ميخائيل عوض

ميخائيل عوض / لا ميديا -
تطورات عاصفة شهدتها وتشهدها سورية لم تكن مفاجئة قط. فنتنياهو أعلنها مراراً وتكرارا: سورية بيت قصيده، فإن بقيت لا بقاء لـ"إسرائيله"، التي جزم بأنها في حربها الوجودية إما أن تسود وإما أن تدفن إلى الأبد.
عند إعلانه وقف النار في لبنان أعلن أهدافه: سورية وإيران، وأنذر الرئيس الأسد، وأعطى إشارة الهجوم لجيش أردوغان والعصابات الإرهابية، وقد بدؤوا من فورهم الهجوم على حلب، وكانت القوات السورية والروسية تعرف بالهجوم وتتابع الاستعدادات.
انسحاب منظم أو انهياري للجيش والحلفاء وقوى الدعم والإسناد، ثم حماة تم تسليمها بلا قتال. هل كان انهياراً؟ ربما، لا شيء في الميدان يؤكد غير ذلك.
هل هو انسحاب منظم وعن سبق تصور وتخطيط واستعداد؟! ربما، والوقائع تعزز هذا الاحتمال، فلم يترك الجيش وأجهزة الدولة خلفهم وثائق ولا أسلحة وذخائر وطائرات صالحة.
وبعدها انسحاب منظم من السويداء ودرعا. لصالح من؟! وأية رهانات  في الشمال والجنوب؟!
هناك وقائع ومؤشرات إلى اتفاق مع "قسد" الكردية، فقد سلمت أسلحة وذخائر والمطار وأحياء في حلب ثم دير الزور والميادين وشرق وغرب الفرات.
هل "قسد" مؤتمنة على الشعب والأراضي السورية؟ من يأتمنها بعد التجارب السابقة؟ بل ما الهدف؟ وما القصد والغاية من تكبير دورها وتعظيمه؟ هل العين على تركيا وتفكيكها؟ وماذا عن مشروع أمريكا لكردستان الكبرى؟
تسليم "قسد"، إذا تأكدت معطياته، فلا بد من دور روسي!
ما هي ضمانات ومصالح روسيا وإيران في تسليم "قسد" نصف سورية والمناطق الأكثر أهمية استراتيجية، وطريق الوصل البري بين بيروت دمشق بغداد طهران موسكو؟
قلب قلب العالم ولم يسقط من قبل، برغم عصف الحروب. قد نجد تفسيرا بعد تسلم ترامب السلطة في البيت الأبيض.
فترامب ضد الحرب وضد الوجود الأمريكي في سورية، وصديق لبوتين، وطيلة حقبته السابقة وفي مرحلة الاستعداد للعودة، لم يتعامل مع أردوغان بأية إيجابية، بل يعتبره وقطر والإخوان المسلمين من أشد حلفاء لوبي العولمة، والحزب الديمقراطي، ولن يغفر لهم الحملة لإسقاطه باستخدام قضية خاشقجي.
في المسألة سر وغموض!
فإن كان الجاري انهياراً دراماتيكياً للدولة والنظام تعبيراً عن انفضاض القاعدة الشعبية والاجتماعية من حول الدولة والجيش والرئيس، تكون الظروف وإدارة للأزمة أوصلت سورية إلى الموت، ما يعني سقوط عمود السماء والآتي أعظم وأشد هولا.
إن كان في سياق خطة استراتيجية متوسطة المدى ولأهداف استراتيجية فولادة سورية الجديدة والشابة جارية وستعود قاطرة وتستعيد دورها الذي خُلقت لأجله.
قاطرة ومغيرة في أحوال العرب والأمم والعالم.
غدا، موت سورية والفوضى المدمرة.

أترك تعليقاً

التعليقات