مـقـالات - رئيس التحرير - صلاح الدكاك

لمن تقرع أمريكا أجراس السلام؟

تحتاج أمريكا إلى إعادة هيكلة بيتها الخليجي بدءاً بالمملكة السعودية، بعد 4 أعوام من عدوان خائب على اليمن، عمَّقت تداعياته المرتدة تناقضات البنية الوظيفية لكيانات الطفرة النفطية. على خلفية هذه الحاجة الأمريكية لإعادة الهيكلة بغية تلافي التداعي الدراماتيكي لبيتها الخليجي، فإن "واشنطن بمعاونة رئيسة من لندن ذات الباع الاستعماري العريق"، يعوزها وضع حد لملف "الحرب في اليمن"، بما يتيح لها تدارك نفوذها الآيل للسقوط في الخليج من جهة، ووضع اليمن على سكة سياسية تفضي لذات الأهداف الاستعمارية التفتيتية المرجوة التي أخفق عدوانها في إنجازها عسكرياً، ومن جهة موازية متزامنة....

مـــصر الــــتي....

يتعهد السيسي عقب كل مجزرة إرهابية ترتكب بحق المصريين بـ(مواصلة الحرب على الإرهاب)....ويوماً فيوماً ينشط عداد القتل بلا رادع جدي من الجهات المسؤولة عن الشعب. التنظيمات الإجرامية وأذرعة العنف السياسي المنظم في مصر لا تهاجم ولا تنطلق في عملياتها من خارج جسم النظام ومؤسساته بل من صلب هذه البنية النظامية والمؤسسية السياسية والاقتصادية والفكرية المسيطرة على مقاليد القوة والحكم المصري وستظل تنضح تناقضاتها في صورة سواطير وعبوات ناسفة واغتيالات واستهدافات موجهة طائفياً وعرقياً ودينياً حتى تأتي على مجمل مكونات النسيج الاجتماعي المصري لأن البديل عن ذلك هو سقوط وتداعي بنية السيطرة أمام تناقضاتها وتنامي السخط الشعبي المحتقن في الشارع المثخن ...

أزمة مركز لا تخوم .. خازوق مزدوج

ثمة زاوية محورية في قضية (خاشقجي جيت)، تتعمد دوائر ووسائط صناعة الرأي العام العالمية إدارة الظهر لها في مقارباتها لملابسات القضية التي بدأت دولية الذيوع منذ اللحظة الأولى لولوج الصحفي الإخواني الملكي المجني عليه قنصلية بلاده في إسطنبول، وصولاً إلى اعتراف الرياض بواقعة مقتله على أيدي فريق مخابرات سعودية. هذه الزاوية المهملة عمداً من قبل الميديا العالمية، تتمثل في مجموع الأزمات البنيوية المتفاقمة التي يعاني منها مركز الهيمنة الامبريالية الكونية، بفعل موجات الخيبات والإخفاقات المتلاحقة التي تتعرض لها التخوم الشرقية لامبراطوريته كمسرح حيوي هو الأهم لجهة نفوذها ووجودها الحاكم على خارطة العالم....

ليلة دخلة في القنصلية

دخل خاشقجي القنصلية واثقاً في الحماية الأمريكية، وقتله بن سلمان واثقاً في الحماية الأمريكية أيضاً! تعادل إيجابي في تأليه واشنطن وعبوديتها سينقل دوري التغيير الأمريكي في المملكة إلى نهائيات فيصلها ركلات الترجيح بين سلطة ملكية منقوصة، ومعارضة زاحفة على ذات استاد التبعية! كان بوسع القتيل أن يتزوج (عُرفي)، وكان بوسع القاتل أن يقتله في زقاق من أزقة اسطنبول أو بكأس «شربات» تقدمه له خطيبته التركية في ليلة الدخلة نظير رشوة ملكية سلمانية مغرية... لكن المأذون الأمريكي أراد لها أن تكون ليلة دخلة عالمية، ليستولدها تريليونات مضاعفة وأطفال أنابيب ليبراليين يعيد عبرهم توضيب فوضى المملكة التي أحدثتها مغامرات الطفل الأكبر المعتوه محمد بن سلمان، ووالده الخرف، بفوضى خلاقة ستتكشف تفاصيلها تباعاً في قادم الأيام والأشهر....

المسيرة قرآن المستضعفين

نحو 16 عاماً مضت على انبلاج فجر المسيرة القرآنية، مشفوعة بمحاولات قوى الاستكبار وخدم سفارات الغرب الاستعماري وأدها وإطفاء شموسها عبثاً بحروب عدوانية تعددت ذرائعها المعلنة، وتدرجت أطوارها من حرب محلية دشنتها الحكومة، إلى إقليمية خاضتها السعودية إلى جانب الحكومة، وصولاً إلى تحالف عدوان كوني عابر للقوميات..! هذا الخط البياني الزمني الصاعد لصمود المسيرة القرآنية واتساع مسارح حضورها وتأثيرها، لا يمكن تأويل استمرار منحاه التصاعدي طيلة 16 عاماً، حملاً على (التبعية لإيران).. الدعوى القديمة الحديثة ذاتها، والتي لا تزال ناظمة لكل دعاوى أعداء المسيرة القرآنية ضدها؛ وكما لو أن نكوص الخط البياني لأهداف حروبهم المستمرة عليها، يرجع إلى كونهم ...