جنوب الانتهاكات والدم والكراهية!!
 

فهمي السقاف

فهمي السقاف / لا ميديا -

الجنوبيون إما آلهة أو أنصاف آلهة وملائكة، إذ لا أنبياء بين الجنوبيين، لأن مرتبة الأنبياء متدنية جداً، فما بالنا بمن هم مواطنون من أمثال العبد لله كاتب هذه السطور!! 
صدعوا رؤوسنا وأصموا أسماعنا بأنهم "شعب الله المختار"، وأنهم كانت لديهم دولة أين منها مدينة أفلاطون الفاضلة، وأنهم لا مثيل ولا نظير لهم في الثقافة والذوق والأخلاق والحداثة والتقدُّم وقبلها العلم والذكاء و... و... و... إلى آخر ما في قاموس الفضائل والقيم والمُثل العليا التي لا يوجد مثلها في البلاد إلا فقط في الجنوب!!
في الحقيقة، كثير من الناس الطيبين انطلت عليهم هذه التُرهات وصدقوا بمجتمع الآلهة والملائكة المزعوم جنوباً. لكن كما يقال حبل الكذب قصير وإن طال.
فعادةً ما تكشف الحقائق الأكاذيب والزيف والادعاء وتظهرها واضحةً فاضحةً لا شيء يسترها، وقد كان، فانظروا ماذا يحدث في الجنوب اليوم من استئساد واستشراس وتوحش على مواطنين عزل لا علاقة لهم البتة بما جرى ويجري وما حدث ويحدث، إنهم محض عمال يكدون ويتعبون ليأكلوا حلالاً زلالاً من عرق جبينهم ومن تعبهم، لم ينتظروا سحتاً من أحد ولا ارتزاقاً من تحالف. 
تم التنكيل بهؤلاء الأبرياء لا لذنبٍ اقترفوه أو جرم ارتكبوه.. تم التنكيل بهم لأن جريمتهم النكراء وذنبهم الذي لا يغتفر أنهم محض شماليين فقط، لأنهم ينتمون إلى المحافظات الشمالية!!
الفرز على الهوية ماركة مسجلة حصرياً وبامتياز للجنوبيين منذ يناير 1986، وإن بدأت مؤشراتها بشكل خافت منذ ستينيات القرن الماضي بين الثوار، وما عليكم إلا أن تعودوا وتقرؤوا بتمعن تاريخ تلك الحقبة وستجدون ما أقول لكم حقيقة. ولأوفر عليكم الجهد أعزائي اقرؤوا كتاب: "اليمن الجنوبي.. الحياة السياسية من الاستعمار إلى الوحدة" لعلي الصراف. 
ما حدث ويحدث اليوم لهؤلاء العمال والنازحين الأبرياء لم يحدث فقط من قبل منفذيه من قوات الحزام الأمني (الدعم والإسناد) المدعومة إماراتياً، بل سبقهم مثقفوهم ممن يدعون أنهم أدباء ونخبة مجتمع الآلهة والملآئكة بالتحريض وبث سموم الكراهية في كل حرف يسطرونه، لتنفلت الغرائز من كل عقال وتسقط الأقنعة الزائفة، وظهرت أشداقهم كتلك الحيوانات المسعورة مخضبة بدماء الضحايا.
إنه جنوب الانتهاكات والدم والكراهية. ما رأيناه في اليوميين الماضيين 2 و3 اغسطس 2019 لا شيء يذكر أمام ما سنراه حين سيقتتل هؤلاء فيما بينهم تصفية وامتداداً واستئنافاً لصراعاتهم الماضية الكامن جمرها تحت رماد التسامح والتصالح الكاذب إن جُنّ العالم وسلم لهؤلاء دولة في ساعة نحس تاريخية.

أترك تعليقاً

التعليقات