كيف نحارب إعلاميا مع أمريكا؟!
 

صلاح العلي

صلاح المقطري / لا ميديا -
يا إخوتنا ويا مجاهدينا ويا إعلاميينا احذروا من التداول اللامسؤول للأخبار.. ويجب ألا يتم تداول إلا ما يتم نشره من الجهات الرسمية اليمنية مثل الناطق العسكري وقناة المسيرة ومواقعها الرسمية ووكالة سبأ وغيرها..
المعركة الجديدة مع العدو سنواجه فيها حربا إعلامية خبيثة من نوع جديد وبمستويات أعلى مما واجهنا.
فمثلا، لماذا ينشر العدو الصهيوني والأمريكي خبر استهداف بارجة تابعة له ومعارك عنيفة في البحر الأحمر ويجعل قناة مثل الجزيرة تعيد ترديدها؟
بدرجة رئيسية، وإلى جانب أغراض أخرى عديدة، فهو يقيس مدى تأثر الشارع اليمني وإعلامييه بما ينشره من معلومات وأخبار، ويريد أن يعرف مدى وحدة الجبهة الإعلامية الداخلية لليمن وترابطها.
للأسف، الناس عامة وحتى المجاهدون يتجاوبون معها انطلاقا من حماسهم ولهفتهم للتنكيل والانتقام من العدو فيتجاوبون بلا تفكير مسبق عن دوافع نشر هذه المعلومات من قبل العدو!
يفترض أن نسأل أنفسنا لماذا الأمريكي والصهيوني ينشرون أن هناك «اشتباكات عنيفة في البحر الأحمر»، ثم بعدها بساعات ينشر الأمريكي أن أصوات النيران في البحر الأحمر هي عملية تدريب لقواته وحسب!
العدو أيضا يستطلع مدى ثبات الشارع ومدى هلعه وخوفه وردة فعله تجاه ما سيحدث.
قد لا تخاف أنت أيها المجاهد لكن المواطن البسيط سيخاف بالتأكيد فهو يحسب أمورا كثيرة لا تهتم بها أنت، فهو يتخيل مثلا أن المعركة في البحر ستوقف دخول الغذاء والوقود، وبالتالي هو سيهلع وغيره أيضا ومن ثم سيتدافعون للأسواق لشراء المنتجات الغذائية وتخزين مسبق لاحتياجات العيش، و.. و.. و..
هل تتذكرون في السنوات الماضية كيف كان العدو يصنع الأزمات في الشارع اليمني لتأزيم الأوضاع؟
كان العدو أول من يروج وينشر أن كميات الوقود على وشك النفاد بسبب منع دخول سفن النفط إلى الحديدة، وهو الأمر الذي كان يدفع الناس لشراء الوقود من السوق بهلع يستنفد الكميات التي بالإمكان أن تكفي حاجة السوق لمدة 6 أشهر.
يجب علينا الالتزام بالمعلومات التي تنشرها الجهات الرسمية وحسب، ونحذر أن نمارس الحرب الإعلامية والدعائية ضد أنفسنا بأنفسنا.
مثل أخير يوضح خبث العدو الصهيوني وكيف يدير الإعلام: في جريمة مستشفى المعمداني استشهد نحو 400 مواطن فلسطيني باستهداف واحد، وهو ما فجر خروجا وغضبا وحزنا في الشوارع العربية والأجنبية ضد العدو أفزعت الكيان وأمريكا بشدة رهيبة.
بالمقابل، وقبل أيام مجازر العدو خلفت أكثر من 400 شهيد وأبيدت أحياء بكاملها، وقبلها جرائم مماثلة وعدد شهداء أكبر وببشاعة أعظم، لكن التفاعل معها كان شبه منعدم! لماذا؟!
السبب أنها كانت مجزأة وعلى عدة أوقات متفرقة تراوحت بين اليومين والثلاثة أيام، فكان التفاعل معها من الناس مجزأ أيضا؛ فضلا عن أن المشاهد المروعة صارت مألوفة لدى الكثيرين ولا يعودون لذات التفاعل السابق إلا بفظاعات وبشاعات أعظم من سابقاتها.
حافظوا على مخزون الغضب والسخط والحزن والغيظ داخلكم من النفاد والاستهلاك قبل تحقيق النتائج المطلوبة. فالقادم أعظم.
«وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً» (الآية 83 من سورة النساء).

أترك تعليقاً

التعليقات