موظفوها 10 سنوات من العمل بلا حقوق ولا عقود .. إغلاق «بلقيس».. فرمان كرماني
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
فرمان يكشف الوجه الحقيقي لانتهازية الخونجية توكل كرمان التي اعتادت تحويل الإعلام إلى أداة للابتزاز والاستغلال. فبعد أن راكمت ثروات تكفي لإدارة مؤسسات إعلامية لعقود، أصدرت قرارا بإغلاق قناتها المسماة بلقيس، تاركة عشرات الموظفين الذين عملوا معها لأكثر من عشر سنوات بلا عقود، بلا حماية، وبلا تفسير مقنع. فشعار الحرية الذي طالما رفعتْه النوبلية، تحول فجأة إلى وهم، فاضحا ممارسة أبشع صور الانتهازية والعبث بأرزاق الناس.
أثار خبر الإغلاق المفاجئ لقناة بلقيس التابعة للخونجية توكل كرمان، والتي تبث من تركيا، موجة واسعة من الجدل في الأوساط الإعلامية والحقوقية، وفتح الباب أمام ملف شائك يتعلق بحقوق العاملين في القناة، بعد أن وجد العشرات أنفسهم خارج المؤسسة بلا إنذارٍ كافٍ ولا ترتيبات انتقالية واضحة.
ففي مشهد يعكس أقصى درجات الانتهازية تحت شعارات «الثورة» و»العدالة»، أقدمت النوبلية توكل كرمان على إغلاق قناة بلقيس التابعة لها، التي أسستها في تركيا قبل أكثر من عقد، تاركة عشرات الموظفين في العراء بلا عقود عمل، بلا حماية قانونية، وبلا تفسير مقنع.
موظفون حاليون وسابقون، إلى جانب صحفيين وناشطين، أكدوا أن القرار الصادم بإغلاق القناة كان بمثابة حكم بالإعدام أصدرته الخونجية توكل كرمان ضد موظفي القناة، مشيرين إلى أنه جاء إنهاء لسنوات من العمل بمزاجية مقرفة.
وبحسب موظفين وعاملين في القناة فإنهم طوال سنوات عملهم في تركيا، رفضت كرمان توقيع عقود رسمية معهم أو دفع ضرائب رمزية كانت ستمنحهم إقامات قانونية وتفتح لهم باب الحصول على الجنسية بعد خمس سنوات.
وأكد الموظفون أن هذا التعامل الفج معهم من قبل الخونحية كرمان وإدارة قناتها جعل وضعهم القانوني والاقتصادي هشاً منذ البداية، بلا تأمين صحي ولا أمان وظيفي، حتى إن كثيرين منهم اضطروا لمغادرة تركيا إلى أوروبا بحثًا عن فرصة أكثر استقرارًا.
ومع لحظة الإغلاق، برزت المخاوف بشكل أكبر: مصدر الدخل توقف دفعة واحدة، والإقامة المرتبطة بالعمل باتت مهددة، فيما تلوح أسئلة قاسية عن مصير المستحقات المتراكمة وحقوق نهاية الخدمة.
كما أن غياب العقود جعل موظفي القناة بلا تأمين صحي وبلا حماية قانونية، وبلا أي ضمانات مهنية، حتى اضطر كثير منهم لمغادرة تركيا إلى أوروبا بحثا عن أمان وظيفي، فيما بقي آخرون في مواجهة مصير مجهول.
نصب واحتيال
منشورات كثيرة على مواقع التواصل وصفت ما حدث بأنه «نصب واحتيال على الموظفين، الذين أفنوا سنوات طويلة في خدمة مشروع إعلامي لم يوفر لهم الحد الأدنى من الأمان».
ومع أن الخونجية توكل حاولت في بيانها أن تجعل أسباب إغلاق القناة غامضة، مكتفية بدعوى أن “ظروفا قاهرة وخارجة عن الإرادة” استدعت منها هذا القرار لتوحي بأن الأمر ليس بيدها وأن هناك ضغوطا من السلطات التركية تمارس عليها، وأن ضائقة مالية تعيشها القناة بسبب وقف التمويل، إلا أن المعطيات كلها تقول إن توكل قررت فقط أن تتخلى عن موظفي القناة وتتركهم لمصير مجهول.
إغلاق «بلقيس» بقرار من توكل
ولأن المرتزقة يعرف بعضهم بعضا ويعرف كل منهم خبايا الآخر فقد أكد المرتزق علي البخيتي أن قرار إغلاق القناة لم يكن نتيجة ضغوط تركية أو قطرية، ولا بسبب توقف التمويل، بل قرار داخلي اتخذته كرمان «لاعتبارات شخصية بحتة» تحت مسمى «إعادة هيكلة».
وأوضح البخيتي قائلا إن الجهات التركية والقطرية فوجئت بالخطوة، واستفسرت من كرمان عن الأسباب، مطالبةً إياها بمعالجة أوضاع العاملين وعدم تحميلهم مسؤولية القرار.
بدوره وصف الناشط عز الدين الشرعبي ما حدث بأنه ممارسات غير مهنية من قبل توكل كرمان تجاه موظفي القناة خلال السنوات الماضية، والتي أدت إلى وقوع العاملين في وضع هشّ انتهى بصدمة الإغلاق المباغت وإجبارهم على المغادرة.
وأوضح الشرعبي في منشور له على فيسبوك أن توكل كرمان رفضت طوال أكثر من عشر سنوات توقيع عقود عمل رسمية لموظفي القناة في تركيا، رغم أن خطوة بسيطة كدفع ضرائب رمزية للدولة التركية كانت ستمنح الموظفين إقامات قانونية وتتيح لهم لاحقًا التقدم للجنسية بعد خمس سنوات. وأشار إلى أن هذا الرفض غير المبرر جعل العاملين بلا حماية قانونية أو مهنية.
وبيّن أن قرار الإغلاق المفاجئ مثّل ضربة قاصمة للعاملين، حيث وجد الكثير منهم أنفسهم مطالبين بالمغادرة فورًا دون امتلاكهم حتى قيمة تذاكر العودة إلى اليمن بسبب ضعف الرواتب وارتفاع تكاليف المعيشة في تركيا، ما جعل مصيرهم مجهولًا بعد سنوات طويلة أفنوها في خدمة مشروع إعلامي لم يوفر لهم الحد الأدنى من الأمان الوظيفي، مؤكدا أن ما حدث يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق العاملين، محملًا إدارة القناة المسؤولية المباشرة عن هذا المصير القاسي الذي يواجهه موظفو القناة.
كرمان تتنصل من موظفيها
بدوره اعتبر المرتزق عادل الأحمدي أن كرمان راكمت موارد مالية ضخمة لكنها تتجنب الإنفاق على موظفيها، واصفًا سلوكها بأنه «بارع في التخلي وموغل في التنصل».
وأشار الأحمدي إلى أن كرمان رتبت أمورها في أمستردام، تاركة موظفيها «في خليج الدردنيل بلا أي غطاء»، حيث «استدعت موظفي قناة بلقيس وقالت لهم هذا يومكم الأخير.. هكذا وبكل بساطة.. دبجت بيانا يخلو من التعليل الشافي، وتركت عمر النهمي وآسيا ثابت وأفنان توكر ووديع عطا وكمال حيدرة ومائة آخرين بلا أي غطاء».
وأوضح الأحمدي: «عشر سنوات لم تمنح الموظفين خلالها أذون عمل، وحرمتهم من مزايا الإقامة والتأمين الصحي وأظهرت لهم كم هي بارعة في التخلي وموغلة في التنصل»، مختتما بالقول: «وأتوقع أن تعود بلقيس من أمستردام بعد أن تكون تخففت من حمولة موظفين.. ستعود القناة لأن توكل لا تستطيع العيش بدون منبر تطل من خلاله لتخاطب شعبها العزيز».
القناة التي تأسست في تركيا قبل أكثر من عقد، وقدمت نفسها كمنبر إعلامي لـ»الثورة والحرية»، ها هم موظفوها في العراء بعد أن قررت النوبلية صاحبة الشعارات والمليارات التخلي عنهم. إذ إن إغلاق القناة لم يكن مجرد قرار إداري، بل مثّل ضربة قاصمة لحقوق العاملين، وكشف عن تناقض صارخ بين الشعارات الثورية التي ترفعها توكل كرمان وبين ممارساتها الفعلية تجاه موظفيها. عشر سنوات من العمل بلا عقود ولا حماية قانونية انتهت ببيان مقتضب، ليبقى السؤال مفتوحا: هل كان المشروع الإعلامي مجرد وسيلة للاستعراض، أم أن الانتهازية صارت منهجا دائما للخونجية الحائزة على جائزة نوبل؟










المصدر لا ميديا