العالم كله يحاربنا ووفد الثورية العليا نجح في مباحثاته الخارجية 
علياء الشعبي: هادي يستكمل مشروع احتلال الجنوب الذي بدأ في 94



 كنتم في جولة مكوكية إلى دول متفرقة حول العالم.. ما الهدف من هذه الزيارة؟ وإلى أي مدى كان نجاحها؟
لقد قمنا بزيارة بعض الدول العربية والإسلامية والغربية.. في المحطات الأوروبية واجهنا صعوبات في أول لقائنا بالمسؤولين بسبب التعتيم الإعلامي والأخبار المغلوطة لحقيقة ما يجري باليمن، ولكننا نجحنا بحمد الله أن نوضح لهم الحقيقة وما يقوم به العدوان على اليمن، وكشف زيف إعلامهم ابتداءً من انتهاك السيادة الوطنية وما خلفته طائراتهم من دمار للبنية التحتية وقتل المدنيين العزل والحصار المطبق الذي منع وصول الإغاثة للشعب اليمني من غذاء ودواء ومشتقات نفطية، كما أوضحنا لهم أننا وبسبب الحصار الجوي والبري والبحري لم نتمكن من نقل الجرحى للعلاج في الخارج بعد أن قصفت المستشفيات والمستوصفات، ولم يستثنِ القصف مستشفيات تتبع منظمات دولية.
 بأية صفة كانت الدول تستقبلكم؟ هل بصفتكم أعضاء في اللجنة الثورية العليا أم سياسيين؟
كانت كل الدول التي زرناها تستقبلنا بصفتنا أعضاء في اللجنة الثورية العليا، وهم يعرفون أنها اللجنة التي تُدير البلاد حالياً، ويعتبر ذلك أكبر انتصار حققته هذه الرحلة.

 لكن لماذا لم يعترف العالم اللجنة الثورية؟
لأن العالم كله يحاربنا، وإلا ما الذي أتى بتحالف العدوان..!

 ماذا بعد رحلتكم؟ هل استطعتم كسب دول مستعدة لدعم القضية اليمنية باعتبارها ثورة؟
العالم عنده استعداد لحل سياسي في اليمن بعد أن أوهمتهم السعودية بأن الحرب لن تستمر لأكثر من أسبوع أو عشرة أيام، وكانوا يعتقدون بذلك، لكن الآن يرون أن الوضع صعب، ولابد عليهم الوقوف إلى جوار اليمن، لحل كل القضايا الداخلية المترتبة على العدوان، وأولها الحرب ضد الإرهاب، فإذا لم تحل قضية الإرهاب في اليمن، فإن اليمن ستتحول إلى بؤرة للإرهاب، وستتحول إلى قنبلة ستنفجر بأية لحظة بوجه العالم.

 لنعد إلى الوضع الداخلي خصوصاً في الجنوب، ما الذي أفشل عملية تبادل الأسرى بين ما يُسمى المقاومة الجنوبية وبين قوات الجيش واللجان الشعبية؟ 
لم تفشل عملية التبادل، ولكنها تأجلت بسبب عملية إعدام أسرى اللجان الشعبية على يد داعش، كما ظهر في الفيديو الذي بثه التنظيم.
وكان تم الاتفاق على تبادل الأسرى (المعتقلين) بين الطرفين 250 أسيراً أو معتقلاً جنوبياً مقابل 250 أسيراً من اللجان الشعبية، الأربعاء الماضي. ويبقى موضوع المخفيين وكذلك من هم بحوزة القاعدة، ويقدر عددهم بأكثر من 45 أسيراً.

 ما هو موقف الحراك الجنوبي؟ وكيف وصل أسرى الجيش واللجان الشعبية إلى يد داعش؟
الحراك الجنوبي صاحب قضية لا علاقة له بالقاعدة أو أية جماعة إرهابية، فموقفه إيجابي ويريد أن تتم عملية تبادل الأسرى، ولهذا تعاملنا واتصالاتنا مع الحراك كطرف يمثل الجنوب.
أما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك فيثبت أن الإرهاب متمثلاً بالقاعدة وداعش انتشر بشكل مخيف في جميع أنحاء الجمهورية، وأصبح يجاهر بتواجده أمام العالم وأمام وسائل الإعلام.

 لماذا لا يقاوم القوات الخليجية المحتلة؟
هذا السؤال يفترض أن توجهه للحراك.

 برأيك إلى أين يتجه الجنوب في ظل غياب السلطة الفعلية؟
ما يحدث في الجنوب هو استكمال للمشروع الإقليمي الذي دفع إلى قيام حرب 1994م ضد الجنوب وبفتوى تكفيرية، واليوم يستكمل المشروع بالاحتلال والأعمال الإرهابية ويمثلها بذلك عبدربه.
كيف لا يوجد سلطة وهادي موجود ويقول إنه الرئيس. والاغتيالات يتحملها عبدربه؛ لأنه يقول أنا رئيس وشرعي وحاكم ويقاتل وأتى بالعدوان لكي يؤمن البلاد، فلا قدر يؤمن البلاد ولا قدر يؤمن نفسه، ولا توجد سلطة في عدن، إذا كان لا يوجد في الجنوب حتى قناة أو جريدة، فقط المواقع التي كانت بيد الجيش واللجان الشعبية أخذوها وسلموها لداعش.

 أين يقف الحراك الآن؟
الحراك الجنوبي الحامل والممثل الوحيد للقضية الجنوبية، يقف مع قضيته للوصول لحلها، ويواصل نضاله.

 ما هو هدف هادي من تعيين قيادات الحراك كشلال وغيره؟
لا نستطيع أن نقول إن تعيين شلال الهدف منه هو تحييده، ولكن قد تكون الإمارات والسعودية وجدتا استحقاقاً لدوره كقيادي ميداني في صفوف الحراك الجنوبي.   

 هل الهدف محاولة لكسب الحراك؟
لم يعد بإمكانهم تجاوز الحراك الآن، والسعودية لا تستطيع تجاوز الحراك لأنه حمل السلاح. وعلى الحراك الجنوبي استعادة متانته ليعود من جديد إلى الساحة، ولا يبالي بخذلان قيادته له.
هو صاحب القضية وهو من يمثلها وهو من ناضل وصمد وقاوم كثيراً، وأسمع العالم أن للجنوب قضية.

 أين موقعه في الميدان، في ظل سيطرة داعش والقاعدة؟
عمدوا إلى تحييده، وهناك مناطق كحضرموت وجعار بأبين واقعة تحت سيطرة القاعدة من زمان، وكانت معركة السيوف الذهبية التي قادها الشهيد سالم قطن، ومحمود الصبيحي، أكبر دليل على تواجدهم منذ زمن، وباعتراف من قيادات القوات المسلحة ووزارة الدفاع آنذاك.

 أين هي جغرافيا الحراك؟
الحراك مكون شعبي موجود في كل مكان في المحافظات الجنوبية، وتجده كذلك في المحافظات الشمالية.   

 كيف تنظرين إلى جنيف2، هل سيكون نسخة مغايرة عن جنيف1؟
نتمنى أن يكون كذلك، وبحسب علمي فإن الأطراف التي ذهبت من اليمن تريد حلاً سياسياً، أما الطرف الآخر فيبدو أن السعودية تحاول من خلاله إيقاف الحرب وراء الحدود، لأنها باتت تُشكل خطراً عليها، وما يحصل في عسير ونجران انتصارات عظيمة لشعب انتهكت كرامته، ولا أحد يستطيع إنكار ذلك، العالم مذهول من الشعب اليمني، تسعة أشهر إلى الآن لا توجد علامات الضعف في الداخل، وفي حال استمر الحصار فإن الشعب اليمني سيتجه إلى الحدود، وليس له خيار آخر، فدعهم يستمرون بالحرب، ليحصدوا نتائج وخيمة.

 ماذا عن مشروع فيصل عبداللطيف الشعبي؟ وأين قتلته؟ وأي المشاريع يتبنون؟
كان للشهيد فيصل عبداللطيف مشروعان: الأول كان مشروع الكفاح المسلح الذي أعلن عنه هو ورفاقه في (الجبهة القومية) للبدء بالثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني. والثاني مشروع بناء الدولة المدنية التي يتطلع لها الشعب. وللأسف في الوقت الراهن لا يوجد من يحمل المشروعين.

 كنتِ عضوة في مؤتمر الحوار الوطني عن حصة الحزب الاشتراكي، هل اختيار الحزب لكِ مقابل السكوت عن مقتل والدك؟ وهل لازال الاشتراكي حاملاً للقضية الجنوبية؟
اختياري من ضمن حصة الحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمر الحوار الوطني كان لاعتبارات سياسية ليس إلا.. ولم يطلب أو يتطرق الحزب إلى قضية الوالد رحمة الله عليه.. فقضية الشهيد فيصل عبداللطيف قضية وطنية.
فالقضايا ليست للمقايضة، والحزب من أكثر الأحزاب علماً بهذا، وتقريباً الحزب الوحيد الذي يحاول دائماً التصحيح والاعتراف بالأخطاء، وهو السباق لذلك، هذا إذا لم يكن المتفرد.

 أنتِ يسارية جنوبية التقيتِ بالسيد عبدالملك الحوثي، إلى أي مدى يخدم ذلك اللقاء يساريتك والقضية الجنوبية؟
السيد إنسان مرن وصادق، وبالتأكيد اللقاء بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يخدم القضية الجنوبية، فأنصار الله أصبحوا قوة مؤثرة في العملية السياسية، من الصعب تجاوزهم.

 ما هي أولوياتك في اللجنة الثورية العليا؟ 
أولوياتي هي أولويات كل اليمنيين، وأهمها إيقاف العدوان ورفع الحصار والسير قدماً نحو حلول سلمية ودوران العجلة عبر جدار العملية السياسية. وأحاول التخصص بالجانب الحقوقي والإنساني.