الحبيب العَّلامة سهل بن عقيل ..عالم ثورة
- حسين زيد بن يحيى الثلاثاء , 23 مـارس , 2021 الساعة 7:18:27 PM
- 0 تعليقات
حسين زيد بن يحيى / لا ميديا -
تصدَّر الحبيب العلامة سهل بن إبراهيم بن عقيل بن يحيى (رضوان الله عليه) مشهد الثورة اليمنية ضد النظام السابق. ليس ذلك مستغربا لدى كل من عرف فقيدنا عن قرب. ميراث علمي وجهادي اكتسبه من والده سيدي العم الحبيب العلامة ابراهيم بن عقيل بن يحيى (رضوان الله عليه)، تلميذ عمه العلامة المجاهد محمد بن عقيل بن يحيى (رضوان الله عليه).
فعندما ابتعث العلامة إبراهيم بن عقيل للدراسة العسكرية في العراق كان أحد رجالات ثورة العشرين في العراق التي شارك فيها العلماء والجيش ضد الاحتلال البريطاني للعراق.
في تلك البيئة نشأ فقيدنا الراحل سهل بن عقيل. وكما تشرب من أبيه علوم القرآن، تشرب منه أيضاً روح الثورة على الاحتلال والطغاة. أيضا ساهمت دراسته في بيروت – لبنان في تعرّفه على التراث الثوري لليسار العربي، وخاصة عند زياراته إلى دمشق – سورية حيث يقيم عمه الفقيد المناضل علي بن عقيل بن يحيى – عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.
وكما يقال في علم النفس والاجتماع، الولاء للانتماء، كون والد فقيدنا الحبيب إبراهيم بن عقيل من مواليد مسيلة آل بن يحيى – تريم – حضرموت في أقصى شرق اليمن، والحبيب سهل بن عقيل من مواليد الحديدة في أقصى غرب اليمن، ذلك الانتماء رسّخ في فقيدنا الراحل سهل صلابة الولاء الوطني.
تلك هي البيئة القرآنية والوطنية والثورية التي نشأ فيها فقيدنا الراحل سهل بن عقيل، حيث كنا نراه في زياراته إلى مستعمرة عدن وزنجبار أبين، حاضرة السلطنة الفضلية أثناء الحقبة الاستعمارية البريطانية، رافضا لذلك الواقع. لم يكتف بالموقف النظري التنظيري، بل عمل على التحريض على ذلك الواقع البائس وشارك في عدة إضرابات.
رحمة الله على أخي وابن عمي سيدي العلامة سهل بن إبراهيم بن عقيل بن يحيى، الذي عرفته عن قرب، ليس بسبب القرابة فقط، ولكن بحكم أنني تربيت في كنف عمي ووالدي إبراهيم بن عقيل بن يحيى، لم أرَ في الفقيد سهل إلا كل ما هو جميل، نعم، كان ودودا، كريما، محبا لأقاربه ولكل الناس، ومن عرفه يشهد له بذلك.
وهنا أستدرك أنه خلال زيارة قام بها فقيدنا الراحل إلى منزلي في خور مكسر – عدن 2013، مع الشهيد إلياس (أحد أحفاده الشهداء في معركة التحرير والاستقلال ضد الاحتلال والعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ومليشياته الوهابية السلفية التكفيرية على يمن الإيمان والحكمة)، وجدت أنه كانت لديه رؤية ثاقبة للواقع الثوري حينها، حيث أكد لي فقيدنا الراحل سهل بن عقيل أن ثورة 11 فبراير 2011 وثورة الحراك الجنوبي لن تحققا هدف التحرر والاستقلال للوطن، وأن اليمن والشعب اليمني بحاجة إلى ثورة إيمانية تحقق هدف التحرر والاستقلال لليمن وتبني دولة مقتدرة عادلة تنهض بكل الوطن وتجعل من اليمن دولة حرة قوية قادرة على لعب الدور الريادي في كل معارك الأمة العربية والإسلامية؛ وكأنه بذلك قد استبشر بحتمية ثورة 21 سبتمبر/ أيلول 2014.
•محافظ محافظة أبين – رئيس المكتب التنفيذي – ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي.
المصدر حسين زيد بن يحيى
زيارة جميع مقالات: حسين زيد بن يحيى