بين مشهدين
 

زيد الغرسي

زيد أحمد الغرسي / لا ميديا -

في صنعاء تم استقبال الأسرى بحفاوة وتكريم وبمراسيم رسمية وباحتفال شعبي وفرشت لهم السجادة الحمراء واستقبلهم قيادات الدولة مع الآلاف من أبناء الشعب اليمني، بينما في مطار المكلا وصل أسرى المرتزقة ولم تكن هناك أي إجراءات رسمية أو شعبية ولم يستقبلهم أحد من مسؤولي الدولة.
وبالنظر إلى المقارنة بين الصورتين هناك عدة نقاط، أهمها: 
أولاً: في صنعاء هناك دولة تقوم بواجبها تجاه أبناء قواتها المسلحة ولجانها الشعبية، بينما في الطرف الآخر مليشيات لم تعر مرتزقتها أي اهتمام.
ثانياً: صنعاء بعد ثورة 21 أيلول/ سبتمبر أعادت للإنسان اليمني قيمته وكرامته وعزته وأصبح كل فرد يمني له أهميته وقدره واعتباره، بينما العدوان أكد أنه يتعامل مع مرتزقته كعبيد وليس لهم أي قدر عنده ولا يأبه لهم ولا يحترمهم ولا يقدرهم، وينظر إليهم كمرتزقة رخاص لا يستحقون حتى إحضار شخصية سياسية أو مسؤول واحد يستقبلهم وهم الذين قاتلوا للدفاع عنه.
ثالثاً: رأينا كيف تم استقبال الأسرى السعوديين في قاعدة سلمان في الرياض باستقبال رسمي، بينما لم يتم استقبال مرتزقة العدوان في المكلا حتى ولو من قبل مسؤول واحد!! وهذه إهانة جديدة للمرتزقة من قبل أسيادهم (دول العدوان)، وتكشف كيف يتعامل العدوان مع مرتزقته اليمنيين على عكس ما يتعامل به مع جنوده السعوديين أو الإماراتيين.
رابعاً: بالرغم من الحرب النفسية والتجويع واستخدام أبشع أنواع وسائل التعذيب ومحاولة إقناعهم بالفكر التكفيري إلا أن معنويات أسرى الجيش واللجان الشعبية عند وصولهم مطار صنعاء كانت عالية وقوية، بل وأعلنوا عودتهم للجبهات. أما أسرى الفريق الآخر وبالرغم مما وجدوه من معاملة أخلاقية وإكرامهم وعدم تعرضهم لأي تعذيب في سجون الجيش واللجان إلا أن معنوياتهم عند وصولهم مطار المكلا كانت منهارة وضعيفة، ووجدنا أثناء إجراء المقابلات معهم أنهم يتصنعون في أحاديثهم التي لم تكن نابعة من قلوبهم وإنما إرضاء لأسيادهم.
خامساً: حاول العدوان أن يستخرج ولو كذبة واحدة من أي أسير، يقول فيها بأنه تعرض للتعذيب في سجون الجيش واللجان، لكنه فشل في ذلك، بل وافتضح أحدهم على الهواء مباشرة، عندما سأله مذيع "العبرية" عن سبب الشظايا الموجودة على جسده، فرد عليه الأسير بأنها من ضرب طيران التحالف لمبنى الشرطة العسكرية، فحاول المذيع أن "يلفلف" هذه الفضيحة فقال: كانوا يطرحوكم دروع بشرية... بينما سنسمع مآسي وقصص تعذيب إجرامية بحق أسرانا، فأين حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة و"ناشتي" العدوان الذين يكذبون ليل نهار باسم حقوق الإنسان؟! إنهم كاذبون وشعاراتهم زائفة للمتاجرة فقط.
سادساً: أسرانا كلهم يمنيون، بينما أسرى العدوان سعوديون وسودانيون ومرتزقة، وهذا يؤكد أن العدوان على اليمن هو عدوان أجنبي وليس صراعاً داخلياً كما يصوره تحالف العدوان. كما أنه لا يوجد إيراني أو لبناني يقاتلونهم في اليمن كما يدعون، بل يقاتلون شعب اليمن. إضافة إلى أنه رد واضح على من يصف الحرب بأنها "يمني يقتل يمني" أو أن اليمنيين "يتقاتلون على السلطة".
وفي الأخير نبارك لكل الأسرى المحررين ولأسرهم، ونسأل الله الفرج لبقية الأسرى.

أترك تعليقاً

التعليقات