقيقاً أو آمناً وحتى مدفوع أجور التوصيل، ولأجله انطلقت الجولات المكوكية إلى مسقط وإلى بغداد وإلى طهران وإلى بكين وإلى موسكو، ولا جدوى.
لا بد من القول بأن قوة الثورة اليمنية قائمة على قراءة واستقراء وتحليل دراما وسيناريوهات الثورات الأخرى داخلياً وخارجياً، وبدرجة أساسية تلك الدراما المأساوية للثورات كالعراقية الشقيقة، وكيف انتهت فصولها الدموية، والتي لا تزال باستمرار تلح علينا لاستيعاب دروسها كي لا تتكرر مآسٍ دفع ثمنها الملايين من أبناء الشعب العراقي والعربي، خاصة وأن هناك مشتركات كثيرة بين الثورتين اليمنية القديمة (سبتمبر 62م) والعراقية، كالمشترك الأيديولوجي والتنظيمي الواحد على مستوى الساحة القومية، والآلية الواحدة المتمثلة بتنظيمات (الضباط الأحرار)، مع التأكيد على تأثير النموذج القيادي المصري، وبالأدق شخصية عبد الناصر ذاته أكثر من ثورته.
دافعنا في هذه الدراسة المكثفة أن نفهم ميكانيزمات تخريب واغتيال الثورات من داخلها، بل وباسمها، ومن أطراف حالفتها بدايةً لأغراض مختلفة.
البداية: من مزايا خصوصية الثورة اليمنية الحالية أنها قد سلكت طريقاً غير مسبوق -لا تقليدياً- مقارنةً بغيرها، جامعةً بفن وحذاقة بين الحسم الثوري الحازم والفاتك الضربات واقتحام الجبهات العدوانية العسكرية، باعتبارها الميدان الرئيسي للمواجهة الاستراتيجية مع الرجعية في الخارج والداخل، فهما وجهان لعملة واحدة. وقد تعلمت الثورة أهم درس في التكتيك الثوري من أخطاء الثورات السابقة التي انتهت إلى المأساة التاريخية المعروفة، حيث تتحول الثورات الشعبية الى أنصاف ثورات، وإلى صور من ثورات أو بقايا أشباح ثورات يتذكرها الطغاة الجدد من سرّاق الثورات الشعبية، لإخافة خصومهم بها وبسواطيرها ومقاصلها، ويحولونها إلى بعبع (إرهاب) يرعبون به الثوار الحقيقيين لردعهم عن محاولات تطويرها أو تصحيح مساراتها. والأسلوب التخريبي المعهود هو ركوب موجة الثورة وتبني شعاراتها وإفراغها من مضامينها الحقيقية، وحرف مساراتها عن أهدافها الاجتماعية والوطنية، وإلصاقها بأهداف ومآلات أخرى مختلفة عن منطلقاتها الأساسية.
 
تخريب الثورة بالانقلاب العسكري
(المدعوم أمريكياً)
مآلات الثورة العراقية مثال يستحق التأمل؛ فالتخريب كان كلياً ومكتملاً، وأفضى إلى نتائجه المرسومة بدقة، لذا صار مصدراً غنياً للتعلم باعتبار قربه من واقعنا، خاصة أن ثورتنا الأولى -سبتمبر 62م- كانت متأثرة بالانقلاب العسكري فيها لا بالثورة العراقية، بالآليات والأسلوب لا بالمحتوى، وكان رجالها تشدهم ثقافة الديكتاتورية العسكرية المخربة أكثر من ثقافة الثوار الحقيقيين؛ بسبب ارتباطهم البعثي القومي اليميني الغالب عليهم، ما جعلها لعنة الثورة الانقلابية اليمنية من بدايتها، فقد نقلوا أسوأ ما فيها، قساوتها وإرهابها، ونسوا الجانب المشرق فيها، وطنيتها، مناهضة الاحتلال والتبعية والإقطاعية، الإصلاح الزراعي، الاشتراكية الشعبية، العدالة الاجتماعية، النهضة المجتمعية، وامتلاك العزة والكرامة الوطنية.
في بلادنا العربية، اتخذ تخريب الثورات من داخلها أشكالاً عديدة، كان أهمها انقلاب جناحها البيروقراطي الفاسد ضد قيادتها الحقيقية، بالتحالف مع أجهزة الامبريالية العالمية مباشرة أو عبر وسيط.. حدث ذلك في العراق خلال حركة ثورة 14 تموز 1958م بقيادة الزعيم البطل الشهيد عبد الكريم قاسم، عبر استقطاب نائبه من قِبل مجموعة اليمين القومي البعثي الذي كانت الأجهزة الغربية قد استقطبته وحرضته على الانقلاب الدموي في 1963م، وكانت الكويت هي محطة الإشراف الرئيسية للمخابرات الأمريكية التي وجهت الانقلاب بالتعاون مع مخابرات صلاح نصر في القاهرة.
في مذكراته يقول الأمين العام السابق للبعث العراقي علي صالح السعدي: (جئنا إلى الحكم على قطار المخابرات الأمريكية)، وإذا بزعيم الانقلاب الدموي ضد الثورة ينافس الثوار في الشعارات التي ينطق بها لتغطية الجريمة، وقد قتل أكثر من 20 ألف مناضل وطني عراقي في يوم واحد، هم خلاصة الثورة العراقية الوطنية والقومية والاجتماعية وبدعم مباشر من الاستعمار، وهكذا واصل نهج تصفية الثورة وقواها باسم (تصحيح مسارات الثورة) و(التخلص من ديكتاتورية الثورة)، فيما كانت فعلياً هي تصفية ليسار الثورة لحساب اليمين.
طيلة 35 عاماً من سيطرته المباشرة، تكشف ستار المسرح المأساوي العراقي عن (فوضى خلاقة) واسعة سبقت كل فوضى جديدة، ومهدت لها من الداخل، وإذا بالعراق الواعد يتحول إلى مجزرة بشرية كبيرة لخيرة أبنائه، كانت حفلات القتل والتنكيل بالثوار الوطنيين تجري في ظل جوقة تضليل تمويهية هائلة القوة والتأثير على العقل العربي العراقي، وتفاهم أمريكي غربي كامل.
في السبعينيات كان موسم التنكيل باليساريين والبعثيين الوحدويين، وبالناصريين والقوميين العرب، وبفقهاء الإسلام الثوري التحرري العلوي، وفي الثمانينيات كان موسم التنكيل يشمل قطاعات واسعة من أبناء الشعب العراقي العاديين، بذرائع وهمية مزورة كالعلاقات الدينية مع إيران، وإثرها قُتل العالم الإسلامي الكبير الشهيد محمد باقر الصدر، وأعداد كبيرة من كوادر وأنصار (حزب الدعوة)، وفي حقيقة الأمر فقد كانت النقطة المفصلية في استهداف جميع هذه الضحايا هي معاداتهم للامبريالية الأمريكية، والاستعمار، والرجعية الخليجية والصهيونية والشاهنشاهية، ولأنهم أنصار لحركة التحرر الفلسطينية والعربية والعالمية.. وكان الديكتاتور يقوم بتصفية القوى التحررية تمهيداً لتحالفه السري مع الغرب، وقبول اعتماده ممثلاً للمصالح الامبريالية الإقليمية، وظل هو المتكفل بالدفاع عن مصالح الغرب، مصالح الرجعية الخليجية، وتلقى ملايين الأطنان من السلاح الغربي والأموال الخليجية، بما فيها أسلحة جرثومية وكيماوية، وغاز أعصاب وخردل، وتحصّل على تفويض باستخدامها ضد شعبه، ودفعت إليه السعودية أكثر من 200 مليار دولار نقداً في حربها بالوكالة ضد إيران الثورة، ثم دفعت لاحقاً ثلاثة أضعاف ذلك المبلغ إلى (كلنتون) و(بوش) لإسقاطه وإخراجه من الكويت، ومن الحياة.. كانت أمريكا وفرنسا وبريطانيا مصدر التسليح الرئيسي له خلال حربه العدوانية بالوكالة، ما دفعه إلى تلك المغامرة المجنونة متحالفاً مع الاستعمار والرجعية، ولولا تمكين الأمريكان له باستخدام الطيران والسلاح الجوي ضد الجماهير الغاضبة في الجنوب العراقي، والانتفاضات الشعبية الواسعة للخلاص منه والحلول محل نظامه الضعيف، لما بقي بعد غزوة الكويت.
 
دعشنة الديكتاتور 
الكثير من العراقيين والعرب السذج وقعوا تحت تأثير الدعاية (الطائفية) في تصوير سقوط الديكتاتور واعتقاله ومحاكمته وإعدامه؛ بأنه استهداف لـ(السنة) من قبل (الشيعة) والأمريكان والخليجيين، والحقيقة أنه قد واجه بعض جناياته وأجهزته، التي اعترف بها خلال المحاكمة قبل أن يُلفظ الحكم، فقد كان كل عراقي لديه مظلومية مع النظام ومع زعيمه، وكون أغلبية الشعب العراقي من الشيعة لا يبرر مطلقاً قهرهم وارتكاب تلك الجرائم الشنيعة في حقهم، فيما (البطولات) التي أبداها أبناؤه الثلاثة عند موتهم كانت حدثاً وحيداً لم يُر سواه خلال التوغل الأمريكي، ودفاعاً عن الحياة لا دفاعاً عن العراق وعاصمته، فذلك آخر شيء في برنامج الديكتاتور ونظامه.
بقياس الإمكانات العسكرية والتنظيمية التي كانت لاتزال كامنة بين يديه، والمليشيات التي بلغت الملايين من المؤيدين، وحجم الأسلحة المخزنة في 10 آلاف مخزن سلاح في الصحراء العراقية، وطبقاً لرواية القائد الثاني للحرس الجمهوري العراقي اللواء ماهر السامرائي، فقد كان العراق قادراً على خوض مقاومة وطنية لسنوات طويلة، دون حاجة لدعم خارجي، لكن الدكتاتور لم يكن لديه -أصلاً- مشروع حقيقي أو استراتيجية صمود ودفاع، فقد سلم القيادات العسكرية العليا لأولاده وإخوته وأبناء عمومته، وعشيرته من تكريت، ولشباب قليلي الخبرة محدودي التعليم، وأبعد القيادات الوطنية الكبيرة القادرة على العمل الخلاق ضد العدوان الأجنبي.
الشلة البيروقراطية العائلية العشيرية لم تكن قيادة حقيقية، بل كانت تكرر ما يحب سماعه فقط، وتكيل له المديح والتعظيم المنافق، ومن وسطها كانت أمريكا تجند العملاء والمخربين، وذلك لم يحدث خارج توقعاته المنطقية والمعلوماتية، فقد كان نفاقاً لا يخلو من معرفته واطلاعه، ومع ذلك استمر، فما داموا يبجلونه فهم أخيار دوماً!
كان الحديث الظاهري عن الصمود مزيجاً من التهريج الإعلامي لـ(الصحّاف) عن المعارك غير التقليدية و(الموت للعلوج) على أسوار بغداد، ومحارق النفط المنتظرة، وفتح السدود المائية، وتدمير الكباري السبعة التي تقود إلى بغداد عبر نهر الفرات للقوات القادمة من الصحراء السعودية - الكويتية ملتفة على العاصمة. لم يصدق شيء!
التحجج بالسلاح الأمريكي الحارق في واقعة قصف مطار بغداد الدولي، لم يكن مبرراً للاستسلام والفرار من العاصمة وتسليمها ولا بنسبة 5%.
وقائع يصفها اللواء ماهر السامرائي حول الأيام الأخيرة، يُفهم منها أن الدائرة المحيطة بالزعيم كانت مخترقة بشكل واسع، حيث إن جميع الخطط التي تم وضعها لمواجهة الهجوم على بغداد كانت تجد طرقها الفورية إلى الأمريكان بسهولة وعبر الموبايلات، وقد تم شراء القائد التنفيذي المشرف على إنفاذها، ولم يلتفت الزعيم إلا والقوات قد مرت على الجسور بسلام، ووصلت إلى بُعد خطوات من القصور الرئاسية. كانت خطة (خنادق النفط الحارقة) تتحين وصول القوات البرية الأمريكية مشارف بغداد، لكنها وصلت للأمريكان، وتم قصف الخنادق من الجو، والتحرك بعيداً عن الخطوط المتوقعة.
وفي الأخير يعلق السامرائي -وهو الشخصية الوطنية المعترف بها في العراق- حول قصور استخدام الحرس الجمهوري القوة الكبرى المهابة في السابق، وعجزها عن تنظيم حرب المقاومة ضد الغزو، مبرراً ذلك بالأسلوب العائلي في تعيين قيادة الحرس الجمهوري، وخاصة تعيين الولد قصي قائداً للحرس، وإناطته إدارة المهمة الكبرى، وخبرته العسكرية والقتالية ضعيفة ودون مستوى التحدي الكبير؛ فانعكس ذلك في كل المفاصل القيادية.
بعد أن وصل الأمريكيون إلى مشارف العاصمة كان وزير الدفاع اللواء سلطان هاشم - في آخر أوامره - قد أمر الجيش العراقي أن يتوجهوا إلى البيوت. لم يكن الجندي العراقي جباناً ليهرب أو يخاف العدو، كان شجاعاً ومقاتلاً صلباً، لكنه كان ضحية الاستبداد الذي بلّد عقله وأحبط فكره وحطم نفسيته بإشاعة اليأس والقنوط، كما كانت جماهيره لا تبادله الاحترام والتقدير الذي يتوقعه كل جيش، ويدفعه للصمود والتضحية في سبيل أهداف ومعانٍ سامية. كانت قطاعات واسعة من الشعب العراقي تتمنى زوال الزعيم وحكمه، ولا ترى في الجيش إلا أداة لقمع الشعب، ولم يكن هذا من باب الدعاية المعادية، بل كان واقعاً حياً، فالثابت أن النظام كان تسلطياً قاسياً فاق كل تصور، ووصل الألم والقهر إلى أغلب البيوت العراقية، ولذلك صار الاحتقار والكراهية لدى الشعب دِيناً له. فلم يُسمع في العالم عن شعب يهلل فرحاً لغزو بلاده إلا في العراق! هل لأن الشعب العراقي كله كان عميلاً للأمريكيين؟ هل لأن أغلبيته شيعية أو كردية... والحاكم كان داعشياً سلفياً وهابياً؟ الجواب: لا، فالحاكم كان علمانياً متغرباً ميكيافيلياً ذا ثقافة متعصبة -قومياً وعشائرياً- وكان أسهل ما يمكنه القيام به هو تصفية الخصوم السياسيين والتنكيل بهم.

أسرار الاحتلال والتحرير
الجيش العراقي هو الذي يحمل أسرار الاحتلال والتحرير معاً، خنوع الجيش العراقي للديكتاتورية العائلية العشيرية المغلفة بشعارات ديماغوجية قومية وعروبية زائفة ومتخلفة وشوفينية النكهة، ومسايرته للمزاج الاستبدادي، حولته تدريجياً من جيش وطني شعبي وثوري وقومي رائد، إلى النقيض من ذلك تماماً، كل ذلك أدى إلى قهر الشعب العربي والشعوب المتاخمة الشقيقة داخل وخارج العراق، وتدريجياً حوّله إلى ما يشبه الدرك البوليسي أكثر منه جيشاً، خاصة خلال العقد الأخير من التنازلات والخنوع لشروط التفتيش الغربية، وظروف الحصار الطويلة التي ألغت دور الجيش الوطني الكفاحي السابقة، وحددت مجالاته وأسلحته ومخازنه، بعد أن قبل الزعيم حياة الإذلال والمهانة الطويلة والتجويع والاستنزاف في ظل (كلنتون) وقبله (بوش الأب).

الفرص المهدرة
من عجيب المصادفات والتطورات أنه توافرت للقيادة العراقية فرص يحسدها عليها كل القادة الوطنيين الذين عرضتهم أمريكا للحصار والتطويق، ومع ذلك تمكنوا من كسر الحصار والتحرر من أطواق الامبريالية الأمريكية رغم قلة الفرص والموارد لديهم بالقياس إلى ما كان لدى الزعيم العراقي صدام.
أهم الموارد التي فرط بها الزعيم كانت القوى الوطنية العراقية المعادية للاستعمار والامبريالية والرجعية، ذات الباع الطويل في الكفاح الوطني، وكانت تأمل أن يتذكرها، وأن يضع حداً لرحلة المعاناة والشتات التي فرضها عليها، والعمل للتصالح مع الذات ومع الشعب ومع الوطن، مع الحزب الواحد ذاته الذي يحكم باسمه، وكانت المصالحة الوطنية كفيلة بطي عهود من الجراح والفرقة.
إن صدام كان من القادة القلائل في التاريخ الذين امتلكوا مخزوناً هائلاً من اللامبالاة وعدم الاكتراث والغطرسة للدرجة التي يقامر فيها بإبادة وتشريد شعب بأكمله، ولأجل البقاء، سواء بيديه أو بقراراته وخياراته. وكان بيده منع ذلك على الأقل بمواجهة الاحتلال!
ذكر أحد القادة الأمريكيين الذين عايشوا السنوات الأخيرة من حكم الشاه، أنه بعد أن تلقى اللوم من المخابرات والإدارات الأمريكية التي كانت تضغط لحصول المزيد من القمع والتنكيل بالمعارضين والفئات الشعبية ورجال الدين لإخماد الثورة؛ قال للسفير الأمريكي أكثر من مرة إنه لا يستطيع (قتل نصف شعبه ليحكم النصف الآخر). وهي كلمات بليغة، إن صدقت، وبرغم كل الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الإيراني الثائر، لكن بالمقابل فإن الزعيم كان مستعداً لإفناء ثلثي شعبه، بل ثلاثة أرباعه، وهو يدخن ببرودة أعصاب! وبالطبع فالمقارنة كبيرة بين النموذجين.
الدروس والعبر كثيرة وعميقة وبالغة الأهمية -برغم مرارتها- خاصة الآن، ويطول البحث فيها، لكننا نعتقد بأننا قد أسهبنا في عرضها، لاسيما المواد المنشورة -في أربعة أجزاء/ حلقات- بوقت سابق في هذه الصحيفة (لا)، وكانت - ومنها هذه المادة - خلاصة لدراسات تواصلت لسنوات حول نماذج القادة والثورات، ودراسات مقارنة بين حروب التحرر الوطنية ونتائجها والعوامل التي أفضت إليها، وتركزت في المادة المنشورة حول نموذجي فيتنام والعراق.. وهي حالياً في تطوير أوشك على الانتهاء، أملاً بصدوره ككتاب متواضع نحاول به أن نضع ولو نقطة في سطور الانتصار والتحرر، وما أقله من واجب.

@ كاتب ومحلل استراتيجي وسياسي - رئيس تحضيرية الحزب الاشتراكي اليمني (ضد العدوان).