تقرير غربي:صراع ابن سلمان وعيال زايد يفجر جنوب اليمن ويُقدمه هدية لـ«إسرائيل»
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا
عادل بشر / لا ميديا -
سلّط تقرير أمريكي الضوء على الفوضى التي يشهدها عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة منذ مطلع الشهر الجاري، مؤكداً أن ذلك نتاج صراع نفوذ متصاعد بين تحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، والذي بلغ حدّ إعلان ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" (أدوات الاحتلال الاماراتي في اليمن) سعيه الصريح للتطبيع مع الكيان الصهيوني برعاية مباشرة من "أبوظبي" مقابل الحصول على دعم عسكري وأمني واقتصادي، ليس فقط لمواجهة صنعاء ومحور المقاومة، بل لتكريس حضور "إسرائيل" داخل قواعد استراتيجية تطل على البحر الأحمر وخليج عدن، في إعادة تعريف فجة لوظيفة هذه المليشيات خارج أي ادعاء محلي أو جنوبي.
التقرير، الذي نشرته مجلة "جاكوبين" الأمريكية، أشار إلى أن الرياض التي بدت عاجزة عن ضبط شريكها في العدوان على اليمن، ناشدت واشنطن التدخل والضغط على "أبوظبي" لسحب مليشيات الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة، مؤكدة بذلك فعلياً –وفقاً للتقرير- أن الأمر صراع مكتمل الأركان بين السعودية والإمارات، لا نزاع بين فصائل المرتزقة، كما يحاول البعض تصويره.
ورجّح التقرير أن تنحاز الولايات المتحدة إلى جانب الإمارات في هذا الصراع، لا لاعتبارات يمنية، بل انسجاماً مع التموضع الإماراتي الكامل داخل المشروع الأمريكي -الصهيوني في المنطقة، خاصة بعد أن سارعت مليشيات "الانتقالي" إلى تقديم أوراق اعتمادها لواشنطن و"تل أبيب"، معلنة استعدادها للاعتراف بـ"إسرائيل" والانخراط في اتفاقيات "ابراهام" التي يرعاها دونالد ترامب، في سلوك يكشف طبيعة هذه الكيانات بوصفها أدوات عرض خدمات لا مشاريع سياسية.
وأشار التقرير إلى أن هذا الانحياز الأمريكي المحتمل سيؤدي إلى تنافس متزايد بين السعودية والإمارات، وسيدفع بالرياض إلى البحث عن دعم من جهات أخرى.
وتوقع أن تلجأ المملكة إلى سحب الدعم المالي السعودي، الذي يُشكّل مصدر الدخل الرئيسي لما يصفها بـ"حكومة الشرعية"، بمن في ذلك عناصرها الانفصالية، وهو ما سينعكس، وفق المجلة، بانهيار حاد للعملة وتدهور أكثر خطورة للأوضاع المعيشية في المناطق المحتلة، ما ينذر بانفجار اجتماعي واسع في تلك المحافظات.
انحياز أمريكي للإمارات
وفي تفكيكها لخلفيات الصراع، أكدت "جاكوبين" أن التنافس بين محمد بن سلمان وعيال زايد لم يعد محصوراً في اليمن منذ 2017، بل تمدد إلى الاقتصاد، الاستثمار، والنفوذ الإقليمي، من البحر الأحمر إلى السودان. فعلى الصعيد الداخلي -وفقاً للمجلة- تتنافس استراتيجية محمد بن سلمان لتطوير اقتصاد ما بعد النفط مباشرة مع الإمارات على جذب الاستثمارات الدولية، ولاسيما الأميركية، في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي. ويسعى البلدان إلى اعتراف دولي بهما كقوتين متوسطتي الحجم لهما نفوذ عالمي.
ولفت التقرير إلى أن "محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، طلب من دونالد ترامب التدخل في السودان، في تحدٍّ مباشر لدعم الإمارات مليشيات الدعم السريع، مع تسليط الضوء على جرائم الحرب التي ارتكبتها هذه القوات، وآخرها في دارفور"، موضحاً أن هذا الأمر "ساهم في قرار الإمارات دفع أزمة حضرموت إلى ذروتها؛ إذ دعمت أبوظبي بنشاط هجوم المجلس الانتقالي، ما ضمن نصراً عسكرياً سريعاً".
وتطرق التقرير ذاته إلى الوفد السعودي الإماراتي المشترك الذي قال إنه "حاول خلال الأسبوع الماضي، التوصل إلى حل للصراع على حضرموت والمهرة"، كاشفاً أن "الممثل الإماراتي في هذا الوفد كانت مشاركته شكلية فقط، ولم يقدم أي دعم جدي لهذه الوساطة".
وخلص التقرير إلى أنه "مهما تكن النتيجة النهائية لهذا الصراع، فإن المواجهة العسكرية القصيرة في الأسبوع الأول من كانون الأول/ ديسمبر الجاري ستترك جروحاً عميقة. فعلى الصعيد المحلي، تتجاوز الادعاءات العبثية التي أطلقها عمرو البيض من المجلس الانتقالي، والتي اتهم فيها الحضارم بالإرهاب ودعم الحوثيين، حدود المعقول. كما أن اللغة المسيئة التي استخدمها بعض جنود المجلس الانتقالي على وسائل التواصل الاجتماعي ستشجع الحضارم جميعاً على النظر إلى ما جرى باعتباره غزواً عدائياً، وستؤجج كراهية دائمةً لجماعة لطالما احتقرها الحضارم".
وأكد التقرير أن ادعاء "الانتقالي" إعادة الأمن هو قلب للوقائع؛ إذ إن هذه المليشيات جلبت الحرب إلى مناطق كانت قد نجت سابقاً من الحرب التي قادها التحالف السعودي الإماراتي على اليمن، في مفارقة تختصر طبيعة المشروع برمته، إذ يرفع "المجلس الانتقالي علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، بينما يعادي جوهرها السياسي والاجتماعي، ويعمل كأداة صريحة في خدمة الاحتلال والتطبيع".










المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا