التحالف القذر.. حين تتحول الأوطان إلى صفقات والدماء إلى بنود
- هاني شاهين الأحد , 23 نـوفـمـبـر , 2025 الساعة 12:06:21 AM
- 0 تعليقات

هاني شاهين / لا ميديا -
الحقيقة التي نامت قرناً في الظل خرجت اليوم إلى النور بلا أقنعة. أعلنها ترامب صراحة: السعودية حليفٌ استراتيجيٌّ رئيسي للولايات المتحدة. ولم يكن لذلك أن يتحقق لولا أنّ الرياض كانت الشريك الموثوق في كل ما تسميه واشنطن "مشاريع أمنية"، بينما يعرفها العالم على حقيقتها: حروب، واعتداءات، وتمويلات ملوّثة بالدم والدمار.
وقد قال الفيلسوف برتراند راسل: "الحرب لا تحدد من هو على حق، بل تحدد من المتبقي على قيد الحياة". ويبدو أن هذا هو جوهر التحالف.
استحقت السعودية لقب "الحليف الرئيسي" لأنها قدمت لواشنطن ما لا يستطيع غيرها تقديمه: مليارات الدولارات، ونفوذاً سياسياً، وأعمالاً قذرة لم ترغب أمريكا أن تتلوث بها مباشرة.
"الأمن المزوّر: كيف يُباع السودان وتُشترى الحروب؟". والمهزلة لا تقف هنا، بل تمتد إلى ما هو أبعد؛ التنازل عن جزء من السودان الغني بالموارد مقابل دورٍ أوسع في صراعاته الداخلية. وكأن الشعوب مجرد غنائم تُقتسَم، لا أوطان تُحترَم.
وكما قال نيكولو مكيافيللي: "الغاية تبرر الوسيلة، حين تكون الوسيلة شراء صمت العالم".
أما الإعلام الرخيص، فقد ارتدى ثوب الواعظ الكاذب ليجمّل هذا التحالف، ويقدمه كحلفٍ من أجل "السلام والاستقرار"، بينما هو في الواقع صفقة لتوزيع الجغرافيا ونهب الثروات والسيطرة على مقدرات البشر.
يقول جورج أورويل: "في زمن الخداع، يصبح قول الحقيقة عملاً ثورياً". ويبدو أننا في زمن يصبح فيه الصمت نفسه جريمة.
ضمن الاتفاق الجديد، وُقّعت ما سُمّيت "اتفاقية الدفاع الاستراتيجي"، والتي تعطي السعودية صلاحية حماية المصالح الأمريكية، وتُعطي أمريكا بالمقابل واجب حماية الرياض كلما تورطت في حرب أو اعتداء، كما حدث في اليمن، تماماً كما تفعل واشنطن مع الكيان الصهيوني. إنها نسخة عربية معدّلة من "التحالف الأبدي": تعتدي أنت، ونحمي نحن.
وبهذا، أصبح في العالم العربي كيانان صهيونيان مدعومان بالكامل من الولايات المتحدة، التي تُتقن دور "الشرير الأكبر" دون منافس.
وقد قال مالكوم إكس: "إذا لم تكن حذراً، ستعلمك وسائل الإعلام أن تكره المظلوم وتحب الظالم". وها نحن نرى الدرس يُطبَّق بحذافيره.
وكعادته، سيخرج علينا بعض الجهلة والمتهافتين ليتهمونا بالحسد، وكأنّ الذل السياسي والانحدار الأخلاقي والانهيار الإنساني أصبحوا إنجازات تستحق الغبطة!
لذلك قال أحد الحكماء: "ليس كل سقوط يُحسَد عليه؛ فبعض السقوط هلاك".
وصدق من قال: "أسوأ الأمور أن تكون سعودياً، حين يصبح وطنك مشروعاً أمريكياً، لا دولة ذات سيادة".










المصدر هاني شاهين
زيارة جميع مقالات: هاني شاهين