‏دعونا والحسين
 

عبدالخالق المهدي

عبدالخالق المهدي / لا ميديا -

هل بكيت في حياتك على الحسين؟
لماذا بكيت ومتى آخر مرة؟!
الحزن شعور إنساني يخالج النفس البشرية عند أية مظلومية تنتهك حق البشر في حياة آمنة، بل أحياناً نحزن لتعرض حيوان لظلم ما.. فكيف بنا لا نحزن على مأساة كربلاء وما حل بالحسين سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة..!
لا تلوموا من يبكي الدهر لمصابه... 
لقد بكاه أحرار العالم قديماً وحديثاً على اختلاف دياناتهم، ومازالت تذرف الدمع عند كل حديث عن الحسين، ويستلهم منه كل معاني الحرية والثورة على الظلم والطغاة.. 
ومثلاً هل من المعقول أن تستنكر حق اليابانيين في البكاء والحزن عند ذكرى الإبادة الجماعية لآبائهم وأجدادهم في هيروشيما.. بداعي أن الزمن بعيد.. ولأن.. وأن..؟! 
مفارقات يعيشها من أريد لهم البعد عن الحسين أو أرادوا بذاتهم الابتعاد عنه..!
دعونا والحسين... لنبكي لنحزن لنسلّم على روحه وأرواح أهله وصحبه.. 
بالتأكيد نحن نعلم الحقيقة التي تقول إن البكاء على فقدانك أباك لن يرده إليك.. غير أن النفس البشرية السوية تتأثر تبعاً لتغير الأسباب المؤثرة فيها من حزن وفرح وحماسة وغضب.. الخ.. ومن غير المنطقي أن تفصل الآخرين عمن كانوا سبباً لهدايتهم لعزتهم لوجودهم، وأن تمنع عشقهم لمن يهيمون بحبهم..!
 لماذا يراد لنا ما لا نستسيغه من مواقف؟!
 لماذا محاولة فرض أو إسكات كل من يذكر الحسين كأنه يدعو إلى الجاهلية وهم يعرفون من هو الحسين فضلاً وعلماً، مكانة وجهاداً، وإيماناً..؟!
دعونا والحسين..
دعوا قلوبنا تسكن بحبه وتطمئن بذكره، لتنهمر دموعنا بالدماء ألماً وكمداً.. 
نعلم يقيناً أن مواساة القلب في الألم على من نحب يكون أبلغ صدقاً في استلهام الروح الثورية وانتهاج الخط الحسيني الذي رسمه الحسين عليه السلام، وهو الذي ينبغي أن يكون، وهو ما يدفعنا بقوة نحوه، نحو العزة ورفضاً للذلة، وأن يكون البكاء عنوان حب واقتداء، صدق وولاء...
حزننا لا يجبره سوى إقامة شرع الله الذي ضحى لأجله الحسين..

أترك تعليقاً

التعليقات