تجربة اليمن مع «كورونا»
 

م.علي ناصيف

م. علي ناصيف / لا ميديا -

سأحكي لكم باختصار قصة "كورونا" في اليمن كشاهد عيان، والشهادة لله وحده.
دخل وباء "كورونا" وانتشر في اليمن بشكل مختلف عن انتشاره في كل العالم، وعلى غير ما عرفتم أو سمعتم، فقد كان حظ اليمن سيئاً جداً، لأن الوباء دخل وانتشر فيها قبل رمضان، بفعل عدد من الأسباب:
أولها: أن اليمنيين –عموماً- يلتزمون بصيام شهر رمضان، وهذا الصيام ساعد كثيراً في انتشار الوباء، بفعل العطش والجوع الذي يخفض المناعة إلى الحد الأدنى، وهو ما جعل الوباء لا ينتشر فقط، بل انفجر انفجارا شديدا.
ثانيها: أنه لم يكن هناك أي حرص أو إجراءات لمنع انتشار الوباء، إضافة إلى كثافة الحركة وازدحام الأسواق خلال شهر رمضان، فلم ألاحظ أن هناك عملاً حقيقياً من المجتمع أو الدولة لمنع انتشار الوباء.
غير أن سياسة "حكومة صنعاء" -التي قامت بما استطاعت- أعجبتني كثيرا في التعامل مع الوباء، إذ تمكنت من رفع معنويات الناس إلى مستوى عالٍ جداً، وهو ما كان له دور في تخفيض عدد الوفيات إلى الحد الأدنى.
من وجهة نظري، أعتقد بأن عدد الإصابات في اليمن تجاوز مجموع الإصابات المعتمدة في العالم أجمع والبالغة حوالى 8 ملايين إصابة، وأنا على ثقة ومعرفة بأن أكثر من 65% من سكان اليمن أصيبوا بالوباء، منهم من عرف وظهرت عليه أعراضه، بينما الأغلب لم يعرفوا بأنهم أصيبوا. كما أتوقع أن الإصابات وخلال شهرين ستصل إلى ما نسبته 90% من السكان، ومع ذلك ستخرج اليمن -وكأول دولة- من الوباء بسلام ودون أن يؤثر عليها بشكل حقيقي، رغم أنها الدولة الأسوأ بواقعها الصحي والاقتصادي و... و... الخ، والعدوان هو أهم أسباب تردي أوضاعها.
الخلاصة: ضرب "كورونا" اليمن دون أن يشعر اليمنيون بأنهم مروا بوباء حقيقي، فإياكم أن تخافوا، وهذا هو الأهم، لأنه في الغالب سيمر على الجميع، فلا داعي للخوف أبدا. فتجربة اليمن هذه هي المقياس ومعنوياتكم هي أهم دواء... فلا تضعفوا.

*سوري مقيم في اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات