مواجهة عقل يمني عسكري فذ
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / طلال سفيان
القوة الصاروخية شبح يؤرق عربان التحالف والكيان الصهيوني
مواجهة عقل يمني عسكري فذ
اليمن البلد العربي الأقدم، والبلد العربي الذي لم تستطع أية دولة أجنبية احتلاله، حتى الدولة العثمانية تجنبت دخوله بسبب تمسك أهله بأرضهم، إضافة إلى أنهم شعب متمرس بالحروب.
فاليمن تعد دولة مسلحة جيدة، تمتلك طائرات ودبابات، إضافة إلى صواريخ باليستية.
ومنذ 16 شهراً تتعرض اليمن إلى هجوم من 12 دولة.. شعب يتعرض لمجازر وحشية وطائرات تقصف كل شيء من مقدرات الجيش من ثكنات ومعسكرات ومخازن أسلحة، إلى بنية تحتية.
معادلة توازن
منذ أن تولى العميل عبدربه هادي رئاسة الجمهورية اليمنية، عمدت أمريكا إلى تدمير القوة العسكرية المتطورة والحديثة للجيش اليمني، فما نزال نتذكر مطالبة أمريكا لليمن بتسليم الصواريخ الروسية (سام) من نوع أرض جو، بحجة ألا تسيطر عليها الجماعات التي سمتها الإرهابية، وتسربت حينها بعض المعلومات عن تسليم بعض الصواريخ وإتلاف البعض الآخر. كما لا ننسى أيام كانت تتساقط الطائرات الحربية اليمنية في الشوارع والمدن... هكذا لأسباب مجهولة..!
وبعد ثورة 21 سبتمبر، وبعد هروب هادي من صنعاء، طمأن الدول الـ10 بأن القوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني أصبحت غير صالحة للاستخدام.
ولكن حدثت المفاجأة للداخل والخارج بعد مرور حوالي أربعة أشهر من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، عندما أطلقت القوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني واللجان الشعبية صاروخاً من نوع (سكود) إلى قاعدة (خميس مشيط) الجوية السعودية، ولحقه صاروخ آخر من نوع (سكود) إلى قاعدة (السليل) العسكرية في الرياض.. ومن هنا بدأت الحكاية الباليستية لليمن في مواجهة العدوان، فسرعان ما كشفت القوة الصاروخية اليمنية عن صواريخ من نوع (النجم الثاقب 1و2)، وبعدها صاروخ (الصرخة)، وبعدها صاروخ (الزلزال 1و2)... وهكذا لم يقف الجيش اليمني عند هذا الحد، بل وصل بهم الحال إلى أن قاموا بتطوير صاروخ (سام) الروسي، وزيادة مداه وتحويله من أرض جو إلى أرض أرض.
ومع احتدام المعارك التي فرضها طول أمد العدوان وحجم الدمار والخراب والخسائر المادية والبشرية في صفوف المدنيين اليمنيين من خلال القصف الهستيري الذي قامت به طائرات العدوان، برز صاروخ (توشكا) الذي هزم المحتلين والطغاة، ونكل بهم ومزقهم كل ممزق، حيث ألحق بالغزاة خسائر فادحة في مأرب وفي باب المندب وفي جيزان وقاعدة العند.
لم يتوقف اليمنيون بجيشهم ولجانهم عن الإعداد العسكري في مختلف المجالات، والتي كان ومازال أبرزها التصنيع الصاروخي المتطور كل مرة بشكل أكبر، كضرورة حتمية لمواجهة المعتدين والغزاة.
بعد أيام قلائل من بدء شن تحالف العدوان بقيادة السعودية العدوان العسكري ضد اليمن، ظهر الناطق العسكري باسم تحالف قوى الشر، متبجحاً في أحد المؤتمرات الصحفية، ليعلن أن طيران العدوان استطاع تدمير80% من القوة الصاروخية التي يمتلكها الجيش اليمني.
مضت الساعات والأيام والأشهر ومازال العدوان في غيه وجرمه يواصل تنفيذ مخططه الإجرامي بحق الشعب اليمني، بحقد فظيع، عبر القصف بطيرانه على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية، ليدمر كل المنجزات والبنية التحتية، ويقتل المواطنين الأبرياء، ويحرق الشجر والحجر، في ظل صمت مخزٍ من بعض المؤسسات والمنظمات الدولية ودول وشعوب العالم المتخاذل الذي خضع ونكس رأسه واستسلم للمال السعودي المدنس.
ولم تدم فرحة أولئك الحاقدين كثيراً بعد أن جاء الدور على أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية الذين أثبتوا منذ اللحظة الأولى للعدوان جدارتهم في الدفاع عن الوطن وأهله، وتفوقهم على قوى العدوان رغم بساطة الإمكانات العسكرية التي يمتلكها المقاتل اليمني، مقارنة مع ما تمتلكه جيوش تحالف العدوان ومرتزقتهم، واتخذ القرار بالبدء في تحريك وإدخال المنظومة الصاروخية اليمنية للرد ودك أوكار العدو السعودي داخل أراضيه، بعد أن كان قد تم تكليف جهاز المخابرات اليمني الذي أذهل العالم بقدراته العالية في اختراق المنظومة العسكرية السعودية داخل أراضيها وخارجها.
حيث تمكن هؤلاء الرجال من رصد وتحديد الأهداف العسكرية الدسمة للعدو السعودي، والتي تم استهدافها بعد ذلك بالصواريخ الباليستية التي أصابت أهدافها بدقة عالية، وأوقعت في صفوف العدو مئات القتلى وآلاف الجرحى من ضباطه وجنوده ومرتزقته، سواءً في الجبهات الداخلية أو داخل العمق السعودي، كما ألحقت به خسائر فادحة في عتاده العسكري، ودمرت معنويات قواته، وألحقت هزائم نفسية بين صفوفهم..
لقد كان إطلاق الصاروخ الباليستي الأول هو الأصبع أو الزناد الأول، حيث تم التجهيز والإعداد والتحضير وتحديد الهدف والزمان والمكان لتنفيذ أولى تلك العمليات النوعية، والتي نفذها أبطال الجيش اليمني بعد 50 يوماً من العدوان.
بعد كل هذه العمليات الناجحة والردود القاسية والموجعة التي تلقاها تحالف العدوان منذ بدايته حتى نهاية العام 2015م، من قبل أبطال الجيش واللجان والقوة الصاروخية اليمنية، فقد حل وسيطر وطغى الإحباط والانهيار والهزيمة النفسية على كل خونة وعملاء ومرتزقة وأعداء اليمن، وعلى رأسهم بني سعود الذين باتوا يتجرعون مرارة الهزيمة، بينما أثبت أهل الإيمان والحكمة أنهم في حال أي عدوان على أرضهم يتحولون إلى أصحاب القوة والبأس الشديد، وأثبتوا فعلاً أنهم شعب الجبارين، وبرهنوا للبشرية أجمع أن اليمن مقبرة للغزاة.
ومع دخول العام الجديد 2016م، يواصل أبطال الجيش اليمني إطلاق الصواريخ الباليستية اليمنية على رؤوس الأعداء، ومازال الرد اليمني بمختلف أشكاله حاضراً بقوة في كل الجبهات، على يد أبنائه الأشداء الذين يلقنون الغزاة والمرتزقة أقسى الدروس، ويذيقونهم مرارة الهزائم، وكلما مر الوقت ازداد أبناء اليمن تماسكاً ووحدة وقوة وصلابة في مواجهة قوى الشر التي تكالبت عليه، مستمدين عزمهم وصمودهم وإصرارهم من أمجاد تليدة يتمتع بها اليمني الحر.
يؤكد الكثيرون أن اليمن تمتلك ترسانة من الصواريخ الباليستية، وعلى رأسها صاروخ (سكود) الروسي، وهذا ما اعترفت به دول التحالف التي أعلنت أنها قصفت مخازن صواريخ باليستية ودمرتها، مع العلم أن الجانب اليمني لم يعلق على الأمر.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش اليمني يملك 20 منصة إطلاق صواريخ (سكود) زوده الاتحاد السوفياتي السابق بها في مطلع الثمانينات، واستخدمت هذه المنصات خلال حرب صيف 1994 بين الانفصاليين الجنوبيين والقوات الحكومية.
فيما مصادر يمنية تقول إن اليمن تملك حوالي 500 صاروخ (سكود) من عهد الاتحاد السوفياتي, وظهر الكثير منها في عروض عسكرية كان يحضرها قادة سعوديون، أيام الرئيس علي عبدالله صالح.
وتمتلك اليمن قدرات صاروخية مختلفة، أبرزها صواريخ (Scud B)، وأنواع أخرى من صواريخ أرض - أرض، وصواريخ موجهة مضادة للدروع، ونحو 800 صاروخ أرض – جو, وأرض – أرض، أبرزها صاروخ (توشكا) الذي يعد من بين أدق الصواريخ التي يمتلك الجيش اليمني عدداً منها ضمن ترسانته الباليستية التي زعم النظام السعودي أنه دمرها في الأيام الأولى للعدوان. ويعد إطلاقه في هذه المرحلة المتقدمة من الحرب إنجازاً كبيراً يحسب للجيش اليمني واللجان الشعبية؛ خصوصاً مع امتلاك السعوديين أجهزة رصد، واستعانتهم بالقدرات الأميركية التي تستطيع منع إطلاق أي صاروخ باليستي.
ومن أشهر عمليات (توشكا) الباليستي هو الصاروخ الذي أطلقه الجيش اليمني واللجان الشعبية، في 20 أغسطس الماضي، على قاعدة (الواجب)، أكبر قاعدة بحرية عسكرية في جيزان في الأراضي السعودية, بالإضافة إلى نفس الصاروخ الذي أطلق في 4 سبتمبر الماضي، على تجمع لجنود قوات العدوان السعودي وآلياته في مأرب، أسفر عن مصرع وجرح العشرات منهم، وتدمير طائرات أباتشي ومدرعات وآليات ومخازن للأسلحة.
وتم استخدام هذا الصاروخ من قبل القوات العسكرية اليمنية أكثر من مرة، كانت آخرها استهداف تجمع لقوات العدوان السعودي-الإماراتي في مأرب، وأسفر الصاروخ عن مقتل 45 جندياً إماراتياً، بالإضافة إلى 10 سعوديين و5 بحرينيين، وتدمير العديد من الآليات العسكرية.
ويرى مراقبون أن القوات اليمنية لا تزال تملك العديد من صواريخ (توشكا)، والتي يمكن أن تستخدمها في أي وقت ضد القوات السعودية والإماراتية التي تشن عدوانًا على اليمن منذ 26 مارس 2015.
فيما دخلت صواريخ (أورغان) على خط المواجهة ضد العدوان، ففي 14 يوليو العام الفائت قامت قوة الإسناد الصاروخي للجيش واللجان الشعبية بقصف مصنع إسمنت في جيزان بعشرات الصواريخ من طراز (أورغان) روسي الصنع.
كما أطلق الجيش واللجان الشعبية عشرات من صواريخ (أورغان) على مواقع عسكرية في الخوبة ومعسكر العين الحارة في جيزان.
وفي 21 الشهر الفائت أطلقت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية، صاروخاً من نوع (أورغان) على تجمعات قوى العدوان بمعسكر التداوين بمأرب التابع للمنطقة العسكرية الثالثة، ما أدى إلى حصول انفجارات عنيفة في المكان، بالإضافة إلى اشتعال النيران.
وتعرض معسكر تداوين الذي تتخذه قوات العدوان معسكراً لها، لعدة ضربات صاروخية، كان آخرها في الـ17 من مارس الماضي، الذي أدى إلى خسائر بلغت 130 بين قتيل وجريح، وتدمير مخازن أسلحة و3 عربات جديدة من نوع إيلاف.
ومن (أورغان) إلى (سكود), أطلقت قوة الإسناد الصاروخي التابعة للجيش اليمني واللجان الشعبية، في 30 يونيو العام الفائت، صاروخ (سكود)، على قاعدة (السليل) الصاروخية السعودية التابعة لمنطقة الرياض، وحقق هدفه بنجاح.
وفي 15 أكتوبر الماضي، أطلقت القوة الصاروخية للجيش صاروخ (سكود) على قاعدة الملك خالد بن عبدالعزيز الجوية في خميس مشيط، بعد أن نقل العدو الإسرائيلي كميات كبيرة من العتاد العسكري إليها، فدمر كل شيء، وحول الأرض إلى جحيم.
وفي 26 أغسطس الماضي, أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية الصاروخ الثاني من نوع (سكود) على كهرباء حامية جيزان، فجُنَّ جنون السعودية وتحالف العدوان، وأدركوا فعلاً أن الحرب مع اليمن لم تبدأ بعد.
أما على مستوى الجبهة الداخلية، ففي 4 سبتمبر الماضي استهدفت القوة الصاروخية للجيش واللجان مقر قيادة الغزاة في منطقة صافر محافظة مأرب، بصاروخ (توشكا) المرعب، وأودى بحياة المئات من ضباطهم وجنودهم إلى الجحيم، ودمر 9 طائرات أباتشي، وعدداً كبيراً من مخازن أسلحتهم، ودمر معنويات الجيش السعودي ودول تحالف العدوان، كما ألحق بهم هزيمة نفسية لاتزال تنهكهم إلى اليوم..
كما استهدفت القوة الصاروخية للجيش، منتصف أبريل الماضي، تجمعات الغزاة في منطقة شعب الجن في باب المندب، بصاروخ (توشكا) أوقع أكثر من 200 قتيل في صفوف قوات الغزاة، كان أبرزهم قائد القوات الخاصة السعودي وقائد القوات الإماراتية، والعشرات من مرتزقة (بلاك ووتر) بمختلف جنسياتهم..
بعد هذه العملية الخاطفة، والتي قصمت ظهور أعداء اليمن، لم يتوقف إطلاق الصواريخ عند هذا الحد، بل استمر وبوتيرة عالية، فبعد أربعة أيام من محرقة شعب الجن، سحقت القوة الصاروخية للجيش واللجان قوات العدوان ومرتزقته في معسكر تداوين في محافظة مأرب، بصاروخ (توشكا) حصد أرواح أكثر من 140 من الغزاة والمرتزقة، ودمر طائرتي أباتشي ومنظومة باتريوت.
صناعة نجم النار
بعد إزاحة الستار عن الصناعات العسكرية اليمنية, كشف الجيش واللجان الشعبية، منتصف ديسمبر الماضي، عن منظومة صواريخ جديدة من جيل (الصرخة 3) القادرة على إصابة أهدافها بدقة عالية.
وكان الجيش واللجان الشعبية أدخل منظومات جديدة من صنع محلي إلى جبهات القتال، منها (الصرخة1)، ومنظومة (الزلازل 1و2)، و(النجم الثاقب)، تختلف من حيث القدرة التدميرية والمدى والسرعة.
وتمتلك المنظومات الصاروخية للجيش واللجان الشعبية قدرات على المناورة والاختراق، بالإضافة إلى السرعة وقوة الانفجار الشديدة، صُنعت بحسب طبيعة الأهداف العسكرية.
ويعد إدخال منظومة (الصرخة 3) إلى الخدمة العسكرية، إضافة نوعية لقدرات الجيش واللجان الشعبية محلية الصنع، تم إنتاجها محلياً في قسم الصناعات العسكرية.
ويتميز (الصرخة 3) بمميزات جديدة، حيث يصل مداه إلى 17 كم، ويحمل رأساً زنته 15 كجم، وطول 2.4 متر، ويحمل صاعقاً خلفياً وآخر أمامياً، ويمكن تفجيره عن بعد.
وفي الـ10 من الشهر الأخير للعام الفائت، تمكنت وحدة التصنيع الحربي من إنتاج منظومة صاروخية جديدة مطورة محلياً، لدعم القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، أطلق عليها (القاهر1).
وإزاء هذا التطور الجديد, استهدفت القوة الصاروخية، في 19 ديسمبر الماضي، مقر القيادة العسكرية للغزاة ومرتزقتهم بمنطقة صافر شرقي محافظة مأرب، بصاروخ (قاهر1) الذي تم إدخاله إلى الخدمة لأول مرة بعد التعديل عليه بخبرات وأيادٍ يمنية، حيث أصاب هدفه بدقة عالية، وأوقع في صفوف الغزاة والمرتزقة مئات القتلى والجرحى، كما احترقت في تلك العملية 8 طائرات أباتشي، ودمرت منظومة تحكم بالطائرات بدون طيار، وعدد كبير من مخازن الأسلحة والآليات العسكرية.
وأطلقت القوة الصاروخية صاروخ (قاهر1) آخر على تجمعات العدو السعودي في منطقة الطوال، وبلغ عدد قتلى الجيش السعودي ومرتزقته أكثر من 90 قتيلاً و100 جريح..
ودكت اللجان الثورية اليمنية، في 13 ديسمبر الماضي، قاعدة (خميس مشيط) بصاروخ باليستي من نوع (القاهر1).
والصاروخ (القاهر1) هو (سام -2)، ونظامه ثابت، ويمكن نقله من مكان إلى آخر، ويسمى كذلك (سام-2) اسم الصاروخ الروسي (فولكا) والصيني (HQ-2) والمصري المطور (طير الصباح) (نظام طير الصباح مطور على النسخة الروسية). وبلد المنشأ هو الاتحاد السوفيتي (سابقاً).
ويعمل هذا الصاروخ على ارتفاع متوسط وعالٍ، والدول التي تستخدم هذه المنظومة هي الجزائر، أنغولا، كوبا، الهند، العراق، ليبيا، روسيا، سوريا، فيتنام، اليمن، الصين، مصر، ودول عديدة أخرى.
كما شهد التصنيع الحربي اليمني، وكخطوة أولى، إنتاج منظومات (النجم الثاقب) الصاروخية بجيليها الأول والثاني، ومن ثم الكشف عن منظومات صواريخ (الزلزال) و(الصرخة) كخطوة ثانية، إلى أن وصلت القدرات العسكرية إلى تطوير، صواريخ أرض جو لتصبح صواريخ أرض أرض الباليستية، والتي أطلق عليها صواريخ (القاهر1) كنقطة متقدمة ستواصل عملها بكل تقنية واحتراف وتطور، ولن تتوقف عندها الجهود.
وعلى الدرب ذاته, أنتج التصنيع الحربي منظومة صواريخ جديدة محلية الصنع تدعى (زلزال)، لتكون ثاني منظومة يكشف عنها قسم التصنيع العسكري بعد صواريخ (النجم الثاقب).
ودخلت منظومة صواريخ (زلزال) حيز التنفيذ في المعركة من قبل الجيش واللجان الشعبية، رداً العدوان السعودي الأمريكي، لتضاف إلى منظومة صواريخ (النجم الثاقب) ذات المدى المتوسط.
وتمتلك هذه المنظومة الصاروخية قوة تدميرية كبرى على مستوى الأهداف قريبة المدى، ولديها حساسية عالية، وتمتاز بسرعة الانفجار بمجرد ملامستها الهدف، تطلق المنظومة من منصة إفرادية ثلاثية الفوهات، وتتحكم فيه قاعدة إطلاق تعمل إلكترونياً، كما تتميز هذه المنظومة بقدرتها على إصابة الأهداف بدقة عالية، حيث تحمل رأساً متفجراً زنته أكبر من منظومات الصواريخ السابقة.
وكشفت وحدة التصنيع الحربي في الجيش اليمني، الاثنين 23 نوفمبر 2015, عن دخول منظومة صواريخ (الزلزال 2) خط المواجهة مع العدو.
ومنظومة صواريخ (زلزال 2), هي محلية الصنع، ويبلغ مداها 15 كيلومتراً، ويزن الصاروخ الواحد منها 350 كيلوجراماً… طوله متران ونصف متر.. ويحمل مواد شديدة الانفجار.. دقة عالية جداً في إصابة الأهداف.. طول الرأس الحربي 90سم.. وزن الرأس الحربي 140 كيلوجراماً، وأطلقه الجيش واللجان الشعبية لأول مرة علی موقع القرن السعودي في جيزان، وأحدث أضراراً ودماراً هائلاً.
وتعتبر صواريخ (الزلزال) الجيل الثاني هي حديثة الصنع اليمني، والتي سبقتها منظومات صواريخ (الزلزال 1).
حيث دخلت هذه المنظومات الصاروخية الثلاث السابقة، خط المواجهة مع العدو في الأشهر الأولى من الرد اليمني على العدوان السعودي الأمريكي، واليوم يعقبها منظومة صواريخ (الزلزال) الجيل الثاني.
وتعد منظومة صواريخ (زلزال 1 و2) من إنتاج قسم التصنيع الحربي اليمني، وهي من المنظومات التكنولوجية الأكثر تطوراً فائقة الدقة والتصويب وذات قدرات هائلة في تدمير أهداف العدو وبمساحات كبيرة.
ومطلع الأسبوع الماضي, وبعد مرور أكثر من 15 شهراً من العدوان والحصار على اليمن، كشفت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية عن منظومة جديدة من الصواريخ محلية الصنع، وهي صاروخ جديد باليستي من نوع (الزلزال 3)، والصاروخ مصنع محلياً 100%, لتعيش معه اليمن اليوم مرحلة عسكرية متطورة، فالعدوان والحصار جعل منها دوله باليستية بكل ما تعنيه الكلمة.
صرخة رعب
صواريخ الغضب اليمنية تثير رعب الكيان الصهيوني, وثورة الـ21 من سبتمبر هي الخطوة الأولى على درب الحرية والاستقلال والعزة والكرامة.
هكذا عبر رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني عن قلقه ومخاوفه من الثورة في اليمن، معتبراً أنها تُهدد إسرائيل.
بنيامين نتنياهو، وفي خطابه أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي، في 3 مارس 2015، قال إن إيران تسيطر على أربع عواصم عربية، منها العاصمة صنعاء، في إشارة منه إلى ما أفرزته الثورة اليمنية. تضمن خطابه خطورة سيطرة الثوار على مضيق باب المندب، وتأثير ذلك على أمن (إسرائيل)، على حد زعمه، لينعكس التلاقي السعودي ـ الإسرائيلي في اليمن وباب المندب تحديداً، وتتضح أركان المخطط التآمري لثلاثي قوى الشر (أمريكا والعدو الإسرائيلي والنظام السعودي)، لتدمير اليمن واحتلاله، وإحكام السيطرة على باب المندب، خدمة لمصالح العدو الإسرائيلي في المقام الأول.
وتكشف تصريحات نتنياهو ضد الثورة اليمنية عن حقيقة الجبهة المناوئة لها، ما يجعلهم مكشوفين أمام الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي.
كما يكشف الكيان الصهيوني عن مخاوف جديدة قادمة من اليمن، وتستحوذ على قدر كبير من القلق الإسرائيلي المتنامي تجاه اليمن وثورة 21 سبتمبر، لتبرز هذه المرة القدرات التصنيعية للصواريخ، كما عبرت عنه صحيفة (معاريف) الإسرائيلية.
حيث نشرت الصحيفة، في 3 ديسمبر الماضي، تقريراً نقلت قلق الكيان الصهيوني مما سمته (قدرات أنصار الله في مجال صناعة الصواريخ وتطويرها)، وتناولت ذلك من حيث تأثيره على أمن الكيان الصهيوني.
وتعتقد الصحيفة أن هناك مخاوف أخرى تثير قلق الكيان الصهيوني، تتمثل في إمكانية استنساخ اليمنيين للتجربة الصاروخية تصنيعاً وتطويراً، ونقلها إلى ما سمته الحدود الشمالية.
ورأت الصحيفة أن امتلاك أنصار الله منظومات صاروخية محلية الصنع يقلق إسرائيل، وخصت الصحيفة منظومة صواريخ (الزلزال) وقدرتها التدميرية الكبيرة بالذكر، معتبرة أنها مقلقة جداً، حيث ترى أن أنصار الله يملكون القدرة على صناعة صواريخ ذات مدى أطول وقدرة تدميرية أعلى.
وليست هي المرة الأولى التي تعبر بها إسرائيل عن قلقها ومخاوف مصدرها اليمن منذ ثورة 21 سبتمبر، حيث عبر رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن قلقه مما يحدث باليمن، وخطره على أمن إسرائيل، وهو يتحدث عن رضاه على العدوان السعودي على اليمن.
من جانب آخر، أصبح تطابق القلق بين إسرائيل والسعودية سمة ثابتة ومعلنة في مواقفهما حول اليمن، فبينما كانت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية تتناول في تقريرها مخاوف إسرائيل من الصواريخ اليمنية، كان الناطق الرسمي باسم العدوان في تصريحات تلفزيونية يؤكد زاعماً تدمير الأسلحة الباليستية اليمنية، لكنه أجاب على سؤال حول تعرض نجران للقصف، مرجعاً سبب ذلك إلى القذائف التي يتم تصنيعها محلياً، محاولاً التقليل من شأن منظومة الصواريخ اليمنية، ليقع في تناقض جديد وهو يعترف بقدرة تلك الصواريخ على الوصول إلى مدى عميق داخل الأراضي السعودية.
وعلى السياق نفسه، ألقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق (بني غانتس)، محاضرة في معهد واشطن للسياسة، طالب فيها بالابتعاد عن القلق بشأن توقيع الاتفاق النووي مع إيران في ذلك الحين، معتبراً أنه أنقذ إسرائيل من حرب، أي أنه لا ضرورة للدخول في حالة هستيريا.
وعن وضع الكيان الإسرائيلي إقليمياً قال غانتس إن وضع الكيان غير مقلق من تلك الناحية، معبراً عن قلقه بالقول: (ما يقلقني هو باب المندب والطرق البحرية الأخرى، إذ إنها أشد إقلاقاً من البرنامج النووي الإيراني).
وأشار إلى أن إسرائيل بحاجة إلى أن تسأل نفسها عن ماهية الطريقة الدفاعية التي ستكون لديها في مواجهة مستقبل غير معروف، مشيداً بالدعم الأميركي غير المحدود والاستثنائي الذي عرضته الولايات المتحدة على إسرائيل، من أجل الحفاظ على تفوّقها العسكري النوعي في المنطقة.
لقد كان العدوان الغاشم على اليمن والخيار الأخير لمخطط تآمري يترجم القلق الإسرائيلي من ثورة الشعب اليمني الذي تجلى وبوضوح تام وجاء على لسان رئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) الذي أصدر تحذيراً إلى الكونجرس الأمريكي بشأن اليمن، في الثالث من مارس الماضي، تضمن خطورة سيطرة الثوار على مضيق باب المندب، وتأثير ذلك على أمن (إسرائيل)، على حد زعمه، لينعكس التلاقي السعودي ـ الإسرائيلي في اليمن وباب المندب تحديداً، وتتضح أركان المخطط التآمري لثلاثي قوى الشر (أمريكا والعدو الإسرائيلي والنظام السعودي) لتدمير اليمن واحتلاله، وإحكام السيطرة على باب المندب، خدمة لمصالح العدو الإسرائيلي في المقام الأول.
فقد استطاع (الصرخة) و(القاهر) و(الزلزال), أن يقلبوا عروش الطغاة والمستكبرين، ويثيروا رعب العدو الإسرائيلي، في إطار الخيارات الاستراتيجية للرد على العدوان الغاشم.
إن أهمية امتلاك اليمن صواريخ محلية الصنع- التي صنعت بأيادٍ يمنية خالصة- هي قلب موازين المنطقة، حيث كشف النقاب عن إدخال صواريخ صنعتها الكفاءات العسكرية اليمنية، في الحرب التي شنها تحالف سعودي أمريكي صهيوني على اليمن. والعمل على صناعة وإنتاج منظومات صاروخية وتطويرها رغم الإمكانات المحدودة، يثير قلق العدو الأمريكي والصهيوني المهيمن على المنطقة، حيث إنهم قد يتساءلون كيف لهذه المليشيات ـ حسب قولهم ـ أن تمتلك خط إنتاج صاروخي في وقت محدود وبإمكانات بسيطة، كما أنه يعكس النفير العام للجانب العسكري كخيار وحيد لمواجهة التحديات التي تهدد استقلال البلد ومحاولة إخضاعه للهيمنة من جديد.
إن اللوبي الأمريكي الصهيوني يتحكم في البحر الأحمر عبر امتلاكه قواعد بحرية على امتداد البحر، حيث إن القوى الكبرى عملت على إقامة قواعد عسكرية قرب مضيق باب المندب، إذ تملك إسرائيل قاعدة عسكرية كبرى في إريتريا، والولايات المتحدة الأمريكية قاعدة في جيبوتي على الضفة الغربية لمضيق باب المندب، وتمتلك فرنسا أيضاً حضوراً عسكرياً قديماً في جيبوتي.
باب المندب الذي يعتبر ممراً استراتيجياً يصل البحر الأحمر إلى خليج عدن وبحر العرب، يشترك في حدوده البحرية مع اليمن كل من إريتريا وجيبوتي.
كما أن لليمن أفضلية استراتيجية في السيطرة على المضيق لامتلاكه جزيرة بريم، وتشير التقديرات إلى أن ما بين 5 إلى 6% من إنتاج النفط العالمي، أي نحو 4 ملايين طن، تمر يومياً عبر المضيق باتجاه قناة السويس، ومنها إلى بقية أنحاء العالم. ويمر عبر المضيق سنوياً ما يزيد على 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع.
وكما تقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن إغلاق مضيق باب المندب سيحول دون وصول ناقلات النفط من الدول الخليجية إلى قناة السويس وخط (سوميد) لنقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، وستضطر تلك الناقلات إلى الإبحار جنوباً إلى رأس الرجاء الصالح للوصول إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية، ما سيزيد أضعافاً من تكاليف النقل.
فعندما يمتلك المقاتل اليمني فكراً مناهضاً لقوى الاستكبار العالمي، بالإضافة إلى صواريخ محلية الصنع، يسعى إلى تطورها على مراحل متعددة، ويتم نشرها في السواحل اليمنية ابتداء من باب المندب إلى سواحل الحديدة وسواحل عدن والمكلا، فهذا يشكل خطراً كبيراً على الكيان الصهيوني وأمريكا، وتهديداً مباشراً على مصالحهما.
فالمسافة من اليمن إلى تل أبيب تقدر بآلاف الأميال جغرافياً، وضعفها في فوارق التسليح الحربي والمقدرات السياسية والاقتصادية واللوجستية بذات القدر في الفوارق مع العدو السعودي إلا من حيث قرب المسافة بين جمهوريتنا والمملكة المتلاصقتين على الأرض حدودياً، بما يسمح لآلاف الزلازل الصاروخية بالوصول إلى حيث يريد أبطال الجيش واللجان الشعبية.
رغم تناقض المسافات والفوارق بين صنعاء من جانب، والرياض وإسرائيل كعدوتين لنا.. فإن صراخ نتنياهو وخوفه ورعبه من اليمنيين.. بقدر ما يبرز الرعب السعودي المتفاقم والخفي من مستقبل الحرب مع اليمن؛ فإنه يكشف ما يحاول السعوديون إخفاءه وتغطيته بأساليب وطرق متنوعة يغلب عليها المكابرة والبحث غير المباشر عن مخرج كيفما كان.. حتى وإن كان السلوك الشيطاني المخادع الممزوج بالمجازر والتدمير بحق الشعب اليمني.
المصدر صحيفة لا / طلال سفيان