خسارة لن تعوض
 

م.علي ناصيف

#علي_ناصيف / #لا_ميديا -

الدكتور السوري والمفكر التنويري محمد شحرور في ذمة الله.
يعد الدكتور شحرور الدمشقي (1938 - 2019) هو أهم وأفضل المفكرين الإسلاميين التنويريين من يوم تم تأليف التراث الإسلامي في القرن الرابع الهجري حتى اليوم، وهو أفضل من أضاء لنا كيفية وطريق فهم القرآن بشكل لغوي صحيح بعيدا عن الطائفية ورافضا فهم الكتاب من منظور التراث الممسوخ ومتمسكا بلغة القرآن ذاتها لا غير.
الدكتور شحرور حصل على الثانوية العلمية في دمشق 1958 ودرس البكالوريوس والدبلوم في الهندسة المدنية في الاتحاد السوفياتي 1964، وعاد دمشق كمعيد في كلية الهندسة ليتم إرساله إلى إيرلندا لدراسة الماجستير والدكتوراه، وتخصص في ميكانيك التربة وتخرج عام 1972 وعمل مدرسا في كلية الهندسة في دمشق، وبعدها أستاذا مساعدا، وكان له مكتب استشاري متخصص في ميكانيكا التربة في دمشق موجود حتى اليوم.
بدأ الاهتمام بتبيين مقاصد القرآن وتفسيره وهو في ايرلندا مستعينا بلغة القران في عصر القرآن. وكان مؤلفه الأول «الكتاب والقرآن - دراسة معاصرة» (1990) هو الذي أضاء على شخصيته وعرّف العالم به للمرة الأولى، إذ أثار هذا الكتاب لغطا كبيرا لدى الفقهاء المتخلفين مما ساعد في شهرته ومعرفتنا به وحاربه فقهاء دمشق مما حدّ من التعرف الجيد عليه وانتشار فكره في سوريا. وكان هناك فضل كبير للدكتور اللغوي السوري الكبير الدمشقي المعروف حينها جعفر دك الباب) رحمه الله، كانت مقدمة كتاب «الكتاب والقرآن» للدكتور جعفر دك الباب من 16 صفحة ومثلت مساعدة للدكتور شحرور في معرفة اللغة العربية في عصر القرآن بالفهم الأفضل لكتاب الله، وقدم لنا بعدها كثيراً من المؤلفات فاقت العشرة. ومن أهمها «مجموعة الدولة والمجتمع»، وكتاب «الدين والسلطة»، وكتاب «تجفيف منابع الإرهاب».
أصبح للدكتور شحرور مجتمع كبير متابع له من خلال كتبه والفضائيات واليوتيوب، واستطاع المفكر شحرور دحض معظم أباطيل الفقهاء وعنجهيتهم وتزويرهم للتراث الإسلامي، وأصبح له مجتمع وشريحة كبيرة في العالم الإسلامي، منهم المؤيد ومنهم المخالف له. وذهبت بعض الدول الإسلامية إلى تجريم من يعتقد بصحة ما يقوله المفكر شحرور وتقديمهم للقضاء والمحاكم والسجون.
السلام عليك وعلى روحك يا دكتور محمد شحرور، وأسكنك جنات عدن إن شاء الله.

أترك تعليقاً

التعليقات