تطريز بالذهب على كراســـة الذكرى الثانية للثورة
21 أيلول.. شــهادة وطن وفــاتحة استقلال


لطالما كانت الثورة زاد المستضعفين، توقهم وشغفهم الذي لا يخمد، معينهم الذي لا ينضب في مواجهة العصف الدموي لقوى الغطرسة والجريمة ومصاصي دماء البشرية. ها هي 21 أيلول تدخل عامها الثالث متوهجة كالفجر، تتجذر في عمق التاريخ، وفي قلوب أبنائها، يدافعون عنها وعن الوطن الذي لا مساومة عليه.. ها هي الثورة، تفجرت وتتفجر كل يوم، تواجه صلف الإمبريالية وتقاليدها مع كل وطن يتحرر من حظيرتها، وينتفض الملايين دون عودة إلا بالظفر، ها هي أيلول، تتوهج في عيون أهلها كل يوم وكل لحظة كأنها في ولادتها، تشرق في سمائهم تبدد الظلمة وتزيح عن كاهلهم صدأ الزمن والقهر والعيش الجبان..
في الذكرى الثانية للثورة، ارتأت (لا) أن تقدم لقرائها استطلاعاً عنها، فضلت أن تنقله لكم كما كتبه أصحابه.
 رئيس تحضيرية الاشتراكي علي نعمان المقطري:
21 سبتمبر، كربلاؤنا، سهولنا العطشى إلى المجد، تحلق على خصلات الجياد العتيقة، حضنٌ رؤوم لكل أمٍّ عاقرها الفقد، لكل محروم شردته القسوة على الأرصفة.. 21 أيلول، ثورة طيلة عامين تُعمدُ بالدم النازف على مذابح الحرية الشعبية والإنسانية والوطنية، دفاعاً عن أشرف قضية وأنبلها، عن الوطن وعن حق أهله في تقرير مصيرهم وطريقهم باستقلال وحرية، ليرفعوا عن كواهلهم وصدورهم الأثقال التي ترسف فيها أقدام الأمة وتثقلها بقيودها، ترفض أن يستعبدنا غلمانه كما فعل لـ50 عاماً مضت قبل أن نثور ونكسر قيوده، ونسحق مراكز نفوذه وقلاع ركائزه وقواعد سيطرته، وندوس وكلاءه. إنها كربلاء جديدة تؤسس كل يوم في بقاع الأرض المعذبة بقهر الاستكبار الإمبريالي وبعهر الطغيان المالي الدولي، وما دام يزيد الطواغيت يولد كل يوم في رحم مظالم العصر وبطره وتكبره وجشعه الضاري الذي لايعرف الرحمة؛ فليس أمام الشعب من خيار سوى المواجهة والصمود على أي وجه كان وعلى أية نتيجة كانت، لايهم إن وقع الموت علينا أم وقعنا عليه، فسيان، ذاك دأبنا وتلك عاداتنا وعقائدنا.

 الإعلامي والسياسي أحمد الحبيشي:
 انتفاضة شعبية ثورية، ثم ماذا عملت هذه الانتفاضة؟ هذه الانتفاضة صححت الأخطاء التي وقعت فيها ثورتا سبتمبر وأكتوبر. من الذي سقط يوم 21 سبتمبر؟
سقطت الأوليغارشيات العسكرية والقبلية والدينية والإقطاعية التي اختطفت ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر والوحدة والديمقراطية والسلطة والثروة.. التي انشقت عن النظام يوم 11 فبراير الأسود، ونسقت مع السفارة الأمريكية ومع برنارد ليفي في 11 فبراير.
لذا أعتبر أن انتفاضة 21 أيلول الشعبية هي امتداد حي لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وأنجزت ما عجزت عنه قوى ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر خلال 50 عاماً، عندما تعرضت للاختطاف من قبل الأوليغارشيات القبلية والعسكرية والدينية التي كان يتكون منها النظام.
- من حوار سابق أجرته معه (لا)..

 الدكتور سامي عطا:
في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، انتهت وصاية السعودية على اليمن، انتهى الارتهان للشقيقة بسقوط المبادرة، والبلاد تتجه إلى إسقاط الوصاية الخارجية والارتهان الخارجي...!
كنت ولازلت آمل أن يخرج البلد من تحت الوصاية والارتهان، لأن قيام الدولة مرهون بالسيادة الكاملة على القرار اليمني، ولا يمكن أن تقوم دولة قرارها مصادر، وهذا كان أملي من 21 سبتمبر، ولم أفقد الأمل بعد.

الدكتور خليل قاسم:
إن ثورة 21 أيلو ل 2014م هي تتويج للثورات اليمنية طيلة القرنين الماضيين، لتنطلق بشعبنا نحو الاستقلال والتغيير الحقيقيين، تعبيراً عن كافة طموحات شعبنا التي هَبَّ من أجلها إلى ساحات الثورة في 2011م.
لقد جاءت أيلول وفق منهج ثوري جهادي مستمد من ثقافتنا وعقيدتنا وبقيادة أحد مكونات ساحات الثورة بعد أن اختطفت ثورة 2011م من قبل الجماعات الانتهازية والعميلة من الأحزاب السياسية بقيادة التيار الوهابي لحزب الإصلاح، وبإيعاز من القوى الاستعمارية والرجعية العربية، التي أجهضت من قبل ثوراتنا الأم سبتمبر وأكتوبر في ستينيات القرن الماضي، ولذلك فأيلول 2014م جاءت كنتاج لنكوص تك الثورات، وتتوج نضال شعبنا اليمني بالانتصار الحقيقي الذي سينجز كافة أهداف ثوراته، وينقله إلى المستقبل المشرق.

 الناشط الحقوقي والسياسي طلعت الشرجبي:
 أجد في 21 سبتمبر ثورة طليعتها قوى ثورية معبرة عن شريحة واسعة من البسطاء والمقهورين أبناء الريف والفلاحين. استطاعت أن ترد الاعتبار لهؤلاء البسطاء والمقهورين بإسقاط قوى التسلط والنفود القبلي والعسكري إلى غير رجعة. استطاعت قلب الطاولة على القوى السياسية التي أوهمتنا بتبنيها مشروعاً وطنياً، اتضح أنه زائف، يحمل في طياته مشروعاً تآمرياً تفكيكياً يعيد تقسيم البلد في ما بين تلك القوى، ويعمل على تشويه كل الأماني الجميلة التي حملها الشباب في ثورة 11 فبراير، بداية بالدستور وهيكلة الجيش والدولة وانتهاءً بالأقلمة.
لقد مثلت 21 سبتمبر إرادة يمنية للتحرر من الهيمنة والتسلط الخارجي المفروض على اليمن منذ عقود، لاسيما الهيمنة السعودية، وهو ما تكالب ضده العالم بكل إمكانياته لضربه وإعادة البلد للحظيرة السعودية الأمريكية. كما كشفت الثورة زيف الادعاءات لدى المجتمع الدولي بالدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان وسيادة الدول.

 القاضي أحمد المساوى:
إن أبرز ما تميزت به ثورة ٢١ سبتمبر، أنها ثورة شبابية تجاوزت كل النخب التقليدية في البلد، واستوعبت في حراكها مختلف الفعاليات والقواعد الاجتماعية والسياسية، وأحدثت حراكاً وجدلاً مجتمعياً كبيراً جداً، وبفعل عدد من المتغيرات تطور الأمر على مراحل حتى انتهى بتجاوز معادلات وقواعد الأطراف التقليدية التي كبلت بها الحركة والنشاط السياسي للبلد، وربطته بالسفارتين الأمريكية والسعودية.
لقد نجحت الثورة بكشف حجم القوى التقليدية وهشاشتها، وبأنها لم تكن تراهن في بقائها واستمرار سيطرتها على البلد إلا على الخارج الذي تعمل وفق رؤيته ومشاريعه، وكشفت أن الشارع اليمني لم يكن ضمن حساباتها.

 الكاتب مالك المداني:
21 سبتمبر ميلاد وطن، ميلاد لأمل وحلم 30 مليون يمني بدولة كريمة تنتصر للمظلومين والمستضعفين، وتُعزّهم، تستعيد أمجاداً وهوية سلبت، بل اغتصبت منذ زمن طويل.. 21 سبتمبر تاريخ مولد ثورة المستضعفين ونفرة الخائفين، تاريخ وأدِ طغيان الجبابرة وتعسف الاستكبار في الأيام الغابرة، هو التاريخ الذي تعانقت فيه محابر القلم برصاص البنادق، وتوافقت عليه ربطات العنق وأحزمة الجنابي... هو التاريخ الذي جمع كل النقائض بشكل غير مسبوق.. في الحقيقة نحن نشهد حدثاً بمستوى أن يكون علامة فارقة في سجلات التاريخ! وقريباً ستؤرخ البشرية ما حدث من وقائع بـ: (قبل 21 سبتمبر - وبعد 21 سبتمبر)، ما قبل ميلاد الثورة اليمانية أو بعد ميلادها، وباختصار 21 سبتمبر تاريخ ميلاد الكرامة للبشرية جمعاء بلا استثناء.

 الكاتب اليساري أنس القاضي:
هي ثورة وطنية ديمقراطية تحررية صاعدة، مناهضة للرأسمال الاحتكاري العالمي، ومؤسساته النقدية، وفاتحة الأبواب أمام التطور الرأسمالي المحلي، بدكها بقايا الإقطاع والبيروقراطية العسكرية والمدنية، تمهد لنظام ديمقراطي واقتصاد إنتاجي، لها أسباب وعوامل موضوعية تاريخية. أمّا قرار الجُرعة ودعوة السيد إلى الخروج بالمطالب الثلاثة المعروفة، فكان القفزة التاريخية، الشكل الضروري للانتقال من كيفية إلى أُخرى، باعتباره نتيجة تراكم تغيرات كمية تدريجية غير محسوسة؛ إنها لحظة انقطاع التطور الكمي وانبثاق الكيفية الجديدة، التي عبرت عن التناقضات التاريخية التي اعتملت في أحشاء الواقع القديم الذي كان قائماً على الاستبداد والاستغلال والتبعية، وثبتت مكتسبات، وبشرت بواقع جديد أكثر حُـريّة وديمقراطية وعدالة.

 عضو الثورية العليا الزعيم السياسي والثوري للأخدام محمد القيرعي: لـ21 أيلول إنجازات بارزة لسائر المقهورين اليمنيين:
21 أيلول اختصرت 150 عاماً من نضال الأخدام، وجودنا اليوم وإن كان بعضو واحد في اللجنة الثورية العليا، هو تمكين حقيقي بعد تهميش طال لمدة 1500 سنة. كما أن من أبرز سمات التحول الثوري الاجتماعي العميق لثورة 21 أيلول، هو التحول الاجتماعي العميق الذي حدث على صعيد القبيلة، القبيلة التي كانت واقعة ضمن الهيمنة الاحتكارية لآل الأحمر، كانت تشكل أبرز أدوات الاستبداد الاجتماعي الموجهة من قبل آل الأحمر وباقي السلطة ونظام الدولة العميقة التابعة للمنظومة الامبريالية العالمية.
أغلب فئات المجتمع اليمني هي مهمشة ومقهورة بالتأكيد، لكن مشكلتهم أنهم غير راضين بواقعهم الاجتماعي كأخدام جدد، على عكسنا نحن الأخدام التقليديين.. هناك جملة إشكاليات اجتماعية، لكن معالجة قضايا اجتماعية شائكة بهذا الشكل لن تتم من خلال مرحلة ثورية معينة، بل تتطلب عقوداً طويلة أحياناً من الصبر، من الحداثة، من التقدم، من العمل، وهذا يتطلب أولاً مصفوفة وطنية واسعة من القوانين التي تُحترم أولاً، وتنفذ من أجل إعادة التوازن الاجتماعي وخلق شروط وفرص العدالة الاجتماعية على كل المستويات.
- من حوار سابق أجرته معه صحيفة (لا)..

 أمين عام حزب الكرامة، ورئيس تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان عبدالملك الحجري:
ثورة 21 سبتمبر 2014 المجيدة تأتي امتداداً لثورة 11 فبراير 2011 التي لم تستطع التخلص من بقايا عصابة 78 الممثلة بالتحالف القبلي العسكري الديني الذي قضى على المشروع الوطني باغتياله للرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ورفاقه. 
إننا في حزب الكرامة اليمني ننظر إلى ثورة 21 سبتمبر المجيدة باعتبارها ثورة الشعب الحقيقية التي استطاعت التخلص من مراكز النفوذ التقليدية العسكرية والقبلية والدينية، ووضعت الدعائم الأولى لبناء الدولة اليمنية المدنية الديمقراطية العادلة، دولة المواطنة المتساوية وسيادة القانون.
وما حصل بعد الثورة من محاولة لإجهاضها سياسياً ووطنياً وإفراغها من مضمونها السياسي والاقتصادي والاجتماعي الهادف لتحقيق العيش الكريم والحرية والمواطنة المتساوية والسيادة الوطنية، يؤكد صوابية موقفنا من الثورة. كما أن رغبة القوى الدولية النافذة، وفي مقدمتها العدو الأمريكي، والقوى الإقليمية النافذة، وفي مقدمتها نظام العدو السعودي، في إجهاض ثورة 21 سبتمبر وإعادة اليمن مجدداً إلى مربع النفوذ الأمريكي السعودي، تؤكد أيضاً صوابية موقفنا.. باختصار؛ ثورة 21 سبتمبر بالنسبة لنا ثورة عنوانها التحدي والصمود حتى الانتصار لكامل أهدافها، والقضاء على الهيمنة والوصاية الخارجية وعملائهم وأذنابهم في الداخل. فلتحي ثورة 21 سبتمبر المجيدة.

 رئيس المركز اليمني للدراسات والبحوث عبد الملك العجري:
21 أيلول/ سبتمبر أفلحت في توجيه أعنف ضربة منذ 1962م لمثلث الحلف التاريخي: الإقطاع القبلي، العسكري، الديني.
لربما من المبكر الحكم على ثورة 21 سبتمبر، لكن؛ بما أن التغيير يمثل جوهر الحدث الثوري، فإن التغييرات التي أحدثتها أو تناضل لإحداثها، أكثر عمقاً مما أحدثته ثورة فبراير، كلحظتين ثوريتين في المسار الثوري العام، سواءً على الصعيد السياسي الداخلي أو الخارجي، أو الأمني أو الاقتصادي.
وقد يتعلل البعض بالإجماع الشعبي أو الوطني على الثورة، ومع ما للاحتضان الشعبي من أهمية بالنسبة للثورة، إلا أن شرط الإجماع لم يتحقق لأية ثورة في العالم الحديث، وفي الثورة الصينية كان الجيش التابع لحكومة الكومينتانغ ثلاثة أضعاف ونصف جيش التحرير الشعبي بقيادة قائد الثورة الصينية ماو تسي تونغ.

 الأمين العام المساعد لحزب جبهة التحرير أحمد العليي:
عامان من الأمل والخوف: كسياسي حلمت يوماً بوطن أعيش فيه وسائر أبناء الشعب حراً عزيزاً سعيداً أستظل برعاية دولة توفر لي النظام والقانون والعدالة بمفهومها الشامل، وتحمي حقوقي كافة. عشت تجارب عدة مع أنظمة حكمت وطني شماله وجنوبه، ومنذ نعومة أظفاري، كلها مخيبة لآمالي، باستثناء تجربة الشهيد إبراهيم الحمدي..
في العام 2014م رأينا حراكاً سياسياً يقوم به إخوة لنا تعرضوا لظلم كبير، بقيادة أدركنا حكمتها، ورجال صدقوا الله ما عاهدوه، التف الجميع حول الوليد الجديد أملاً في الحرية والعدالة والمساواة، وكانت المؤشرات مبشرة بذلك، لكن عملاء الخارج والمرتزقة ومراكز قوى النهب والقتل كانت قد أعدت الشراك لإفشال هذه المحاولة وإيقاعها. كان العدوان العسكري الشامل على اليمن وفرض حصار خانق على شعبه وقتل النساء والأطفال بعضاً من وسائل إجهاض الثورة والقضاء على حلمي وحلم كل اليمنيين..

 الرفيق المجاهد ذي يزن علي: 
أيلول المستضعفون ينتصرون..  يلمون شعثهم، ينسلخون عن معابد خوفهم، يمتلئون بالفكرة، ثم ينصهرون فيها فيولدون.. وتولد أمة جديدة ومصير. 
وها نحن نخوض حربنا الأخيرة.. هرمجديون الإنسان المنبعث من الرماد وأغنيات الوعد القديم وأعين الأمل.. نحو فجر جديد وأنشودة الأمة التي انتصرت وقاتلت وانتصرت وانتصر.. وانتصرت.. على معابد خوفهم.

لا مكان للخونة بيننا
ـ الدكتور عبدالفتاح الجنيد، نائب رئيس فرع المؤتمر بتعز، تحدث عن هذه المناسبة قائلاً: كان لقيام ثورة 21 أيلول بالغ الأهمية من أجل التحرر والاستقلال من التبعية والارتزاق والارتهان للأعداء، لذلك مثلت هذه الثورة المباركة منعطفاً تاريخياً في حياة الشعب اليمني من حيث القضاء على أكبر قلعة فساد وارتهان في تاريخ اليمن.
وأضاف الجنيد: عندما أحس الشعب بالخطر المحدق بالوطن والتآمر الذي يحاك ضده من قبل العملاء والخونة في البلاد، وفي مقدمتهم الفار هادي، في التخطيط والتآمر على الشعب والوطن من حيث تمزيق نسيجه الاجتماعي والتفريط في سيادته وتدميره وتمزيق جيشه وتعطيل منظومته الدفاعية خدمة للمشروع الأمريكي والإسرائيلي وأدواتهم في المنطقة وفي مقدمتها السعودية، تحرك الشعب اليمني معلناً ثورته في وجه الطغاة والمستكبرين، قائلاً لهم بأنه لا مكان للخونة بيننا، فقاد ثورة نجحت في التخلص من كل هذه الأدوات التي عاثت في الأرض فساداً.
وقال: إن فشل المشروع الأمريكي الصهيوني السعودي في اليمن وانهزام مرتزقتهم، جعلهم يشكلون تحالفاً دولياً بقيادة السعودية، وشنوا عدواناً غاشماً على الشعب اليمني، استخدموا فيه كل الوسائل العسكرية والمادية والإعلامية، من أجل إفشال هذه الثورة المباركة، وتمرير مخططهم التمزيقي وتركيع الشعب اليمني.. لكن بصمود الشعب اليمني وبسالة جيشنا ولجننا الشعبية في كل الجبهات، مني هذا التحالف بالهزيمة النكراء.
وأكد نائب رئيس مؤتمر تعز أن الاتفاق السياسي بين المؤتمر وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم، وتشكيل المجلس السياسي الأعلى، ثمرة من ثمار هذه الثورة المباركة، منوهاً إلى أن الاتفاق جاء تلبية لطموح الشعب في رص الصف وتوحيد الجبهة الداخلية وقطع الطريق أمام العدوان ومرتزقته في تمرير مشروعهم التآمري على اليمن.

تحول استراتيجي كبير للقرار اليمني
ـ بدوره قال الأستاذ عبدالرحمن الرميمة، رئيس اللجنة الفنية بمؤتمر تعز: الـ21 من أيلول ذكرى تحول استراتيجي كبير للقرار اليمني الحر من ربقة الخنوع والعمالة والانصياع لتوجيهات الخارج، إضافة إلى القضاء على أكبر قلعة فساد عرفها الشعب اليمني، والتخلص من أكبر لوبي جعل من اليمن شمالاً وجنوباً مسرحاً للفساد المنظم وغرفة خلفية لوكر العمالة والارتزاق والتبعية المقيتة والارتهان الكامل لأعداء البلاد. 
وقال الرميمة: كان الـ21 من أيلول إيذاناً بالتحرر والفكاك من الرضوخ القسري المفروض على شعبنا من قبل حفنة من العملاء برئاسة الوضيع.. كل ذلك أغضب أعداء الوطن الذين كانوا في مرحلة تفصيل وطن يمني منقوص السيادة والإرادة. فبهت الذي كفر بـ21 أيلول، وسحب البساط من تحت أقدام الأعداء التاريخيين من خارج الوطن، وكذا صدم العملاء والمرتزقة في الداخل، فبيتوا جميعاً ذلكم العدوان الذي لم يحصل في التاريخ. ورغم كل ذلك فقد انتصرت الإرادة اليمنية، وصنعت نصراً لايمكن إA275; أن يكون معجزة في تاريخ الحروب والمعارك. ورغم المعاناة التي يعانيها الشعب اليمني، إA275; أننا نمتلك قوة جعلتنا نهزم أكبر قوة عسكرية تحت أقدام المجاهدين. ويكفي أن الأمم المتحدة ومنظماتها تعرت أمام العالم، وكانت قوة اليمنيين هي التي عرت سياسات العالم المسخ الذي عجز أن يحمي الطفولة في اليمن.. وأكد أن 21 أيلول ثورة قادها رجال الله، وستظل نقطة تحول لصنع المستقبل الجديد الذي يسطره جيشنا ولجاننا في كل الجبهات، وسننتصر لأننا أصحاب حق، وسنهزم العدوان لأن الله A275; يحب المعتدين.  

ذكرى عظيمة على قلوب أبناء اليمن
ـ من جانبه تحدث الدكتور حمود المليكي ـ أكاديمي ـ قائلاً: الذكرى الثانية لثورة الـ21 من أيلول هي ذكرى عظيمة على قلوب أبناء اليمن الأحرار الرافضين للعبودية والتبعية أصحاب العزة والكرامة الواقفين في وجه العدوان السلولي الغاشم الذي استباح أرضنا وقتل أبناءنا وشيوخنا ونساءنا، وهدم مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا المدنية وغيرها.. وأضاف: جاءت ثورة 21 أيلول ملبية لطموحات الشعب اليمني الذي عانى من جبروت شلة طاغية عملت لعقود على استعباد الشعب اليمني وسلب حريته وتمزيق نسيجه الاجتماعي خدمة للارتهان الخارجي وإرضاء لأسيادهم واستغلال ثرواته وتسخيرها لصالحه، حيث نجحت الثورة في القضاء على هذه الشلة وإفشال مخططهم التآمري على الوطن، والذي كان يرمي إلى تمزيق الوطن وتدمير مقدرات الشعب اليمني.. وعندما شعرت السعودية بفشل مخططها في اليمن عبر أدواتها المحليين، عمدت إلى شن عدوان بربري غاشم على بلادنا من أجل تركيع الشعب اليمني وإذلاله وإكمال مخططها التآمري. لكن رغم ما يصنع المعتدون، فإننا منتصرون، وجيشنا ولجاننا الشعبية يلقنونهم أقوى الدروس في جبهات الحدود وغيرها.

التحرر من الذل والعبودية
ـ الأستاذ سيف محيي الدين، نائب رئيس الهيئة التنفيذية لنقابة المهن التعليمية, قال: الحديث عن ثورة الـ21 من أيلول حديث ذو شجون، حيث جاءت الثورة من أجل التحرر والاستقلال، وملبية لطموح الشعب اليمني الذي ظل لعقود يرزح تحت الظلم والذل والعبودية للخارج وأذيالهم في الداخل من قبل عصابة سخرت جميع ثروات البلاد لصالحها الخاص، وتعمل على خدمة أسيادها في الخارج، فكان لا بد للشعب أن يتحرك ويتحرر من هذا الهوان، وبعدما بدأت المؤامرة تظهر والمخطط ينكشف والمتمثل في تدمير البلاد وتفتيتها وتمزيق النسيج الاجتماعي وتمزيق وحدة الجيش الوطني بما يسمى هيكلة الجيش وتخريب الاقتصاد الوطني خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني السعودي من أجل تنفيذ مشروع الشرق الأوسط.. إلا أن يوم 21 أيلول أوقف تمرير هذا المخطط كاملاً، وعندما أحست السعودية بأن مخططها فشل، وأن أدواتها انهزمت، عمدت إلى تشكيل تحالف دولي، وشنت عدوانها الغاشم، وقاموا بضرب اليمن ومقدراته من جميع النواحي العسكرية والاقتصادية، وتدمير البنية التحتية من المعسكرات والمدارس والطرقات والجسور والجامعات والأسواق والمصانع والمساجد والآثار والتراث ومنازل المواطنين والشجر والحجر والأخضر واليابس. كما قامت بالحصار البري والجوي والبحري والإعلامي من أجل تجويع الشعب اليمني وتريكعه والمساس بكرامته.. وكان هذا كله تحت عيون وأنظار الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية، وتحت أنظار ومسامع المنظمات الحقوقية والعالمية التي لم تحرك ساكناً.
وأضاف: ثورة 21 أيلول أفضت إلى الاتفاق السياسي الذي تم بين المؤتمر وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم، وتشكيل المجلس السياسي الأعلى من أجل مواجهة العدوان البربري الفاشي النازي الأمريكي الصهيوني السعودي.
وقال محيي الدين: عبر صحيفتكم الموقرة يسرنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للشعب اليمني والقيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى، ونطالب بسرعة تشكيل الحكومة من أجل تسيير عمل الوزارات والمؤسسات، والإسراع باستكمال ما تم الاتفاق عليه وتنفيذه، وقطع الطريق أمام العدوان ومرتزقته، وأن يكون اختيار الحكومة من الكفاءات.

أسقطت الأقنعة المزيفة
ـ المحامي خالد عبدالله الصوفي ـ عضو قيادة أحزاب التحالف بتعز رئيس فرع حزب جبهة التحرير, قال: حقيقة الـ21 من أيلول مثل منعطفاً حقيقياً في حياة الشعب اليمني، بعد أن كانت بعض القوى المتطرفة أوشكت أن تفرض أجندتها الضالة على شعبنا، لولا يقظة أولئك الرجال الذين أدركوا حقيقة المؤامرة التي تحاك على وطننا، فبذلوا أرواحهم رخيصة للحيلولة دون تحقيق تلك الأهداف الدنيئة والمبادئ الهدامة، لترمي بتلك الحثالات في مزابل التاريخ، وتسقط الأقنعة، وتكشف الزيف لتلك القوى التي اتشحت في يوم من الأيام بوشاح الثورية، فكانت ثورة الـ21 من أيلول عبارة عن مجهر اكتشفنا من خلاله الطفيليات والجراثيم، وسقط القناع..  وأضاف الصوفي: 21 أيلول هو يوم انعتاق لهذا الشعب، وهو يوم خالد في ذاكرة التاريخ، يوم استعاد فيه الوطن نفسه واستعاد قراره واستعاد شموخه وريادته.. الـ21 من أيلول يوم انتصار للإرادة وجه فيه الشعب اليمني أقوى رسائله للعالم بأننا شعب لن نرضى الهوان، شعب لا مكان فيه للعملاء والخونة والمرتزقة، شعب قادر على أن يصنع المجد، شعب يملك قراره.. بورك به من يوم أغر.

إفشال للمخطط التآمري على اليمن
ـ الأستاذ عبدالله الرميمة تحدث بدوره عن المناسبة قائلاً: عندما نتحدث عن ثورة الـ21 من أيلول نتحدث عن الحرية والكرامة لشعب فرضت عليه قيود التبعية والارتهان، شعب صابر تحكمت فيه وفي قوته ثلة من الفاسدين من رجالات الصف الأول وطغمة تمتهن الارتزاق باسم الدين، وكلهم كانوا عبئاً ثقيلاً على الوطن، بدأت وجوههم القبيحة تظهر ومشروعهم التآمري يخرج الى العلن بدءاً من تاريخ الربيع العبري الذي توج في مبادرة خليجية أمريكية ليحل الفار هادي لينفذ الأجندة المرسومة لتخريب الوطن وتفتيته، فاختار حكومة على سياق المخطط التآمري بدأت في أخونة الدولة ونهب المال العام وتفكيك الجيش وتدمير الأسلحة خاصة تلك المضادة للطيران عبر فريق أمريكي أردني، كل هذا لغرض تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني، والشعب يرى ويتألم لما يحدث، حتى أذن الله لهذا الشعب أن يتحرر من ربقة الفساد والظلم والجور الجاثم على صدره لدرجة أن من يرفع صوته قتل ومن كتب قتل، فكثر القتل والتفجيرات وسلب الأمن من يمن الإيمان، فهيأ الله لهذا الشعب قيادة مؤمنة بالله صادقة مع الله والوطن والشعب، وقائداً استشعر خطر المؤامرات التي تحاك ضد الوطن والشعب، فأعلنها ثورة، وصرخ في وجه المستكبرين والأعداء، والتف وراء قيادته الأحرار والشرفاء من أبناء هذا الوطن، لتكون مهمة الثورة أولاً القضاء على عصابة الفساد والإجرام في الداخل واجتثاثها، وهذا ما تم فعلاً، وثانياً تحرير الوطن من العبودية والارتهان والتخلص من الوصاية والهيمنة المفروضة عليه إقليمياً ودولياً، فكان لا بد من أن يمتلك الشعب قراره والوطن سيادته المنتهكة، فكانت ثورة الـ21 من أيلول هي المخرج الوحيد الذي فيها تنفس الشعب، وقدم التضحيات في سبيل نيل الحرية والكرامة والاستقلال. كما قضت هذه الثورة على عصابات الفساد والخونة، ولقنت أدواتها المتمثلة بداعش والقاعدة دروساً، واجتثتهم من أغلب محافظات الجمهورية.
وعندما أحست مملكة العهر الوهابية بانهزام أدواتها في اليمن وفشل مخططها، شكلت تحالفاً عالمياً، وسخرت له كل الإمكانيات، وشنت عدوانها على اليمن، فارتكبت أبشع المجازر في حق الشعب اليمني، ودمرت بناه التحتية بشكل عام. فكانت من أولويات الثورة الحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار، فكان الإعلان الدستوري واللجنة الثورية التي كانت جديرة بالمحافظة على مؤسسات الدولة، فزاد صلف العدوان، واستمرت همجيته في استهداف الوطن والشعب بكل ما يملكون، والدفع بالمرتزقة وتدفق الأموال والأسلحة للخونة وعملاء ومنافقي الداخل ليخففوا عن أنفسهم وطأة الضربات التي تتلقاها جيوشهم، والهزائم التي منيوا بها في مختلف الجبهات من قبل الجيش واللجان الشعبية، وصمود الشعب اليمني الذي رفض الخضوع والاستسلام، ووقف مسانداً وداعماً لهم، لتستمر معركة الشرف والبطولة.
 
شهادةٌ في حب الوطن 
ـ من جهتها قالت الناشطة المؤتمرية زهور البعداني: ثورة 21 أيلول شهادةٌ في حب الوطن والتضحية من أجله، ولن يكسب الوطن معركة التقدم والنصر إلا بالوحدة والتآلف والتكاتف في ما بيننا.. فنحن أمةٌ مؤمنةٌ، والأمة المؤمنة لا ترهبها أية قوةٍ في الأرض كيفما كانت عدتها وعتادها وقوتها وإمكانياتها وتقدمها، لأنها تثق أنها في رعاية الله وحفظه.. وسيظل الوطن مقبرةً للغزاة داخلياً من الإرهابيين والفاسدين، وخارجياً من القوى الغازية الطامعة بتبرها وترابها..
وأضافت: لن تذلنا أمريكا، ولن يخضعنا جبروت بعض الدول الكبرى، ولن نركع.. بلد الحكمة والإيمان محفوظٌ ولن يضيع.. قد يتعثر لكنه لن يقع.. وقد يهادن ولكنه لن يستسلم.. سندافع عن الوطن بأموالنا وأنفسنا، لأن التضحية من أجله فريضةٌ واجبة.. وسنقف صفاً واحداً حتى تخرج اليمن من كبوتها، وأن نجعل هدفنا جميعاً هو إرضاء الله، مؤكدين أن الانتماء للوطن لن يتحقق إلا بالحرص على وحدته، وذلك عن طريق من أصاب عاوناه ومن أخطأ فاوضناه ومن أصر حاورناه فإذا بلغ به العنادُ قاومناه..
وأشارت زهور إلى أن الاتفاق السياسي بين المؤتمر وأنصار الله جاء كخطوةٍ ضروريةٍ وهامةٍ في اتجاه تعزيز تلاحم الجبهة الداخلية ضد قوى العدوان ومرتزقته، مهنئةً ومباركةً لأنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه هذا الاتفاق الوطني السياسي المبارك، والذي من شأنه الحفاظ على مصالح الدولة وإدارتها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً واجتماعياً، وغير ذلك، وفقاً للدستور، وتتويجاً للانتصارات التي يحققها الجيش وأبطال اللجان الشعبية في سبيل تحرير الوطن..