شهدت مدينة تعز المحتلة، اليوم، تظاهرة احتجاجية كبرى شارك فيها الآلاف من أبناء المدينة، تنديداً بجرائم القتل التي تمارسها عصابات الخونج بحق المواطنين والمدنيين، وللمطالبة بتسليم قتلة الطفل مرسال عيدروس والكشف عن ملابسات القضية.
وردّد المشاركون في التظاهرة شعارات تطالب بتحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب، مؤكدين ضرورة تحمّل الجهات المعنية مسؤولياتها القانونية والإنسانية.
وانطلقت التظاهرة من جوار منزل الشهيد مرسال عيدروس في "بير باشا" إلى "جولة القاضي" ثم إلى ساحة العدالة جوار مبنى سلطات الارتزاق، وطالب فيها المحتجون بإلقاء القبض على القاتل المدعو كمال الشرعبي، والذي مازال محتمياً بقيادات عسكرية في خونج التحالف يرفضون تسليمه للعدالة.
وأكد المشاركون أنهم يجهزون لمسيرة كبرى نهاية الشهر الجاري تلتحم فيها كل مديريات ومناطق تعز المحتلة، وتضع مطالب لا تقبل القسمة أو الطرح أو المساومة، وتنتصر لأسر الشهداء والضحايا وأصحاب الحقوق، حسب تعبيرهم، مشيرين إلى أنهم لن ييأسوا أبداً حتى يجبروا سلطات الارتزاق وفصائل الخونج على إنهاء كافة المظاهر المسلحة وطرد العصابات من مدينة تعز.
كما أطلق ناشطون مساء اليوم حملة على مواقع الاجتماعي بعنوان (#العدالة_لمرسال_عيدروس) مناصرة لأسرة الضحية مرسال ومطالبة بالتحرك العاجل للقبض على المجرم كامل الشرعبي وعصابته.
وتحولت جريمة مقتل الطفل مرسال عيدروس في مدينة تعز المحتلة إلى رمز للاحتقان الشعبي ضد الفوضى الأمنية وهيمنة العصابات المسلحة التابعة للخونج؛ إذ وقعت الجريمة في 9 أيار/ مايو 2025 إثر شجار بسيط بين أطفال أثناء اللعب، تدخل فيه مرسال محاولاً فض النزاع؛ لكن والد أحد الأطفال، ويدعى كامل الشرعبي، أطلق عليه النار مباشرة فأرداه قتيلاً، قبل أن يحتمي بقيادات عسكرية نافذة، لتتصاعد منذ ذلك الحين الاحتجاجات والمطالبات الشعبية بالقبض على المجرم ومحاسبة المتورطين.
وفي سياق الاحتجاجات المتصاعدة ضد حكومة الفنادق بمدينة تعز المحتلة، يواصل جرحى الارتزاق اعتصامهم المفتوح منذ قرابة شهر أمام مبنى سلطات الارتزاق في "شارع جمال"، مجددين تمسّكهم بمطالبهم ورفضهم إنهاء الاعتصام قبل اتخاذ الإجراءات المناسبة لتنفيذ كافة تلك المطالب، بما فيها صرف الرواتب والمستحقات.
واتهمت ما تسمى "رابطة جرحى تعز"، في بيان، اليوم، حكومة الفنادق وسلطات الارتزاق بتجاهل مطالب الأسرى وتركهم في المخيمات ينتظرون "الكرامة والعلاج والاهتمام"، مشيرة إلى أن الجرحى ليسوا ملفاً يُرحّل، بل وجع لا يسكت، حسب تعبير البيان.