عند ربهم يرزقون..
- أصيل نايف حيدان الأثنين , 27 ديـسـمـبـر , 2021 الساعة 6:19:57 PM
- 0 تعليقات
أصيل نايف حيدان / لا ميديا -
في الذكرى السنوية للشهيد نستلهم من الشهداء العزة والصمود والصبر. وعندما نأتي لمراجعة سيرة الشهيد، أي شهيد، نرى أنه كان مميزاً في أوساط المجتمع، من حيث الأخلاق والإيمان الذي فيه. والدليل على أنه مميز هو اصطفاء الله له وتكريمه بالشهادة في سبيل الله، التي ينتقل بها من حياة الدنيا إلى الحياة الأخرى والأجمل، حيث قال الله في كتابه الكريم: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون". الشهداء أحياء عند ربهم ولكننا لا نشعر بذلك.
البعض يحزن عندما يستشهد أحد المقربين له، والأصح والواجب عليه هو أن يسعد، لأن الله كرم هذا الشخص المقرب له، وأبلاه بلاءً حسنا واختاره من بين من هم بجانبه.
وعندما نرى تضحيات الشهداء وصبر المجاهدين فإن الله يبدلهم نصراً عظيماً يفرح قلوب المجاهدين نتيجة تلك التضحيات والصبر.
وإذا أردنا أن نحصن مجتمعنا من مؤامرات الأعداء يجب علينا نشر ثقافة الجهاد والاستشهاد، فلولا الله ولولا هذه الثقافة القرآنية، ولولا قيادتنا الربانية ممثلة بقائد الثورة، لكان الأمريكيون والصهاينة يعبثون ببلدنا كما عبثوا بالعراق، ولكن إرادة الله وإرادة هذا الشعب العظيم وقيادته كانت أقوى وتغلبت على كل تلك المؤامرات الخبيثة، وكانت هذه الأمة خير أمة لأنها عشقت الشهادة غير سائر الأمم، والأمة التي تعشق الشهادة لا يمكن أن يبقى في يد أعدائها أي شيء يمكن أن يخيفها، لأن أبناء هذه الأمة توكلوا على الله ووثقوا به وانطلقوا مجاهدين حاملين أكفانهم على أكفهم راجين من الله النصر أو الشهادة.
الجهاد في سبيل الله ليس فيه أي خسارة، وإنما هو ربح يقابله الله بعطاء الشهادة في سبيل الله، وكلما كان الجهاد متعباً كان أجره أكبر ونتائجه أعظم، ولا يعلم بالمشاق ولا يحس بالمعاناة التي يعاني منها المجاهدون إلا من شاركهم تلك اللحظات التي لا تنسى والتي تعتبر في سبيل الله راحة وطمأنينة بدلاً من المشقة والعناء.
يظل الشهداء يرعبون الأعداء حتى بعد استشهادهم، فعلى سبيل المثال عند تشييعهم بمواكب ضخمة وحشود حيدرية كبيرة نرى كيف هو حماس المشيعين، وكيف ينطلق المجاهدون من كل صوب ومج ليسيروا على درب ذاك الشهيد الذي نال التكريم الإلهي وارتقى إلى ربه.
المصدر أصيل نايف حيدان
زيارة جميع مقالات: أصيل نايف حيدان