عناكب التحالف تلتهم بعضها البعض
من يفعل ماذا ؟ بمن ؟ ولماذا ؟


يجتمعون على العمالة وتدمير الوطن ويقتتلون على ريعها..
هكذا يبدو حال مرتزقة تعز على مفرق التنافس من أجل الإمامة والركوع في الصفوف الأولى لبيع الوطن .
أبو العباس، أبو الصدوق، حمود المخلافي، صادق سرحان، وأسماء أخرى جمعتهم أموال العدوان وسلاحه على تحويل المدينة الحالمة إلى وكرٍ للكوابيس فتوحد صفهم  لذبح مدينة الثقافة وتهجير سكانها  أو التمترس من ورائهم ومهاجمة قوات الجيش واللجان الشعبية المنوط بها حماية الوطن والمدينة من تنفيذ مخططات العدو.
بدأت العمليات الإجرامية في حق المدينة وأهلها لعصابات المرتزقة تحت قيادة المدعو حمود المخلافي الذي ما إن شن العدوان أولى غاراته حتى ظهر على قناة سهيل بالحديث عن ما سماه بطولات 2011م والتي استهدف من خلال عملياتها الغادرة قوات الجيش والأمن تحت شعار حماية الثورة.
لم تمض أيام قليلة على بدء الغارات واستلام المخلافي للدفعة الأولى من الدعم حتى ظهر مرة أخــــــرى على قنــــــــــــــوات العدوان يطالب تحالفه بمزيد من الدعم المالي والعسكري متعهداً لهم بـ «تطهير المدينة» خلال ثمانٍ وأربعين ساعة من ميليشيات «الحوثي وعفاش» حد وصفه.
ومُضياً في تدمير المدينة ناثرت عليه طائرات العدوان صناديق المال والسلاح التي ما إن فتحها حتى خدرته رائحة البنكنوت وأغراه بريق السلاح فاحتكره  عن فصائل المرتزقة  الأخرى المنضوية تحت قيادته مما أدى إلى تذمر  قيادات هذه الفصائل كصادق سرحان الذي أمر عصابته بالانسحاب من مواقع تمركزها.
انسحاب سرحان كان أول بوادر الشقاق في عصابات المرتزقة حيث أدت هذه الخطوة إلى تخوين المخلافي لسرحان واتهامه بالولاء لأنصار الله.
غير أن الإرباك الذي أحدثه انشقاق سرحان عن القتال في صف عصابات المرتزقة لم ينعكس فقط على وضع هذه العصابات التي بدأت بالتقهقر حتى حي الروضة بل انعكس على ثقة تحالف العدوان بالمخلافي ووعوده التي تجاوز موعد الإيفاء بها الأسابيع فقام العدوان بتشكيل فصيل آخر.
الإرهاب السلفي
هذا الفصيل يعتمد في تحركاته على عقيدة أعضائه التكفيرية، ويمارس طرقاً مختلفة في القتل والتعذيب أبرزها الذبح والسحل، وقام بمده بأنواع من السلاح وكميات من المال.
بدأ هذا الفصيل بالتحرك في أحياء الجمهوري فالمدينة القديمة وبدأت أذرعه بالسيطرة على هذه المناطق مستغلة حرص الجيش على حياة المدنيين الذين اتخذت منهم هذه العصابات دروعاً بشرية لتحركاتها.
ظهور فصائل السلفيين في هذه المناطق جعل المخلافي يشعر بالفضيحة أمام تحالف العدوان فمد يده مستغيثاً بصادق سرحان وبدأ يتنازل عن بعض احتكاره للمال والسلاح مجدداً العهد لتحالف العدوان بعد أشهر من عهده الأول بأنه سيطهر المدينة خلال أسبوع وأن على «التحالف» أن يكثف غاراته على المدينة.
وعاد تحالف العدوان ليمــــــــــــده بالمال والسلاح لكنه لم يفعل شيئاً سوى الاستعراض أمام فلاشات الكاميرا.
مؤخراً أعلن السلفيون بقيادة «أبي العباس» عن إقامة إمارة إسلامية في المنطقة الشرقية من المدينة الأمر الذي أغاض حمود سعيد ودفع بالسعودية إلى التخلي عنه ودعم هذه الجماعات مما صعد حدة المواجهة بينه وبينها. 
خلافات المرتزقة
إلى ذلك اتهمته جماعة «أبو العباس» بدعم الانشقاق في صفوف الخلافة ودعم التمرد عليها وذلك من خلال دعمه لقائد حماة العقيدة المكنى بـ «أبي الصدوق» للتظاهر في شارع جمال للمطالبة بإقالة «أبي العباس» من إمارة المؤمنين.
يذكر أن «أبو الصدوق» أمير المؤمنين في جماعة حماة العقيدة المتمركزة في الإمارة الإسلامية في المدينة القديمة قام قبل أيام بتحريك مظاهرة تطالب «أبا العباس» بالاستقالة من منصب أمير المؤمنين ومبايعة «أبي الصدوق» بدلاً عنه وهذا ما جعل جماعة «أبي العباس» تتهم «المخلافي»  و»أبا الصدوق» بالردة.
كانت جماعة «أبي الصدوق» قد اقتحمت العديد من الأماكن والمدارس في حي الجمهوري معقل «إمارة أبي العباس» وطالبته بإلحاق ما يزيد على ٢٠٠ شخص من المنبوذين والمطرودين  الذين تم إخراجهم من السجن المركزي في رمضان الماضي وإدراجهم تحت لواء ما سمي بكتائب الموت إلى صف جماعته حسب بيان صادرٍ عنها أواخر الأسبوع الماضي، إضافةً إلى هذا ارتفعت حدة الخلافات بين جماعة «أبي العباس» وما يسمى بمجلس تنسيق المقاومة، ونددت في البيان آنف الذكر بعدم استنكاره لمطالبة «أبي الصدوق» بإقالة «أبي العباس» مستدركاً بأن العيب ليس على «أبي الصدوق» ولكن على من يدعمه منذ ستة أشهر.
فشل العدوان وخلافاته
مراقبون يقولون: إن تصاعد الخلافات بين جماعة «أبي العباس» والمخلافي يأتي في ظل الصراع بين دويلات التحالف حيث تلقى حمود المخلافي توبيخاً كبيراً من قبل قطر التي تبنت دعمه بعد عزوف السعودية عنه إلى صفوف السلفيين على سماحه لجماعة «أبي العباس» بالسيطرة على مناطق في المدينة وزحزحة جماعة الإخوان.
 إلى ذلك شنت الإمارات هجوماً شرساً على جماعة الإخوان متهمة إياهم بإعاقة عمليات التحالف، الأمر الذي جعل حمود المخلافي أمام الفضيحة لاسيما بعد فبركة البطولات والظهور أمام عدسات الكاميرا بهدف إيهام دول العدوان أنه الأكفأ لتحقيق أهدافهم وهو ما دفعه الآن إلى السعي لتحقيق بطولة على حساب الفصائل الإرهابية الأخرى بعد عجزه عن تحقيقها على حساب القوة الصلبة للجيش واللجان الشعبية.
في وقت سابق لقي عدد من قيادات الإخوان مصرعهم على أيدي جماعات مسلحة تتبع «حمود المخلافي».. ففي مطلع نوفمبر الفائت قامت جماعة تطلق على نفسها اسم «كتائب الموت»، بقتل القاضي محمد المداني - عضو برلمان سابق عن الإخوان، في «حي المسبح»، وهي إحدى الجماعات المسلحة الممولة «باطنياً» من قبل «المخلافي» بحسب تأكيدات مصادر مطَّلعة.
وفي حادثة مماثلة أقدم أحد العناصر التابعة لـ «المخلافي» على قتل القيادي والمسئول المالي الإصلاحي «علي دبوان الشرعبي» في عقر مقر تجمع الإصلاح بتعز أكتوبر الفائت، وعزيت دوافع القتل لخلافات حول مستحقات مالية.
الأيديولوجيا الإخوانية الوهابية هي القاسم المشترك الجامع الذي ينتظم شتات معظم الجماعات المسلحة على اختلاف مسمياتها، علاوةً على وحدة الهدف المتمثل في التمكين لإعادة الوصاية الأمريكية على اليمن بعد تقويض وكلائها إثر ثورة 21 أيلول 2014م.
تنافس الدول الخليجية المنضوية في تحالف العدوان على تحقيق أكبر قدر من الحظوة لدى «المدير التنفيذي الدولي - البيت الأبيض» وضمان مساحة نفوذ أوسع في اليمن، يسحب نفسه على صورة نزاعات بينية في صفوف العصابات الفاعلة ميدانياً تبعاً لجهة التمويل وأحجامه وأطماع الممول.
نزاعات تشبه إلى حد بعيد تلك الدائرة في ســــــــوريا، وتراهن عليها الإدارة الأمريكية - رغم أنها تبدو ظاهرياً سلبية الريع - في تفتيت اللُّحمة الجيوسياسية والاجتماعية للبلدان المستهدفة كسوريا واليمن، إلى ذلك فإن اقتتال الأدوات التنفيذية يفسح لمشغليها مساحة سيطرة مريحة تتولى شغلها على غرار «التجربة الأفغانية» عقب اندحار الروس.
غير أن تماسك الجيش اليمني واللجان والجبهة الشعبية في حال اليمن كما سوريا، جعل من جولة التصفيات المبكرة بين عناكب تحالف العدوان والتهامها لبعضها البعض، أمراً مضراً وفادحاً بالنسبة لأثره على الخطوط العريضة لأهداف العدوان، ومفيداً ومساعداً للقيادة الثورية الوطنية في اليمن.
تجسد هذه النزاعات البينية صورة وطبيعة المستقبل الذي ستكون عليه اليمن فيما لو نجح تحالف العدوان في السيطرة على مقاليد الأمور وتقويض الجيش واللجان الشعبية التي تنعم مجتمعات المحافظات الواقعة تحت إدارتها بدرجة عالية من الاستقرار وصون الحقوق، قياساً بما كانت عليه، وفي ظل عدوان تحالف كوني بلا ضوابط، ولا تحكمه قواعد اشتباك.
على النقيض من نطاق إدارة الجيش واللجان المستتب، تتشظى - رغم ضآلتها - مناطق سيطرة العصابات إلى عشرات الإمارات التي تخفق على خرابها رايات الموت وتنعق بوم الجنائزيات الداعشية المبشرة بالذبح والسحل في حق كل «مارق على فرمانات أمراء المؤمنين». 
بات من الهزلي اليوم الحديث عن «إقليم جند»، في واقع تحولت معه الأزقة الخلفية لـ «تعز» إلى دويلات، وحيث يلوذ معظم أهالي «الحالمة» بكنف الجيش واللجان هرباً من سواطير «مقاولة» تلتقي على «الذبح» وتفترق حول أساليبه وطرقه.
في سياقٍ موازٍ لم يوارب انخراط «فرع التنظيم الناصري ومنظمة الاشتراكي بتعز» في ما يسمى «المقاومة الشعبية المسلحة» عورة المنبع الإخواني الوهابي للتشكيلات الإرهابية على اختلافها.
لا يؤلف «ناصريو واشتراكيو الرياض - أبو ظبي» قواماً عسكرياً ذا وزن، في مسرح العمليات بحسب مطلعين.. يتعلق الأمر بحاجة تحالف العدوان إلى صناعة ديكور شراكة جيوسياسية واسعة ظاهرياً؛ تناهض «النفوذ الإيراني المجوسي» حد تسمية مطابخه. وفقاً لذلك جـــــــرت عمليــة دهن واجهـــــــــة «المقاولة» بطلاء «يساري - قومي»، في صفقة تأجير ختوم ويافطات رخيصة، قام بموجبها أمين عام الناصري «عبدالله نعمان» وقيادات في الاشتراكي، بتحرير «بيانات الانحياز المطلق» لـ «مقاولة الدواعش» وإسدال مسميات وطنية شريفة على «كتائب الموت»، ليصبح بعضها «كتائب عبدالرقيب عبدالوهاب».
إشادة وزير خارجية الإمارات بدور «الاشتراكي والسلفيين» في ما يسمى «معركة تحرير تعز» الخائبة، كان «عتاباً قاسياً» لأداته الرئيسة المتمثلة في «الإخوان» أكثر منه مديحاً في الكيانين الآنفين، كما واتساقاً مع الحاجة لإيهام المشاهد العربي بطيف شراكة يمنية واسع يتعاطى معه التحالف الذي نشأ - حد تضليلهم - كاستجابة لدعوات اليمنيين بشتى انتماءاتهم إلى إنقاذ الدولة من «سيطرة الانقلابيين، والنفوذ الإيراني»!!